الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سوالف حريم - بستان الحاج علي بقلم:حلوة زحايكة

تاريخ النشر : 2015-10-23
سوالف حريم - بستان الحاج علي بقلم:حلوة زحايكة
حلوة زحايكة
سوالف حريم
بستان الحاج علي
بينما كنت أهم بالعودة من بيت العزاء عند جيراني الذين لا يفصلني عنهم غير بستان الحاج علي حمدان، قلت في نفسي لا اريد ان اعود طريق الشارع حتى لا احتك بالجنود المتربصين فيه وباسفل البستان سوف اسلك طريقي من وسط البستان في طريق العودة، نزلت الحائط الحجري، بدأت بالسير فيه، سرت شاردة الذهن لما آل اليه البستان، لقد تحطمت الجدران الحجرية وجفت الأرض والأشجار، كان هذا البستان ينعم بالعديد من الأشجار مثل اللوز والبرقوق الأصفر والاحمر المعطر وبوز العجل والتفاح والدراق والعنب والتين واشجار الزيتون، كل شيء تغير في هذه البقعة، هنا لعب الشهداء غسان وعدي وعلاء أبو جمل في طفولتهم وأكلا من ثماره، وكذلك سبقهم ابي الشهيد، وجاري عبد وراد الذي استشهد في مجزرة الأقصى عام 1990 فهذه العائلات الثلاث تحيط بالبستان من جهاته الثلاث، كل منهم له حكاية مع هذا البستان، وقفت ونظرت الى حجر كبير...جلست عليه اتفقد الاشجار حولي، فأنا اعرف كل شجرة فيه وكل صخرة، غاب بصري يبحث عن صاحب هذا البستان الذي افنى عمره فيه إنه الحاج علي حمدان صاحب القامة القصيرة، ذو العيون الزرقاء والبشرة الشقراء التي لفحتها اشعة الشمس ولم تعد تعرف تصنيفها، كان يلبس قنبازا اسودا يرفع اطرافه ويشكها في طرف سرواله الأسود، ويعتمر الكوفية الفلسطينية على رأسه، يحضر كل يوم مع حمارة بعد ان يقوم ببيع الحليب على زبائنه في بلدة جبل المكبر، فجميع من بالبلدة يعرفونه، يضع على ظهر الحمار خرجا فيه فطورة من الزيت والزعتر والخبز وحبة بندورة، ويقود حمارة الى ان يصل البستان ويتركه فيه يرعى من عشب الأرض، ويبدأ هو بتنظيف الأرض من الأعشاب والعناية بالاشجار وفي المساء يعود الى بيته يملأ خرج الحمار بالاعشاب للأبقار.
اغمضت عينيّ ورحت ابحث لعلني استطيع ان اسمع صوته وهو يصرخ بالأطفال وينادي بأعلى صوته "هي ولد هي "ها انا قادم وقد عرفت من تكون، او ينادي عليّ فانا صديقته الصغيرة التي يتهمني دائما بأكل جميع ثمار اللوز خاصته وقد اطلق علي اسم "اللجاة" كنت اضحك منه كثيرا واحلف أيمانا غليظة كثيرة بأنه ليس أنا من يأكل ثمار شجراته، بالفعل انا لا احب الفاكهة ولا حتى اللوز، لكنه كان لا يصدق وانا دائما اضحك منه، فأنا لي مكانة خاصة عنده، يمازحني ويلاعبني كأنني أحدى حفيداته، او لأنني يتيمة لم اعرف حنان الأبوة يوما، لقد رحل الحاج علي ورحلت ازهار هذا البستان، ولم يبق غير جنود الاحتلال يجوبونه ليلا باحثين عن أطسوالف حريم
بستان الحاج علي
بينما كنت أهم بالعودة من بيت العزاء عند جيراني الذين لا يفصلني عنهم غير بستان الحاج علي حمدان، قلت في نفسي لا اريد ان اعود طريق الشارع حتى لا احتك بالجنود المتربصين فيه وباسفل البستان سوف اسلك طريقي من وسط البستان في طريق العودة، نزلت الحائط الحجري، بدأت بالسير فيه، سرت شاردة الذهن لما آل اليه البستان، لقد تحطمت الجدران الحجرية وجفت الأرض والأشجار، كان هذا البستان ينعم بالعديد من الأشجار مثل اللوز والبرقوق الأصفر والاحمر المعطر وبوز العجل والتفاح والدراق والعنب والتين واشجار اللوز والزيتون، كل شيء تغير في هذه البقعة، هنا لعب غسان وعدي وعلاء أبو جمل في طفولتهم وأكلا من ثماره، وكذلك سبقهم ابي الشهيد، وجاري عبد وراد الذي استشهد في مجزرة الأقصى عام 1990 فهذه العائلات الثلاث تحيط بالبستان من جهاته الثلاث، كل منهم له حكاية مع هذا البستان، وقفت ونظرت الى حجر كبير...جلست عليه اتفقد الاشجار حولي، فأنا اعرف كل شجرة فيه وكل صخرة، غاب بصري يبحث عن صاحب هذا البستان الذي افنى عمره فيه إنه الحاج علي حمدان صاحب القامة القصيرة، ذو العيون الزرقاء وبالشرة الشقراء التي لفحتها اشعة الشمس ولم تعد تعرف تصنيفها، كان يلبس قنبازا اسودا يرفع اطرافه ويشكها في طرف سرواله الأسود، ويعتمر الكوفية الفلسطينية على رأسه، يحضر كل يوم مع حمارة بعد ان يقوم ببيع الحليب على زبائنه في بلدة جبل المكبر، فجميع من بالبلدة يعرفونه، يضع على ظهر الحمار خرجا فيه فطورة من الزيت والزعتر والخبز وحبة بندورة، ويقود حمارة الى ان يصل البستان ويتركه فيه يرعى من عشب الأرض، ويبدأ هو بتنظيف الأرض من الأعشاب والعناية بالاشجار وفي المساء يعود الى بيته يملأ خرج الحمار بالاعشاب للأبقار.
اغمضت عينيّ ورحت ابحث لعلني استطيع ان اسمع صوته وهو يصرخ بالأطفال وينادي بأعلى صوته "هي ولد هي "ها انا قادم وقد عرفت من تكون، او ينادي عليّ فانا صديقته الصغيرة التي يتهمني دائما بأكل جميع ثمار اللوز خاصته وقد اطلق علي اسم "اللجاة" كنت اضحك منه كثيرا واحلف أيامانا غليظة كثيرة بأنه ليس أنا من يأكل ثمار شجراته، بالفعل انا لا احب الفاكهة ولا حتى اللوز، لكنه كان لا يصدق وانا دائما اضحك منه، فأنا لي مكانة خاصة عنده، يمازحني ويلاعبني كأنني أحدى حفيداته، او لأنني يتيمة لم اعرف حنان الأبوة يوما، لقد رحل الحاج علي ورحلت ازهار هذا البستان، ولم يبق غير جنود الاحتلال يجوبونه ليلا باحثين عن أطفالا مروا من هنا.

22-10-2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف