الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شهادة ميلاد بقلم: بدوي الدقادوسي

تاريخ النشر : 2015-10-03
شهادة ميلاد
بين وجوه متباينة عمرا انحشر جسدي بصالة ضيقة تنتهي بشباك زجاجي فيه كوة تتسع لمرور يد تحمل ورقة تقدم للموظف الذي يجلس أمام حاسوب ؛ لهيب الحر يشتد والعدد في ازدياد والتابور لا يتحرك والمسافة بيني وبين الشباك تمتد لنهاية عمري ؛ أنظر خلفي فأجد أعدادا لانهاية لها ؛ فأشعر أني أحسن حالا من غيري.
ثمانية وثلاثون عاما قضيتها معلما تخرجت على يدي أجيال يصعب حصرها ؛ اليوم هو أول أيامي بعد التقاعد ؛ موظف المعاشات طلب مني شهادة ميلاد " بالكمبيوتر " لكي أستوفي أوراق صرف المعاش .
قطع شرودي شاب يسبقني بالصف يكيل السباب والشتائم لأن الواقف أمامه سمح لآخر بالدخول في الصف ؛ أياد تلوح ووجوه تعبس وقلوب تغلي والصوم هو المتهم. تطوعت سيدة لتهدئتهم : رمضان كريم ولازم نستحمل بعضنا ..
لماذا لا يثمر فينا الوعظ ؟ قالها شيخ وقور قدم لتوه من الخارج ووقف أمام الشباك سرق انتباه الجميع بصوته الرصين : يا جماعة الخير أنتم صائمون وما هي إلا دقائق وسينتهي الأمر وعلى كل منا الالتزام بدوره وعلينا أن نتحلى بالصبر وقد قال تعالى في محكم آياته : وبشر الصابرين . ثم التفت صوب الموظف يوصيه بالناس خيرا و ناوله طلبه فأنهاه الموظف على عجل فخرج تلاحقه دعوات الواقفين له بدوام الصحة وطول العمر .
الإجهاد هو بطل المشهد والأقدام لا تقوى على حمل الأجساد المنهكة ؛ أفقت على حسناء بملبس تطل من منافذه مفاتنها التي سرقت عيون الرجال وفضول النساء ؛ استقرت بثقة أمام الشباك فانزاح لها الشاب الواقف فكافأته بابتسامة رقيقة وهي تقول : " ميرسي ".
همس الشيخ الواقف أمامي في أذني : لو سيدة عجوز أكان يفسح لها لتقف أمامه؟ اكتفيت بمصمصة شفتي وتعاطفت معه بنظرة حزينة ، بم أواسيك أيها الرجل وروحي مبللة بمياه الظلم الآسنة؟
أفقت على صوت يهددنا : إن لم يلتزم كل واحد بدوره في التابور سأصرف جميع الواقفين بالقوة ؛ قالها ويده تعانق سلاحه النائم في جراب ربطه بحزامه الميري وبزته التي تؤكد أنه أمين شرطة .
لاذ الجميع بالصمت ورنت إليه العيون التي بنضح منها الوجع عله يكون مبعوث العناية الإلاهية التي ستنهي هذه المهزلة .
تقدم خطوات واثقة صوب الشباك فأفسح له الجمع طريقا شاسعا ناول الموظف أوراقا سارع الموظف في إنهائها وناولها له وحملها وانصرف .
عادت الهمهمة والغمغمة والسباب والاضطراب فوقف الموظف وألقى على الوافقين نظرة كلها اشمئزاز وأغلق الكوة ووضع لافتة مكتوب عليها "مغلق للصلاة " .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف