الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نِزالُ المتاريس بقلم طارق عسراوي

تاريخ النشر : 2015-10-13
نِزالُ المتاريس بقلم طارق عسراوي
نِزالُ المتاريس

بقلم طارق عسراوي . 

- ١ -


وجها لوجه 


صوب الحاجز شقّ خطواته الأولى، لم تخفهُ الرصاصة فلم يكن يدرك كنه الموت بعد، و ربما كان المتراس لعبته التي استعاض بها عن ألعاب طفولته، فالمتراسُ يشبه " الليغو " و كانت نار الإطارات تلمع في عيون الطفل فتغويه مثل فراشة اجتذبتها نار حتفها، لم يتجاوز السادسة من عمره في أبعد تقدير، بالكاد قبضت أصابعه الغضة حجرا سماويا في وجه دولة المستذئبين ، و في ذهول المشهد احتقن وجه الجنود أمام الكاميرا بينما كانت الدماء تقطر من أنيابهم المعدنية، خمسة جنود في وجه طفل ينتظره الحليب الفاتر في ساعة الظهيرة المشتعلة ، خمس بنادق في نزال حجر لا يقوى اجتياز المسافة الفاصلة ، لكنه حرّك مياه الرفض الراكدة في مهجة الجريح و أحالها إعصارا و نصالا و في كل أحشاء البلاد و أوصالها .  


-٢- 


مقلاعُ شَراكة 

حرّك المقلاع فوق رأسه دورتين كاملتين قبل أن يرخي لجام الحجر الجامح باتجاه حريته، وقد سمعت رفرفاته يشُقُ الهواء قبل أن يرتطم بحافلة الجند، كان ماهرا بالفطرة، حين قدّر المسافة و أخضع حساب الجاذبية لقانون الطرد المركزي، و لا أظن الطفل شراكة، أخضع التجربة لنظرية نيوتن، وكل ما في الأمر أن الطبيعة لقّنته فطرتها، فاختبأ القنّاص خلف الحافلة و وقف الطفل خلف المتراس مبتهجا بارتطام الحجر بالفولاذ ..! 

ربما تمتم القنّاصُ عبارة جاء دوري، حين إستلّ بندقيته الدامية و وضع قلب الطفل في وسط شارة المنظار، رصاصة واحده، كانت كفيلة بعمر الفتى، لترفعه على أكف النشيد و تضيفه زهرة أخرى الى ورد الأكاليل . 

و في نزالٍ مباشرٍ، بين الحياة و القتل، بين الحريّة و العبودية، بين طفلٍ لقّنته أزقة المخيّم مفردات التمرد و عاهدته الشمس بدفئها و بين دولةٍ تقنن الكره و تسنّ القتل في قوانينها، بين ضجيج الحجر الأمل و انسياب رصاصة اليأس، انتصرت صورة الطفل القتيل على صورة البندقية القاتلة ..

 لن أنسى صورته وهو يقف على ساقٍ واحدة،  حيث تماهى جسده الصغير في انسياب راقص الباليه مع انعتاق المقلاع،  ولكن من منا يذكر وجه القاتل ؟!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف