الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة حول مسرحية (أنا حرة) لفالنتينا أبو عقصة بقلم: أميرة عبدربه

تاريخ النشر : 2015-09-18
فالنتينا أبو عقصه، فنانة مسرحية وشاعرة فلسطينية، لم تكن تربطني بها علاقة لا في اسم ولا عمل لرؤيته أو السماع عنه، حتى وقعت بين يدي نسخة ورقية عن مسرحيتها التي لفتني عنوانها الصارخ من كاتبة- أنثى - ب "أنا حرة"، فالنتينا أو المرأه الجريئة استطاعت أن تحول معاناة وأسى الأسيرات الفلسطينيات داخل غرف التحقيق التابعة للاحتلال الصهيوني من مجرد كونها أرقام وملفات تنقضي مع مرور الزمن إلى واقع قابع تحت أعيننا من خلال تجسيد حقيقي لآلية التحقيق البشعة التي يتعرضن لها الأسيرات الفلسطينيات، وذلك بدا واضحا ومحسوسا أي "سهل التخيل" وأن نعيش مكان الأسيرة المعذَبة رغم قساوة ما حدث ويحدث ، وإن دلَ ذلك على شيء فهو دال على مدى قوة النص التي كانت سطوره ناطقة ليست بخرساء وأوراقه حكاية للمكان وليست صماء، وكأن الكتاب بمشاهده المحكية يجسد غرفة التحقيق في داخل سجون المحتل الصهيوني بلا مبالغة.
مسرحية "أنا حرة"، مكونة فقط من 4 شخصيات وهي: 1- الأسيرة الفلسطينية وهي في منتصف العشرينات
2- المحقق في بداية الخمسينات 3- السجَان أواخر العشرينات 4- سجين في الكواليس " صوت الأنين والتعذيب".
والشخصيتان الرئيستان والمحركتان للمشاهد هما الأسيرة الفلسطينية والمحقق الصهيوني، رسمت فالنتينا من نسج شهادات حية من مقابلات عدة لأسرى وأسيرات فلسطينيات حالة الأسيرة ودور المحقق بطريقة لا غموض فيها وقريبة للواقع. فآلية التحقيق التي اتبعها المحقق الصهيوني بلغت أشد أنواع الذل والتحقير والإساءة والإهانة من تحرش بمختلف أنواعه، رشق بالمياه، الشبح والضرب، الدفع بقوة على الأرض والصراخ ومحاولات الخنق كل ذلك وما خفي أعظم، وعلى الرغم من كل تلك الأساليب اللا إنسانية إلا أنها لم تقف ولم تكن رادعة لقوة الأسيرة الفلسطينية وثباتها على مبادئها فهي امرأة "حرة".
غرفة صغيرة واضاءة باهتة، آثار الضرب والشبح والدم على جسدها وكأنها لوحة دموية بهيئة بشر، تجلس الأسيرة على الكرسي وأمامها المحقق الصهيوني الوحشي جالسا على الطاولة آخذا وضعية الراحة بقدمين ممتدين على جسدها، ويبدأ بالضغط عليها مرة أخرى للتحقيق معها وإجبارها على الاعتراف بما قامت به والتوقيع على أوراق مرشومة باعترافات واهية باللغة العبرية، يقول بأنها اعترافات من أحد رفاقها عليها فأخرج صورته من جيب قميصه فحاولت الأسيرة إخفاء معالم التوتر من على وجهها وأنكرت معرفتها به ورفضت التوقيع، فأخذ المحقق يسبها بكلمات نابية " يا بنت الشرموطة، يا بنت الزانية....." وبهذه العبارات التي استفزتني أنا كقارئ للمسرحية وفي كل مرة ترفض بها الاعتراف يُسمعها بمثيلها وأسوأ، لكنها تبقى صامدة وكأنها صمَاء. إنكارها ورفضها بالاعتراف ليس فيه شيء من الخوف من محقق أو سجَان إنما إصرار وثبات ويقين منها باختلاف المفاهيم والمبادئ بين صاحب الحق ومغتصب الأرض.
وإن كانت فالنتينا لم تذكر ما هو العمل النضالي الذي قامت به الأسيرة الفلسطينية بالتحديد ولكن يمكنني القول بأنه مهما كان فبالتأكيد هو عمل بطولي نضالي لأجل الوطن لا لمصلحة فصيل حيث بدا ذلك جليا من خلال حوارها مع المحقق وهذا ما أكدته الكاتبة.
رغم بشاعة ما حدث للأسيرة الفلسطينية بقي المحقق متعجبا من تحولها لسيدة المكان وهي في أوج ضعفها، فأي قوة تلك التي تمتلكها الفلسطينية ؟!
محاولات وأساليب وحشية من قبل المحقق وكلها بائت بالفشل حتى وصل الأمر به إلى التحرش به جسديا، فتارة يلف جسدها ليرغمها على رؤية صور إباحية يتبعها كلمات بذيئة وإيحاءات جنسية، وتارة يدخل يده القذرة على صدرها الطاهر لإخضاعها على الاعتراف بما فعلت لعلمه بمدى حرص الشرقية على شرفها ويالها من فضيحة تتعرض لها! أحضر المحقق الأوراق ليجعلها توقع على الاعترافات بعد وساخة أسلوبه ظانَا أنها ستخضع له، فأخذت اللأسيرة الأوراق لتوقع بالفعل، حتى استرد المحقق الأوراق من بين يديها وبدأت ملامح الغضب تعلو وجهه لسطور وطنية استطاعت أن تخطها بالرغم من قذارة المكان والحوار، فكتبت: " طز فيك، لأ فيكو في النظافة والعفة تبعتكو...". فهال عليها المحقق الصهيوني بالمسبات المسيئة ولف ذراعه حول عنقها حتى كادت تختنق وظل التحقيق يسير بأسلوب التهديد والتحرش حتى قامت اللأسيرة بضربه على أعضائه التناسلية في آخر مشهد للمسرحية وهنا يصل المحقق إلى ذروة غضبه حيث يرمي اللأسيرة على الأرض ويرشقها بالكلمات المخلة بالشرف حتى أمر السجَان بجنزرتها بالخزانه وهي أشبه بالتابوت كأقسى أنواع التعذيب وتبقى الأسيرة على الأرض تتنفس الصعداء وتردد "أنا حرة، غصبن عنكن حرة".
بالبسالة والشجاعة التي أظهرتها الأسيرة الفلسطينية من جسد هزيل وبقوة نابعة من إرادتها و إيمانها بعدالة القضية الفلسطينية، استطاعت أن تظهر "فالنتينا" لنا بأن " أنا حرة"، أي العنوان تكون فيه الأسيرة حرة بمعتقداتها ـمبادئها وفكرها وليس المقصود حرية المكان الذي حتما سينجلي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف