الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أبو الطيب المتنبي بقلم : آلاء غسان البسطامي حموده

تاريخ النشر : 2015-08-31
أبو الطيب المتنبي بقلم : آلاء غسان البسطامي حموده
........................... أبو الطيب المتنبي

..........................* بقلم : آلاء غسان البسطامي حموده


       حملتني الجرأة لئن اتجاسر فيما لم يكن لي قبل به، بأن أتناول موضوعاً هاماً يتعلق في جزء من تراث وجذور هذه الأمة.

فإذا كان من غير المقبول وغير المعقول إغفال رجالاتها العظماء بوصفم صانعوا امجادها حتى وإن كان في جزء يسير من هذه الأمجاد.

بالتالي يغدو من الضرورة بمكان إيلائهم الإهتمام المناسب بل وإقامة ما يخلّد ذكراهم خشية غياب صيتهم وبالتالي اندثار اعمالهم، وذلك بإقامة احتفال يمجد ذكراهم وتكريمهم في ذكرى حلول عام ميلادهم أو حلول ذكرى رحيلهم.

فلا أقل من ان يتصدى الكتاب والروائيون للكتابة عنهم وذلك لذات الغاية التي أتغيّاها من خلال هذا المقال.

ولما كان من ضمن امجاد بعض رجالات هذه الأمة ما يتعلق بالعلوم أكانت طبيعية أم انسانية أو فنية أو ما يتعلق بالآداب سواء أكانت غربية كما في أدب شكسبير أم المتعلقة بالآداب العربية أكانت نثراً ام شعراً كما في أدب الشاعر العملاق ابو الطيب المتنبي .

واذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنني اذكر ما ينعته ابي في هذا الشاعر الفذ فيقول:

( المتنبي شكسبير العرب) .

وأنا بدوري اقول بأن المتنبي ومن خلال الرجوع الى دواوينه وبغير التعمق باشعاره تجد نفسك حائراً مذهولاً أمام شاعر مميز وليس له نظير على وجه الإطلاق.

بل إنك تفتخر بلغتك العربية الثرية الزاخرة لا سيما وانها قد تشرفت وتعززت بكتاب الله العزيز الناطق بها وهو يحمل آخر رسالة سماوية من لدن العزيز الحكيم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الخلق أجمعين.

ومع العود الى شاعرنا الفذ وهو شاعر الحكمة فإنني سوف أتناول نماذج من أشعاره وبصورة مباشرة ودون تفصيل إلا اذا استدعى الأمر شيئاً من التفصيل لبيت شعري او اكثر يستلزم الأمر معه تبيان معنى أو أمر يشوبه اللبس أو الغموض.

فمن أجمل ما طالعني شعر المتنبي وهو يقول:

** فديناك من ربعٍ وإن زدتنا كربا *** فإنك كنت الشرق للشمسِ والغربا

** ومن صحب الدنيا طويلاً تقلّبت *** على عينه حتى يرى صدقها كذبا

** وكيف إلتذاذي بالأصائل والضحى *** إذا لم يعد ذاك النسيم الذي هبّا

** ذكرتُ به وصلاً كأن لم أفز به *** وعيشاً كأني كنتُ أقطعهُ وثبا

** وقتالة العينينِ فتاكة الهوى *** إذا نفحت شيخاً روائحُها شبّا

** فيا شوقُ ما أبقى ويا لي من النوى *** ويا دمعُ ما أجرى ويا قلبُ ما أصبا

*******

وقال في الكرم حتى أن الماء يقف متجمداً مذهولاً حيال هذا الكرم حين يسيل النضار ( أي الذهب) فيقول:

** وكذا الكريم إذا أقام ببلدةٍ ***  سال النضار بها وقام الماءُ

** ونديمهم وبهم عرفنا فضلهُ *** وبضدها تتبيّن الأشياءُ

 بمعنى أن لو كان الناس كلهم كراماً ما عرف فضله وبالتالي ( بضدها تتبين الأشياء) ، وهذا ما قاله أحد الشعراء حيث يقول:

* فالوجه مثل الصبح مبيضُ *** والشعر مثل الليل مسود

* ضدان لما استجمعا حسناً *** والضدُ يُظهر حُسنهُ الضُدُّ

فشعر الحكمة والإعجاز الذي ينطوي عليه أشعار هذا الشاعر الفذ غزيرة ومنها:

** أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي ***  واسمعت كلماتي من به صمم

** أنا الغريق فما خوفي من البللِ .

** ومن وجد الإحسان قيداً تقيّدا

** ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا

** وفي عنق الحسناء يستحسن العقد

** مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ

** فإن في الخمر معنىً ليس في العنب

** قد أفسد القول حتى أُحمِدَ الصممُ

** إنا لنفعل والأيام في الطلب

** إن النفيس نفيسُ حيثما كانا

** تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ

وإذا ما سبرت غور اشعار أبو الطيب ستجد بحراً عميقاً زاخراً بالأصداف تسكن بها لآلئ ودرراً نفيسه، يستلزم الأمر معها التخصص في علم النقد الأدبي وأصوله وكيفية تفسير وتأويل وتخريج ما يرمي إليه الشاعر من خلال قصائده ومؤداها ، وابعاد مراميها.

وإذا كان المتنبي مقلاً في مجال الغزل إلا أنها حين يقول ويوغل يزلزل القلوب والوجدان امام شعر رقيق عذب جميل للغاية. فها هو يقول :

** لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي *** وللحب ما لم ُيبقِ مني وما بقي

** وما كنت ممن يدخل العشق قلبه *** ولكن من يبصر جفونك يعشقِ

ومما قاله أيضاً :

** أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرقُ *** وجوىً يزيد وعبرةٌ تترقرقُ

** جربت من نار الهوى ما تنطفي *** نار الغضى وتكلُ عما تحرقُ

** وعذلتُ أهل العشقٍ حتى ذقتهُ *** فعجبتُ كيف يموت من لا يعشقُ

** وعذرتهم وعرفتُ ذنبي أنني *** عيّرتهمُ فلقيت فيه ما لقوا

ومن شعر الحكمة :

** وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له *** إذا لم يكن في فعله والخلائق

** وجرينَ مجرى الشمس في أفلاكها *** فقطعنَ مغربها وجزنَ المطلعا

** ولما فقدنا مثلهُ دام كشفنا *** عليه فدام الفقدُ وانكشف الكشفُ

** وما حارت الاوهام في عِظَم شانهِ *** بأكثر مما حار في حسنه الطرفُ.

***********

وقال في سيد الخلق :

** لم يخلق الرحمن مثل محمد *** أبداً وظني أنه لا يخلقُ

وقال في الوصف :

** فكانها والدمع يقطر فوقها *** ذهبٌ بسمطي لؤلؤٍ قد رُصّعا

** كشفت ثلاث ذوائب من شعرها *** في ليلةٍ فأرت ليالي أربعا

** واستقبلت قمر السماء بوجهها *** فأرَتنيَ القمرينِ في وقتٍ معا

يا الله ما أجمل هذه الأبيات الثلاث حين يصف وجهها بالذهب بسبب اصفرار وجنتيها ، وشبه الدمع باللؤلؤ أي أن صفرتها والدمع فوق خدودها كالذهب رصع باللؤلؤ.

والليلة صارت بذوائها الثلاث أربع ليالي فكل ذؤابة كأنها ليلُ بسوادها، فهل هنالك أقوى وأجمل من هذا الشعر.

والى اللقاء مع شاعر آخر مبدع.

 
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف