الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الانتفاضات الشعبية وانسداد الأفق السياسي بقلم منصور أبو كريم

تاريخ النشر : 2015-10-10
الانتفاضات الشعبية وانسداد الأفق السياسي بقلم منصور أبو كريم
الانتفاضات الشعبية وانسداد الأفق السياسي !!!

يخطئ من يتصور أن  الانتفاضات الفلسطينية المتكررة قد جاءت فجأة أو بشكل عفوي، إذ لم تفاجئ سوى أولئك الذين ينظرون إلي التاريخ ليس كعنصر فاعل في الحياة السياسية والاجتماعية للشعوب والأمم المختلفة، لقد كانت هذه الثورات والهبات الشعبية تتويجاً لسلسة متصلة من النضال بدأ منذ دفع المستعمر الغربي بالعصابات الصهيونية تنفيذاً لوعد بلفور للاستيطان في فلسطين.

فقد شكلت الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة ابتداء من9/12/1987م،          " الانتفاضة الاولي"  منعطفا في المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني ،وتطوراً نوعياً لثورته المعاصرة، لقد هب الشعب  العربي الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي فلسطين المحتلة عام 1948 ، هبة رجل واحد شباباً شيوخاً وأطفالاً ونساءً، تجاراً وعمالاً وفلاحين وطلبة مسلمين ومسيحيين ، هبة زعزعت الأرض من تحت أقدام  المحتل الصهيوني.

فبعد أشهر قليلة من الدورة التوحيدية الثامنة عشرة للمجلس الوطني في نيسان/ابريل 1987م، بالجزائر" هذه الدورة شهدت حضور الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد غياب طويل من 74" انفجر غضب الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة في وجه قوات الاحتلال.  وجاء هذا الانفجار كردة فعل عن اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان وعن مجزرة صبرا وشاتيلا, وكان نابع  أيضا من وعي الشعب الفلسطيني من انسداد الأفق السياسي خصوصاً بعد خروج الثورة الفلسطينية من بيروت  وتشتت قواتها وتبجح الادارة الأمريكية والحكومة الصهيونية بالقضاء علي منظمة التحرير الفلسطينية  والبحث عن حلول سياسية مع أنظمة عربية بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية.

وجاءت انتفاضة الأقصى عام 2000م أيضا تعبيراً عن انسداد الأفق السياسي، بعد وصول عملية السلام الي طريق مسدود، وتخلي الحكومة الاسرائيلية عن التزاماتها وفق اتفاق أوسلو، واستمرار سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس، بهدف وضع حقائق جديدة على الأرض في تنكر واضح لمبادئ عملية السلام وبنود اتفاق أوسلو.

وجاءت انتفاضة الأقصى كردة فعل عن قيام شارون باقتحام المسجد الأقصى المبارك بعد فشل قمة كام ديفيد عام 2000م في الوصول الي اتفاق سلام ينهي  الصراع العربي الإسرائيلي من خلال قيام الدولة الفلسطينية، الأمر الذي أدى الي فتح مواجهة مفتوحة ما بين الشعب الفلسطيني بكل فئاته ومكوناته الشعبية والسياسية وقوات الاحتلال الاسرائيلي في كل الأماكن ومناطق الاحتكاك.

واليوم يتكرر السيناريو وتنطلق الانتفاضة الشعبية كردة فعل شعبية عن انسداد الأفق السياسي وتوتير الأجواء الدينية والسياسية، وذلك بعد فشل خيار التسوية  والمقاومة في الحصول علي حقوق الشعب الفلسطيني، ودخول عملية السلام الي ثلاجة الموتى، في ظل تقاعس أمريكي فاضح عن إجبار اسرائيل بالالتزام بمبادئ عملية السلام وتخلي الحكومة الاسرائيلية ورئيس وزرائها عن خيار حل الدولتين ، بالإضافة الي الاجراءات الاسرائيلية الأخيرة بحق المسجد الأقصى المبارك ،ومحاولة الحكومة الاسرائيلية والمتطرفون فرض تقسيم زماني ومكاني بالمسجد الاقصى المبارك، الأمر الذي أدى الي ظهور إرهاصات لانتفاضة شعبية جديدة في الأراضي الفلسطينية "قطاع غزة والضفة والقدس" تشكل اضافة جديدة للنضال الوطني الفلسطيني الحافل بالعديد والعديد من الهبات الشعبية والانتفاضات الجماهيرية والثورات العسكرية علي مدار تاريخ النضال الفلسطيني الذي انطلق منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1917م وحتى الآن .

في النهاية يمكن القول أن أحد يستطيع أن يشكك في قدرة الشعب الفلسطيني على أخذ زمام المبادرة عند استشعاره بالخطر علي مستقبل القضية الفلسطينية والحقوق السياسية والدينية  في ظل انسداد الأفق السياسي بعد وصول عملية السلام إلي طريق مسدود، الأمر الذي يؤدي الي خلط الأوراق من جديد ومنح القيادة الفلسطينية أوراق ضغط محلية واقليمية ودولية وإجبار المجتمع الدولي  والأمم المتحدة علي وضع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني علي سلم أولوياته  بعد فترة غياب.

بقلم/ منصور أبو كريم

كاتب وباحث في الشؤون السياسية

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف