الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المُعلم .. يصفَع تلميذاً .. علي قَفاه !!بقلم : أمير شفيق حسانين

تاريخ النشر : 2015-09-02
المُعلم .. يصفَع تلميذاً .. علي قَفاه !!بقلم : أمير شفيق حسانين
المُعلم .. يصفَع تلميذاً .. علي قَفاه !!
بقلم : أمير شفيق حسانين

 كان تلاميذ الصف الثالث الإبتدائي جالسين داخل الفصل في حال متفرقة ، ما بين مستمع جيد ، ونصف مستمع لشرح المعلم ، بينما كان البعض الآخر في إنشغال بالشغب والثرثرة ، واللجوء لشكوي بعضهم البعض عند معلمهم ، بسبب أن هذا أخذ قلم زميلته ، أو أن تلميذاً شتم زميله أو ضربه أو جلس مكانه ، أما الإلحاح لأجل الذهاب للحمام  فكان دائماً المطلب المستمر لتلاميذ الفصل . ولذا كانت نفس الأستاذ رمزي تتأذي من تلك التصرفات الطفولية ، التي تحتاج لأولي العزم من المعلمين كي يطيقونها ، أما الضوضاء والأصوات العالية داخل حجرة الفصل ، فلم يكن يسكتها  إلا التخويف بلهجة كلامية جافة ، أو اللجوء للضرب الموجع الذي يرغم الطفل الثرثار علي الصمت ، فلا تسمع له همساً !!

وذات يوم دراسي ، وبينما كان الأستاذ رمزي منهمكاً في شرح درس للغة العربية ، إذ ظهرا تلميذين كانا قد بلغا من الشغب قمته ، حتي ضاقت نفس مُعلمهم ، من تجاهلهما لنظراته وتحذيراته ، وإلتزما التلميذان العند بدلاً من اللين والطاعة ، وكانا  في معزل عن سماع نصيحة المعلم ، الذي طلب منهما الوقوف بجوار السبورة ، ثم نهمرهما كثيراً ، ولكن أحدهما لم يتوقف عن مضايفة مُعلمه بإصدار حركات بهلوانية بهدف إضحاك زملائه ، فلما ذهب صبر المعلم  من أفعال الطفل المُشاغب ، صفعه ضرباً علي قفاه ، حتي إمتلئت نفس الطفل رُعباً وهلعاً ، أما التلاميذ الجالسين بالفصل ، فدخلوا في حالة سكون غير مسبوق !!

وفي صبيحة اليوم التالي ، حضر والد التلميذ المصفوع علي قفاه ، ونفسه تشتعل غضباً ، وصوته الصارخ يكاد أن يزلزل أرجاء الحرم المدرسي ، إنفطاراً علي إهانة طفله ، بهذا الشكل البشع ، وظل يستنكر الطريقة المؤسفة التي عوقب بها طفله داخل محراب التعليم والتربية !!

أما إدارة المدرسة فدخلت في حالة فزع وارتباك ، عندما فوجئوا بالحالة الثورية التي تسيطرعلي مشاعر الأب ، وبادر مدير المدرسة بإستدعاء المُعلم المُخطي من داخل فصله ، وسأله عما حدث ، فلم ينكر ضربه للطفل ، وحينها ظل َولي الأمر يسُب ويشتم ذلك المعلم ، بل ويسب أهله بفظائع الشتائم التي تهين النفس والكرامة ، بينما كان الأستاذ رمزي واقفاً صامتاً ، يخشي أن يتفوه بكلمة ليرد بها إعتباره ، خوفاً من أن يكون مصيره الفصل من العمل والطرد ، بقرار من صاحب المدرسة الخاصة التي يعمل بها !!  

حاولت إدارة المدرسة إخماد ثورة الأب ، فلم يسمع الأب لذلك ، بل استمر يشتم ، حتي طال صاحب المدرسة  بالسُباب ، وكذلك  شتم ناظر المدرسة إبن الثلاثة والسبعين عاماً ، إلا أنه بادله الشتائم ، دون خوف من خسران وظيفته ، فهو يتقاضي معاشاً حكومياً ، ويعمل بالقطاع الخاص لتسلية وقته فقط ، ثم حاول الأب أن يمسك بقميص مُعلم اللغة العربية ، ليأخذه لمركز الشرطة ، ويحرر محضراً ضده بإهانته لقرة عينه ، ولكن مدير المدرسة ، إبن الثمانين عاماً ، منع الأب واستنكر عليه رد فعله الأعمي ، خاصة وأنه مهندس كبير، وتبدو عليه علامات الرقي والإحترام ، ثم عاتبه بلغة العقلاء عما بدر منه من سوء تصرف تجاه العاملين بالمدرسة ، وأخبره أن كان الأجدر به أن يكظم غيظه ، ليعرف ما ستفعله إدارة المدرسة مع المعلم الذي إعترف بخطئه بالعقاب المُهين لطفله !!

لم يهدأ ولي الأمر إلا بعدما إعتذر له الأستاذ رمزي ، وبعدما إضطر مدير المدرسة أن يذهب لفصل الطفل ، بخطي يثقلها المرض وكبر السن والشيخوخة ، كي يُطيَب للطفل خاطره ، ثم قرر معاقبة المعلم بخصم ثلاث أيام من راتبه ، وحينها شعر الأب الثري ، الثائرة مشاعره بأنه ردَ جزء من كرامته وكرامة طفله ، أما الأستاذ رمزي فقد حمد ربه أن انحصر مصيره بين الشتائم التي أصابت كرامته ، وبين استقطاع ثلاث أيام من راتبه الهزيل ، بدلاً من الزج به بين صفوف العاطلين ، وبعدها غادر ولي الأمر المدرسة ، والوهم يسيطر علي عقله ، بأن كيف يعَاقَب تلميذ يتعلم بمدرسة خاصة ، مهما أخطئ أو أساء الأدب ، وكيف يُلام هذا التلميذ ولو بالنظرة علي سلوك أزعج به معلمه ، رغم أنه يتعلم بآلاف الجنيهات سنوياً !!

كان الأب مقتنعاً بنظرية كاذبة خاطئة ، بوجوب أن يرفع المعلم قبعته إحتراماً للتلاميذ الذين يتعلمون بأموالهم ، بل وربما ينحني أمامهم وأمام أهليهم تبجيلاً ، فلا حق له في تقييم سلوكهم المعوج ... شيئ مستحيل ، فمن المعلم الذي يقبل أن يصبح أسيراً تحت سيطرة تلاميذه بحجة أنهم يتعلمون بأموالهم .. لا أحد المهانه !!

فالمُعلم الحكيم موفور الإحترام والهيبه بحكمته ، وحرصه في الحفاظ علي كرامة وإعتبار من يُعلِمهم .. فإن عاقب ، فلا يمس بعقابه كرامة الآخرين !!

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف