حَدَائِقُ اللَّيْلِ
شعر : صالح لبريني *
الْآن
لَيْسَ فِي اُفُقِ اللَّيْلِ
قَنَادِيلُ
أَرَاِغِيلُ
تَشْفَعُ حِكْمَةَ الْيَأْسِ
أَوْ شُمُوسٌ تَشْمَخُ فِي مَجَاهِلِ
الْمَغِيب
أَوْ بُدُورٌ تَبِلُّ لَوْعَةَ الْوَجِيبِ
أَوْ تَرَاتِيل تُضَمِّدُ عُزْلَةَ الْغَرِيبِ
وَغَبَشُ الْعُمْر يَلْفَحُ نَاصِيَة فَجْرٍ
يَجْهَشُ بِمَوْتهِ قَبْلَ الْأَوَان
فَكَيْفَ لَكَ
أَنْ تَتَفَقَّهَ رَقيمَ النَّهَارِ
سُمُوٌقَ النَّخْلِ
جَدَائِلَ اللَّبْلَابِ...؟
وَ الْغُيُومُ الَّتِي وَعَدَتْكَ بِالرَّبِيعِ
لَمْ تَسْقِكَ غَيْرَ رُضَابِ الظَّمَأْ
و َالشُّمُوسُ الَّتِي بَايَعْتَها خَذَلَتْكَ
وَأَلْبَسَسَتْكَ جُبَّةَ الصَّدَأْ
وَ السَّمَاوَاتُ الَّتَّي قَايَضْتَهَا حُلْمَكَ
سُبُحَاتِكَ خَانَتْكَ
وَتَرَكَتْكَ عَبْداً لِلْعَرَاء
عَيَّرَتْكَ بِالَّذِي تَنْعَمُ فِيهِ
مِنْ حَرِيرِ النُّدُوبِ
وَنَبِيذِ الْبُرَحَاء
وَالدُّرُوبُ الَّتِي عَانَقْتَهَا تُخْبِرُكَ
أَنَّ الْخُيُولَ مَرَّتْ تَلُوكُ خَيْبَتَهَا
بِلَا سُرُوجٍ
بِلَا عَمَائِم
بَعْدَمَا أَعْلَنَ الْمَوْتُ مَسْكَنَهُ
بَيْنَ جُثَثِ الْأَحْيَاء وَمَا اسْتَنَام
بَعْدَمَا الْحُقُولُ آوَتْ إِلَى عُرْيِهَا
وَهِيَ تَقْرَأُ كِتَابَهَا عَلَى رُعُودٍ
طَاوَعَتْ شَرِيعَة الْمُحُول
,َأَنَّ الْمَدَى جَحِيمٌ يَغْشَاكَ
فَاشْعَلْ فَنَارَ قَلْبِكَ قَبْلَ
أَنْ يَتَلَاشَى دَلِيلُ رُؤاك
وَقَبْلَ أَنْ يَحْتَلَّ الْجَسَدَ غَلَسٌ
يَفْضَحُ نَجْوأك
وَقَبْلَ أَنْ يَغْمُرَكَ هَذَا التِّيهُ
وَيَقْتَادَكَ إِلَى مُدُنٍ تَتَنَزَّهُ
فِي حَداَئِقِ اللَّيْلِ
تَتَجَيَّشُ عَبَثاً يَغْرَقُ فِي شَهْقَةِ
الرَّبَابِ
وَغِلَى فَلَوَاتٍ يَفْضَحُهَا بَهَاءُ الْعُرْيِ
أُنْشُوطَةُ الْغِيَابِ
وَلَهِيبُ بُكَاك
هَكَذأ أَنْتَ يَا شَبِيهَ الْغُرَبَاءِ
خِلْسَةً تَأْتِي
وَتَمْضِي كَالسَّرَابِ
كَالْهَبَاء
لَا أَحَدَ يَذْكُرُكَ
لَا اللَّيْلُ
لَا الدَّرْبُ
لَا الصِّحْبُ
وَلَا الَّتِي عَمَّدْتَهَا بِالْأَسْرَارِ
بِالنَّدَاءِ
فَهَؤُلَاء طَلَّقُوا أَرَقَ الْبَيَاضِ
وَعَانَقُوا حُلْمَ الْعُبَابِ
وَفِتْنَةَ الْعَمَاءْ
· شاعر من المغرب
شعر : صالح لبريني *
الْآن
لَيْسَ فِي اُفُقِ اللَّيْلِ
قَنَادِيلُ
أَرَاِغِيلُ
تَشْفَعُ حِكْمَةَ الْيَأْسِ
أَوْ شُمُوسٌ تَشْمَخُ فِي مَجَاهِلِ
الْمَغِيب
أَوْ بُدُورٌ تَبِلُّ لَوْعَةَ الْوَجِيبِ
أَوْ تَرَاتِيل تُضَمِّدُ عُزْلَةَ الْغَرِيبِ
وَغَبَشُ الْعُمْر يَلْفَحُ نَاصِيَة فَجْرٍ
يَجْهَشُ بِمَوْتهِ قَبْلَ الْأَوَان
فَكَيْفَ لَكَ
أَنْ تَتَفَقَّهَ رَقيمَ النَّهَارِ
سُمُوٌقَ النَّخْلِ
جَدَائِلَ اللَّبْلَابِ...؟
وَ الْغُيُومُ الَّتِي وَعَدَتْكَ بِالرَّبِيعِ
لَمْ تَسْقِكَ غَيْرَ رُضَابِ الظَّمَأْ
و َالشُّمُوسُ الَّتِي بَايَعْتَها خَذَلَتْكَ
وَأَلْبَسَسَتْكَ جُبَّةَ الصَّدَأْ
وَ السَّمَاوَاتُ الَّتَّي قَايَضْتَهَا حُلْمَكَ
سُبُحَاتِكَ خَانَتْكَ
وَتَرَكَتْكَ عَبْداً لِلْعَرَاء
عَيَّرَتْكَ بِالَّذِي تَنْعَمُ فِيهِ
مِنْ حَرِيرِ النُّدُوبِ
وَنَبِيذِ الْبُرَحَاء
وَالدُّرُوبُ الَّتِي عَانَقْتَهَا تُخْبِرُكَ
أَنَّ الْخُيُولَ مَرَّتْ تَلُوكُ خَيْبَتَهَا
بِلَا سُرُوجٍ
بِلَا عَمَائِم
بَعْدَمَا أَعْلَنَ الْمَوْتُ مَسْكَنَهُ
بَيْنَ جُثَثِ الْأَحْيَاء وَمَا اسْتَنَام
بَعْدَمَا الْحُقُولُ آوَتْ إِلَى عُرْيِهَا
وَهِيَ تَقْرَأُ كِتَابَهَا عَلَى رُعُودٍ
طَاوَعَتْ شَرِيعَة الْمُحُول
,َأَنَّ الْمَدَى جَحِيمٌ يَغْشَاكَ
فَاشْعَلْ فَنَارَ قَلْبِكَ قَبْلَ
أَنْ يَتَلَاشَى دَلِيلُ رُؤاك
وَقَبْلَ أَنْ يَحْتَلَّ الْجَسَدَ غَلَسٌ
يَفْضَحُ نَجْوأك
وَقَبْلَ أَنْ يَغْمُرَكَ هَذَا التِّيهُ
وَيَقْتَادَكَ إِلَى مُدُنٍ تَتَنَزَّهُ
فِي حَداَئِقِ اللَّيْلِ
تَتَجَيَّشُ عَبَثاً يَغْرَقُ فِي شَهْقَةِ
الرَّبَابِ
وَغِلَى فَلَوَاتٍ يَفْضَحُهَا بَهَاءُ الْعُرْيِ
أُنْشُوطَةُ الْغِيَابِ
وَلَهِيبُ بُكَاك
هَكَذأ أَنْتَ يَا شَبِيهَ الْغُرَبَاءِ
خِلْسَةً تَأْتِي
وَتَمْضِي كَالسَّرَابِ
كَالْهَبَاء
لَا أَحَدَ يَذْكُرُكَ
لَا اللَّيْلُ
لَا الدَّرْبُ
لَا الصِّحْبُ
وَلَا الَّتِي عَمَّدْتَهَا بِالْأَسْرَارِ
بِالنَّدَاءِ
فَهَؤُلَاء طَلَّقُوا أَرَقَ الْبَيَاضِ
وَعَانَقُوا حُلْمَ الْعُبَابِ
وَفِتْنَةَ الْعَمَاءْ
· شاعر من المغرب