وطرحت الشبكة يا صياد...فصل من كتابي عندما يأتي المساء تحلو حكايات النساء...بقلم فاطمة الزهراء فلا
أحداث عاصفه مرت بى منذ ولدت على شاطئ مدينتى الصغيرة, المطريه الجميلة النائمه الهادئه التى يأمرها حبيبها البحر أن تنام عند الغروب , فتجذب الليل على جسدها وتنام مستغرقه فى حلمها البسيط .. سمك وأرز صياديه للغد فقط بلا مياه غازيه أو جاتوه أو ثوب لامع ترتديه لكى يعشقها لا .. إنه يعشقها بثوبها البسيط الذى غزلته الشمس فباتت فتنة للناظرين , ويأمرها البحر أن تستيقظ عند أذان الفجر, وأذان الديك الكائن فوق فى العشة ..يتعمد أن يؤذن حتى تهب وتقوم من رقدتها تعلن للملأ انها قامت وما أجمل أن تقوم والكحل فى عينيها ربانى , وبياض بلون الجمار وألواح الثلج المرصوصه عند شادر جدى فى الغصنه , وبالطوبه نكسر قطعة كى نقرقشها تحت الأسنان لتبرد قلوبنا الملتهبه بالحب .. نعم علمتينا الحب يا مطريه , بجمالك وصفائك ونباتات البشنين العائمة على شطك ..
في هذه البيئه ولدت لأب أزهرى وأم في الثالثة عشرة , لا تعرف من الدنيا شيئاً إلا أن الاستاذ (السيد ( سيصبح زوجاَ لها , وأن أختها بسيمة أشترت لها قماشاً لامعاً كى تصنعه بِدلاً ليست للرقص ولكن للعرس , فثوب العرس كانت النساء يطلقن عليه بدله أى فستان زفاف وشراشيب ودبابيس من ذهب تتناثر فوق الطرحة وجمال فتان يوهبنا الحياة تفرح بالبحر وبالجنيات حين يغيب الصياد عن أسرته شهراً ..
أبى السيد – هو الابن العاشر فى ذرية الريس محمد سبع الفلا النجدى القادم من شبه الجزيرة العربية كى ينشر الإسلام و أستوطن تلك البحيرة الجميلة المنزلة وأطلق عليه الناس محمد المنزلاوي بعد ان عاش بينهم , يحبهم وينشر الإسلام .
كان سعيداً بالذرية التي أمتلأت بها داره الواسعة , ولم يجد لخيره الوفير بداً من أن يتزوج بأخرى غير زوجته الأولى أم على فتزوج ( وداد ) ابنة الخامسة عشر .. وهو رجل الخمسين , لكن ثرائه أعطاه قوة ..
وتنجب ( وداد ) عشرة مثل ضرتها ام على لتضج الدار بالأطفال والنسوة والفتيان والصبايا ..
لكن أم على تعتزل الريس محمد وتعيش فوق في المقعد ورفضته منذ أعطي مشاعره لأمرأة أخرى ,
وتسعد ( وداد ) بالريس لن تشاركها فيه من اليوم ضره , هو لها ترقص له وتدق على طبلتها وتغنى !
آه يا أبو على يا صياد ..
اصطاد وأديني يا صياد ..
وآملا مناديلي يا صياد ..
وطرحت الشبكة يا صياد ..
طلعت لي ملكه يا صياد ..
وفـ أيدها الكنكة يا صياد ..
ويتجمع حولها البنات والبنين وتوزع عليهم الهريسة التي جاء بها الريس من بورسعيد , سعيدة هي و أم على فوق تسمع وتضحك .. إن ( وداد ) شابه جلبت للبيت الضجة والفرحة ويكفيها أن بناتها يحبون ( وداد ) ويصفقون لها حين ترقص ..
ولكن ! حين ينحنح بصوته العريض .. يختفي الجميع كالفئران إلا ( وداد ) لقد بات يعشقها عشقاً ويخفى تحت عباءته الواسعة الملبن ..
فتهم تحمل عنه عباءته وتضحك .
.. نورت يا ريس . هل أحضر لكَ سمكاً ؟؟
فيرد : منه واكل لما استكفيت أنت تعالى ..