الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

موسم سقوط الأئمة بقلم: عبدالحليم أبوحجاج

تاريخ النشر : 2015-10-05
موسم سقوط الأئمة بقلم: عبدالحليم أبوحجاج
موسم سقوط الأئمة
للكاتب الصحفي/ عبدالحليم أبوحجاج
غزة إحدى عرائس البحر الأبيض ، تتيه دلالا وجمالا على عكا ويافا والاسكندرية والبندقية . فما أجملها وهي عارية على الشاطئ تغتسل بأشعة الشمس في الصباح ، وما أجملها وهي تلهو في المساء تحت ضوء القمر؛ تتضاحك من حولها النجوم وتحرسها الكواكب. وما أحرى بها تُمَتِّع ساكنيها وزائريها بدفء بسماتها ، تمد لهم أكفَّها تُهدهدهم ما استطاعت إلى ذلك سبيلا . فينكشف عنها الغطاء وهي تتمايس وتتثنَّى بين صويحباتها ، تتغنى بالحب الإلهي ، تزفها الملائكة بعد أن تُتمَّ زينتها في طُهر وعفاف . كانت باسمة الثغر ، مُقبلة على الحياة ؛ تتهيأ للانتقال من حالة البؤس والشقاء إلى عالم الثراء ، فقد وعدوها أن تكون حسناء المنطقة " سنغافورة " ثانية ، لا نجوع فيها ولا نعرى ، ولا نظمأ ولا نضحى . فإذا بهم يكذبون ، وإذا بها قد تحوَّلت إلى " تورا بورا " ، فأُصيبت بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، وكانت وعودهم الخادعة تتراءى لها كسراب يحسبه الظمآن ماء .
ذهبت تلك الأيام الخوالي ، واستَبدلت بها الأقدار أياما تبدو فيها غزة للناظرين مدينة كالحة الوجه دامعة العينين ، ترسف في أغلال الذل والقهر . فكل شيء فيها ينتظر الموت خلاصا من حياة مُضنية كاذبة ، فما أصعب على الإنسا ن أن يتمنى الموت دواءً يلتمس منه الشفاء من حياة ليس فيها أدنى قوامات الحياة . ولقد سبقنا المتنبي منذ أكثر من ألف عام قائلا :
( كَفَى بكَ داءً أنْ تَرَى الموتَ شافيا وَحَسْبُ المنايا أنْ يَكُنَّ أَمانِيا . )
فمَن يَزُرْ غزة يرَ كل شيء فيها ميت ، فعمائرها ودورها قبور ، يلفها الظلام بوشاح معتم ، والناس فيها يعبسون ، وجوههم مُغَبَّرَة ترهقهم قَتَرة ، يتحركون بأثقال الهموم بقدر ما يسمح لهم القيد بالتنقل ، تحركاتهم لا إرادية ، وأحيانا اضطرارية لا تفسير لها في مساحة ضيقة تتحكم فيها مسافة الحبل المشدود في وتد المنتصف بعد أن طوقها الحصار، وضربها أعداؤها وشانئوها بالمجانيق ، وأدار لها حماة الديار ظهر المِجَن ، وتركوها نهبا للمخاطر وسود الخواطر ، فاشتعلت في خاصرتها النار ، تمتد كفَّاها تتحسس مواقع الطعنات التي خلَّفتها في جسدها خناجر فلسطينية الصنع . وإنها لتنتظر البشرى لعلها تسمع المزيد عن سقوط أوراق الخريف في موسم سقوط الأئمة ، تتفقد أبناءها فإذا ببعضهم قد هاجر إلى بلاد غريبة تحتضنه بالأمن والأمان ، وبعضهم الآخر حزم أمتعته وعزم على الرحيل مفارقين وطنا عزيزا لم يستطع أن يوفر لهم رغيف الخبز والعيش الكريم . فسقى الله أياما كانت فيها غزة ضاحكة مستبشرة ، عمالها يعملون وصناعها يصنعون وتجارها يبيعون ويشترون وطلابها يدرسون ، ومعابر القطاع مفتحة الأبواب والمنافذ ، لو أن الشعب كله أراد السفر فإنهم يسافرون ، فلا حاجة لهم وقتئذ إلى اجتماع سكان القطاع يتزاحمون على الشباك الوحيد في " أبو خضرة " لتسجيل ذوي الحاجة للسفر. هذا الشباك الملعون ذو القسمات الهمجية دليل على تخلف أصحابه الحضاري والفكري .
سقى الله أياما كانت منظمة التحرير الفلسطينية في عنفوان شبابها ، وفي قمة مجدها وعطائها وتضحيات أعضائها ، فاستحقت أن تكون له الممثل الشرعي والوحيد عن حب وجدارة ، أما اليوم فهي ( كب للبحر ) غير مأسوف عليها وعلى الكهنة أعضاء لجنتها التنفيذية الذين انمحت ملامح وجوههم بفعل شيخوختهم المتأخرة .
سقى الله أياما كان فيها للشعب الفلسطيني قائد واحد هو الزعيم الشهيد ياسر عرفات ، الذي أحب شعبه وأخلص لقضيته ، فبادله شعبه بالوفاء والتقدير والسمع والطاعة عن قناعة ، فقاد حركة التحرر الفلسطيني بلا مصالح ذاتية وبلا مطامح مادية ، فلم يكن هدفه الثروة وجمع المال ، بل كان هدفه الثورة وتحرير البلاد من الاحتلال . فمن أين لنا برجل يحمل رايته ولو بنصف مواصفات ومؤهلات الزعامة والقيادة الوطنية العرفاتية ؟ .
على الله تعود تلك الأيام فتنفرج الأحوال حتى وإن عاد فيها الاحتلال ، فَـرُبَّ ضارةٍ نافعةٌ . أَوَ ليس قطاع غزة مازال محتلا عن بُعد ، كما الضفة الغربية عن قُرب ؟. اسألوا أنفسكم أيها الفلسطينيون وكونوا صادقين . *
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف