الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أحا أحا .. لا تتنحي بقلم عبد الله محمد

تاريخ النشر : 2015-11-03
أحا أحا .. لا تتنحي

بقلم الصحفي عبد الله محمد

لا أريد ان أدخل في جدل بيزنطي معمق حول الأصل اللغوي لكلمة "أحا" وهل هي كلمة عامية أم فصحى, هل من المعيب استخدامها أم أنها كلمة استنكارية عادية؟, غير أنه من المفيد القول – وبما أن المقال يخص مصر – أن هذه الكلمة في مصر شائنة ومعيبة إلا في بعض المحافظات كالإسكندرية, وأن البعض يقول بأن الأصل لهذه الكلمة هو اختصار لقول "أنا حقا أعترض" ويورد قصصا عنها لست في وارد ذكرها هنا, غير أن أبرز استخدام لهذه الكلمة هو ما جاء في واحدة من المسيرات العارمة في شوارع مصر حين طالب المحتجون جمال عبد الناصر بالعدول عن استقالته مستخدمين شعار :"أحا أحا لا تتنحى".

ما يجعلني أدخل في حالة استغراب أن الشعب المصري يرفض استخدام كلمة "أحا" فكيف استخدامها في شعار لإعادة من يعتبره أكبر زعيم مر على التاريخ المصري الحديث, هذا يجعلني بالتأكيد لا استغرب عندما ركبت مع سائق تاكسي مصري وسألني كعادة المصرين "أنت منين يا باشا"؟ فأجبته من فلسطين, فعاجلني بالسؤال إن كان الرئيس الفلسطيني قد عاد من فرنسا من رحلة العلاج أم لا, في نفسي استغربت وقلت متى ذهب أبو مازن إلى فرنسا وأي مرض أصابه ليحتاج العلاج في فرنسا, لكن السائق قطع تساؤلاتي حين استكمل "الريس أبو عمار دا مفيش زيو .. راجل تمام كدا .. ربنا يشفيه" فأدركت فورا أن الرجل لم بتابع أخبارا أو حتى أخبار فلسطين على الأقل منذ عام 2004 ونحن حين دار الحوار كنا في عام 2013, فلم يكن مني إلا أن قلت له "نعم لقد عاد الرئيس أبو عمار إلى الوطن وهو بخير وصحة وتمام".

لست هنا لأسخر من واحد من أعرق شعوب الأرض وأقدمها تاريخا, ولا لأخبركم أن هذا الشعب جاهل أو غير مثقف, بل لأبدي استغرابي من شعب تمسك بزعيم بدأت معه حقبة التجهيل وهو جمال عبد الناصر, مرورا بالسادات واستكمالا بمبارك وحتى لحظتنا هذه, لدرجة وصل بالمصري أن يصدق ما يخبره به "الإعلامي" أحمد موسى على إحدى محطات التجهيل المصرية حين قال "إن كتائب القسام كانت وراء اغتيال الشهيد عز الدين القسام بعد خلافات على المناصب".

لن أختلف مع أحد بحقيقة أن الشعب المصري يملك جامعات من أعرق جامعات الوطن العربي, ومتعلمون هم الأنجع والأفضل وأساتذة هم الأكثر علما واتساعا به, وسياسيون واقتصاديون وفنانون, ولكن هذا العلم لم يعط الشعب المصري مثقال حبة من خردل من ثقافة وخصوصا الثقافة السياسية, التي عمد قادته منذ خلع ملك مصر والسودان الملك فاروق الأول إلى اتباع سياسية  تجهيل (سياسي وعلمي) غير مسبوقة, فانشغل المصري بالبحث عن السكن ولقمة العيش وعفش البيت ومهر العروسة حتى إذا ما تزوج كان في الردح الرابع من عمره "العقد الرابع" فلا يمتلك وقتا للتفكير إلا في توافه الأمور, لذلك لا تعجب عندما نرى محاميا مصريا وقانونيا جهبذا يخبرنا على الهواء مباشرة حكاية "كيف أن ثلة من كتائب القسام دخلت من غزة إلى أسيوط وهي إحدى محافظات مصر المحاذية للسودان, ومكثت في أسيوط أياما ثم انتقلت من أسيوط إلى السودان بعدما نفذت عمليات تخريبية ومن السودان ذهبت إلى غزة, ولا أدري أي طريق واصل بين السودان وغزة إذا كانت غزة لا تحفل بمطار يعافيها من جور الحصار.

وغير مسهب في أمثلة الجهل الثقافي المصري كي لا أبدو محقرا لا معالجا لقضية ما, فإنني أرى أن من الخطأ منا كشعب فلسطيني أن نعول على الشعب المصري أو حكومته اليوم في إنقاذ القضية الفلسطينية من شفا الدمار الواقعة فيه, ومن الخطأ الاكبر أن نعتب على هذا الشعب الذي مورس عليه على مدار عقود طويلة شتى أنواع المسح العقلي والتنويم المغناطيسي بل إننا يجب أن نلقى باللائمة على أنفسنا كفلسطينيين.

نحن الفلسطينيون لم نتمكن من توحيد صفوفنا وتاركة آفة الإعلام المصري التي يحكمها بها النظام من تصورينا كشعب جائع للكرسي نتقاتل من أجله لا من أجل قضيتنا, نحن الفلسطينيين سخرنا إعلامنا للردح كل لخصمه, ولم نوجهه ليخاطب عقول وأفئدة الشعب المصري, نحن الفلسطينيين لم نتمكن من إنشاء سينما أو مسرح يعالج وضعنا أمامنا المصرين, نحن الفلسطينيين سخرنا مواقعنا الإخبارية للردح لبعضنا وتحميل المصرين مسئولية ما نحن فيه, نحن الفلسطينيين كنا اداة من أدوات المسح العقلي والتنويم المغناطيسي الممارس على الشعب المصري فماذا كانت النتيجة؟

التنجية أن هناك خندق مائي مقام على حدودنا مع مصر بتأييد ومطلب شعبي, وأن معبر رفح مغلق بتأييد ومطلب شعبي, وأن الشعب الفلسطيني منبوذ من الشعب المصري, وأن مشكلتنا لم تعد بمن يحكم مصر بل مشكلتنا في ومع الشعب المصري, وحتى لو جاء لاحقا حاكم مصري يريد رفع الجور عنا فإن شعبه سيتهمه بالتآمر على القضية المصرية وأبناء الامة المصرية, فما الحل.

الحل بتغيير الخطاب الإعلامي, وإيجاد وسائل نصل بهذا الخطاب إلى الشعب المصري, الذي لا يعرف أي قناة فلسطينية سواء القدس أو الكتاب أو فلسطين أو الأقصى أو أي قناة غير قنواته, الحل بان نغير لهجتنا الهجومية اتجاه مصر واتجاه أنفسنا وأن نجد لغة جديدة تدغدغ عاطفة المصرية التي يستغلها أعدائهم وأعدائنا, الحل أن نحل "الكلاكيع" التي نعاني منها نحن قبل كل شيء ثم نتوجه لعلاج "الكلاكيع" المصرية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف