الأخبار
مع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزة
2024/5/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لوحتان من فراغ بقلم : عصام أبو فرحة

تاريخ النشر : 2015-11-23
لوحتان من فراغ  بقلم : عصام أبو فرحة
لوحتان من فراغ

اعتدتُ أن أراهُ كل صباحٍ يقفُ هناك منتظراً حافلة المدرسة , كان يكتفي بالرد على ابتسامتي بمثلها , أما اليوم فوجدته يتجه نحوي ويبادر بالابتسام , وقبل أن أنبس بكلمة وجدته يُخرجُ ورقةً من حقيبته ويمدها إليَّ , ويبادرُ بالكلام أيضاً :
- ما رأيك بما رسمت ؟
كانت ورقةً بيضاءَ ناصعة , ليس فيها إلا نقطة سوداء صغيرة في أقصى يسارها , وأمامها فُتِحَ المدى , قُلتُ :
- وما هذه النقطة السوداء ؟
- دَبَّابة , نعم هي دبابةٌ تأتي من البعيد , تَشُقُّ الفراغَ وبالكادِ تُرى .
أربكني كلامه ولم أجد ما أقوله , فاستعضتُ عن الكلام بابتسامةٍ وبمسحةٍ على رأسه , ناولته ورقته وغادرته إلى شأني .
عُدتُ قبيل المساء , كان يقفُ في ذات المكان , ليس هو , يُشبههُ تماماً لكنه يكبرهُ ببضع سنين , كان يرمقني بنظرات عجزتُ عن تفسيرها , اقتربتُ منه ونظرتُ في عينيه , لم يطُل صمته وكأنه لمس حيرتي فأراد لها أن تنتهي , قال :
- رأيتُ أخي يُحدثك صباحاً ويريك ما رسم .
- هو أخوك إذن , نعم , نعم , يُشبهك تماماً .
- لقد أكملتُ عنه الرسم , أيزعجكَ أن تراه ؟
- بل يسرني .
ناولني ورقة بيضاء كتلك , نظرت فيها فدُهشت , ورقة بيضاء ناصعة , ونقطة سوداء , وحولها اتسع المدى , قلت باستغراب :
- كيف تقول أنك أكملتها ؟ لم تزل كما كانت , ورقة بيضاء ونقطة سوداء .
- لا يا عماه , يبدو أنك لم ترها جيداً , كانت النقطة على طرفها الأيسر , وهي الآن على أقصى يمين الورقة , فلقد غيرّتُ مكانها .
- وما هذه النقطة ؟
- دبّابة , نعم دبّابة , كانت تقف بعيداً ولا تكادُ تُرى , رآها أخي كنقطة سوداء فرسَمَها , لم يكن يُدرك أن من يمشي في الفراغ دون عوائق يصلُ سريعاً , نعم , وصلَتهُ سريعاً , قَتَلَتهُ .
- ويحك , ماذا تقول ؟
- قَتَلتهُ الدبابة , ثم سارت تشقُ الفراغَ مرةً أخرى , وهاي هي تقف هناك لا تكادُ تُرى , رأيتُها كنقطة سوداء على الجهة المقابلة , فأعدتُ رسمها .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف