الأخبار
بلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع الشعب الفلسطيني.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولى
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الانتفاضة في مواجهة مؤامرة كيري!!بقلم: عماد توفيق

تاريخ النشر : 2015-11-24
الانتفاضة في مواجهة مؤامرة كيري. !!

بقلم: عماد توفيق

باتت مدينة خليل الرحمن تشكل ومنذ بداية الانتفاضة المندلعة في بداية أكتوبر الماضي أيقونة الإنتفاضة، وعامودها الفقري، وذلك استمرارا لدورها النضالي الطويل في مقارعة الاحتلال والمغتصبين الذين يحاصرون المدينة ويلتهمون جزءا كبيرا منها، حيث شهدت الانتفاضتين السابقتين عميات بطولية أودت بحياة العشرات من جنود الاحتلال ومغتصبيه.

كيف لا ومدينة الخليل تعد أكبر مدن الضفة المحتلة، بعدد سكان نحو 700 ألف نسمة، ومساحة تساوي 16% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، ويسيطر العدو على نحو 20% من مساحتها، لصالح نحو 850 من غلاة المغتصبين.

 كيف لا ومدينة الخليل تتشرف باحتضان الحرم الابراهيمي الذي يفرض الاحتلال عليه تقسيما مكانيا وزمانيا في أعقاب المجزرة الإرهابية البشعة التي ارتكبها الإرهابي باروخ غولد شتاين، في الخامس والعشرين من فبراير 1994.

كيف لا تنتفض الخليل التي تضم نحو نصف مليون شاب ممّن تقل أعمارهم عن الـ 30 عاماً"، وهي تعاني من تهميش السلطة ومختلف الجهات الرسمية مع قضاياها واحتياجاتها.

كيف لا والاحتلال يخصص لواء كفير اللواء الأكبر في سلاح المشاة الصهيوني، للمرابطة في مدينة الخليل والانتشار في شوارعها وأزقتها لحماية المغتصبين الصهاينة، ما يسبب احتكاكا مباشرا مع سكانها، واستمرارا لحالة الاحتقان من المضايقات الصهيونية التي يتعرضون لها بحجة الدواعي الأمنية.

كيف لا ينتفض سكان الخليل في وجه الإرهاب الصهيوني، وكيف لا تتصدر المدينة قوائم عمليات المقاومة البطولية، حيث بلغ عدد عمليات الطعن والدهس التي نفذها ابطال الخليل نحو 25 عملية، ليبلغ عدد شهدائها أكثر من نحو 27 شهيدا، يحتجز الاحتلال جثامين نحو 11 منهم، فيما طالت الاعتقالات التي تستهدف شبابها نحو 500 منهم.

يجثم على صدر مدينة الخليل نحو 19 نقطة تماس تتمركز فيها قوات الاحتلال لتمثل قنابل موقوتة دائمة، تجعل من الخليل عاصمة الانتفاضة والمقاومة، الأمر الذي تفتقر إليه مدن ثورية أخرى مثل نابلس جبل النار، وجنين الثورة.

تتميز مدينة الخليل كغيرها من المدن الفلسطينية بأنها من المدن المحافظة والمتماسكة اجتماعيا، والتي تحكمها الابعاد العائلية والعشائرية، ويحرص الاحتلال دوما على عدم المس بالعصب العشائري الحساس أو إثارته للحيلولة دون توظيف المقاومة له من أجل تأجيج الحراك الشعبي لتعزيز الانتفاضة والعمل المقاوم.

حصر زخم الانتفاضة في مدينة الخليل دون غيرها من المدن، يساعد الاحتلال على الاستفراد بها لإنهاكها، وفرض الحصار عليها بإغلاق كافة مداخلها والإبقاء على مدخل واحد يسيطر عليه الاحتلال.

الثقل التنظيمي الكبير لحركة حماس في مدينة الخليل كما لحركة فتح، أوصل الخليل إلى نقطة اللاعودة، ما أثر على زخم الانتفاضة بوتيرة قادرة على استنزاف الاحتلال وانهاكه، ما دفع الاحتلال لمزيد من الإجراءات القمعية وعلى حصارها.

الإنتفاضة باتت تواجه مؤامرة دولية، يقودها كيري وإلى جانبه أطراف عربية لوأدها، وتبدت مؤخرا معالم هذه المؤامرة.

-         بدأت هذه المؤامرة بتحريض عربي على حظر الحركة الإسلامية في الداخل المحتل كونها المحرض الأساسي على حماية المسجد الأقصى ومدينة القدس من الإقتحامات والتقسيم، الأمر الذي أشعل الانتفاضة وتسبب بكشف عورة أنظمة عربية تزعم رعايتها للمسجد الأقصى، ثم هي تتفق مع العدو برعاية كيري على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

-         ثم كان إقدام العدو على إرسال أكبر لواء للمشاة في جيش الاحتلال لواء كفير، لقمع وإذلال أهل الخليل، لدرجة أننا بتنا نرى نحو 100 جندي صهيوني يذهبون لاعتقال طفل فلسطيني في جنح الظلام.

يبدوا حضور كيري للمنطقة غدا الثلاثاء من أجل قطف ثمار هذه الإجراءات، ظانا أن السلطة التي تأمر أجهزتها الأمنية بإبقاء الانتفاضة في سياقها السلمي وعدم التصعيد، بيدها شيء من أمر الانتفاضة، علما ان الانتفاضة بدأت وما زالت مشتعلة في باحات الأقصى التي لم تتوقف عمليات الاقتحام لها، علما أن كيري الذي سيزور تل ابيب والقدس ورام الله للمرة الأولى منذ صيف 2014 للقاء نتنياهو وعباس، ليس لطرح مبادرات سياسية جديدة، وليس لإعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات بل يحاول فقط حضهما على خفض حدة الإنتفاضة وتحسن الوضع على الارض.

فلسطين قلب الصراع، ومربط الفرس، باتت الانتفاضة فيها تمتلك مفاتيح حل ملفات دامية، كالملف السوري، حيث يجمع المحللون أن أمريكا ومعها قوى كبرى لا تستطيع فرض حل سياسي للأزمة السورية يتضمن بقاء الأسد، فيما الانتفاضة ما زالت تشتعل في فلسطين وفي باحات الأقصى.

فصائل المقاومة باتت أمام تحدي جدي، لجهة الخروج من حيز الشعارات والتثوير، إلى حيز اتخاذ الإجراءات الجدية سياسيا وميدانيا من أجل حماية الإنتفاضة، وعدم ترك الخليل تواجه الحصار وحيدة، وإشعال مدن الضفة الأخرى، ونقل ثقل المواجهات من مدن الضفة إلى داخل المدن الصهيونية، الأمر الذي يكفل إفشال مؤامرة كيري، ويقرب الإنتفاضة من أهدافها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف