الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

" المسامح كريم "بقلم خليل ياسين الأشقر

تاريخ النشر : 2015-08-29
" المسامح كريم "بقلم خليل ياسين الأشقر
" المسامح كريم "

بقلم خليل ياسين الأشقر *


     عالمنا اليوم في أشد الحاجة الى التسامح الفعّال و التعايش الايجابي بين الناس اكثر من اي وقت مضى .

      يتبادر سؤال في ذهننا , هل المسامح يكون كريماً ؟ لمرة واحدة ولأمر ما أو لعدة مرات؟

سؤال جدليّ لديه الكثير من المفاهيم والطروحات والأجوبة عند أهل الاختصاص و الفكر .

     فالتسامح بالمعنى الحديث يدل على قبول اختلاف الآخر, إذ عليه أن يتراجع عن قناعاته , و يتنازل عن حقه أو موقفه كلياً أو جزئياً ويساهم بصورة فاعلة في ايجاد حلول لكافة أو معظم المشاكل المتنازع عليها ولا يرد الاساءة بالاساءة,فالتسامح هنا قمة الاخلاق وليس ضعفاً,فنحن مهما نكن بشراً بحاجة لأن نُسامِح و نُسامَح .

     أما الكريم , فهو الذي أنعم الله عليه بحسن الخُلق والمعاشرة , لا يرد سائل , يعطي من دون مقابل , يمد يد المساعدة من دون استرحام , كَفيّه  بالعطاء تمطر , و قلبه بحب الناس مفطور مفعم , و له مع كل محتاج موعد , بالكلمة و الموقف .

     لقد جاء الاسلام ليؤكد مفاهيم : العفو , التسامح , الصفح , والصبر على الأذى , واحتساب الأجر عند الله بقوله تعالى " فاصفح الصفح الجميل " . وأيضاً كما قال السيد المسيح " أحسنوا الى مبغضيكم , وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم , أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أُحبكم " .

     لذا , نحن كبشر بحاجة الى المسامحة و التسامح لتلبية حاجات إنسانية روحية فينا , تعكس مرايا ذاتنا الخيّرة , نتمسك بمن يمد لنا يد المساعدة والنصيحة ليطفئ حرائقنا , ما ظهر منها وما خفى , رغبةً منها للوصول للتسامح مع ذاتنا ومع الأخرين . فيما نحن في مجتمعنا العربي قد ترعرعنا على سياسة الثأر والمشاحنة والخصام .

     ويدخل الاعلامي المميّز جورج قرداحي الى كافة المجتمعات العربية من خلال برنامجه  " المسامح كريم " ليغيّر هذا المنظوم الاجتماعي و يفتح لنا آفاق الحُب و التسامح وفقاً لآليّة معينة ومحددة فيما بين الداعي " طالب الصلح " و المدعي " الذي لا يعرف مسبقاً سبب الدعوة " , يفصل بين المتخاصمين ستار يفتح أو يبقى مغلقاً يحمله عبئاً ثقيلا طوال حياته . و هنا يأخذ الاستاذ جورج دوره بلباقته المعتادة و حنكته بكسر جدار الجليد بينهما اقناعاً واحراجاً, ويسعى جاهداً الى إعادة ربط أواصر العلاقة في حدها الأدنى , والأيام كفيلة فيما بعد بتطويرها أو الاكتفاء بهذا المقدار . ولعل أكثر ما لفت انتباهي في إحدى حلقات " المسامح كريم " متخاصمان من صعيد مصر تنازعا على حدود أراضيهما الزراعية أدى هذا النزاع الى نتيجة دموية , قتلى و جرحى , و حرق بيوت و توارث الثارات , و إخلال بالأمن .

     وفي نهاية الحلقة استغربت بأن الداعي والمدعي لا يحملان صفة البرنامج بسبب مخالفتهما للقانون والشرع الاسلامي (القتل و ما تفرع و نتج) .

     وأخيراً , أن المجتمع الفاضل الذي ينشده الاسلام هو مجتمع ودّ , و مرؤة و إحسان , و خير المجتمع متماسك البنيان , متوحد الصفوف والأهداف . فالمسامحة تطهّر القلوب و تريح الضمير وترضي الباري عز وجل , لتكون هديةً منكَ اليك.

و لنقل جميعاً ( المسامح كريم ) .

خليل ياسين الأشقر

*رئيس جمعية الأكاديميين

جنوب لبنان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف