الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عاطف سعد .. الغيابُ الذي لا يليق بقلم: عمر حَمَّش

تاريخ النشر : 2015-08-28
عاطف سعد .. الغيابُ الذي لا يليق بقلم: عمر حَمَّش
عاطف سعد .. الغيابُ الذي لا يليق ...

عمر حَمَّش

سأكتبُ عن عاطف سعد، سأكتبُ ثانية، وعاشرة، الرجلُ ترجلَ، وصوتُه ظلَّ، الصوتُ لا يترجل، ومن بعدِ صاحبِه العظيم يظل، قال لي
" هذه تمريّة عمر" ... الآن أسترجعُ ذاك الصوت، يأتي سحرا من همس، ثمَّ ضجيجا يعلُو مثل أزيزِ، يسألني أثناء حربنا الأخيرة، الحربُ التي تأتينا دونما رغبةٍ منا، أو انتظار، هاتفُه الخلويّ يهتزُ في جيبي، ثمَّ يرنُّ، أقولُ: هذا عاطف سعد.
ويقول: ها .. ما هي الأخبار؟ُ
أحدّثه عن الموتِ الذي يزفرُ، ويجري، وعن البيوت التي تنهار على ساكنيها ..
من مخيمِ جباليا أتسّمعُ نشيجَ الصوتِ القادمَ .. كان حزنُه معادلا لوقع الحرب ..
يسألني: أين أنت الآن؟
أخبره أنني في السوق، ويشهقُ عاطفُ سعد:
سوقٌ في الحرب؟
أخبره عن حال السوق، أروي ظمأه الملّحَ للمعرفة، تطولُ المحادثةُ، وأهوي على مصطبة حانوت، ويظلُّ صوتُ نابلس يأتيني:
هذا صوت انفجار!
أقهقه أنا .. القهقهة في الحرب تجربة شيطانيّة، أزيده تفصيلا، ويزيدني نشيجا.
قلت: تذكر أبا جمال ليلة نمنا لديكم؟
أحدثه عن ذاك اليوم .. وقت كنا في بداية الثمانينات شبانا، هو يعملُ في الطليعةِ المقدسيّة، وأنا أحد الناشرين فيها ..
قلتُ من مصطبة الحانوت المقفل: صعدنا جبلا لا أعرفُ اسمه، ووصلنا بيتَكم العالي ..
قال: ذاك البيت تركناهُ عمر.
أخبرني أين الآن يقطنُ، وفي رجفِ بيوتِنا لم أفهم.
قلتُ: وقتَ صحونا أتتنا الوالدة بحلوى نابلسيّة.
قال: تلك " تمريّة عمر" ...
قال: لا نجلبها إلا للأحباب.
قال: أمّي يافاوية ..
وقلتُ: هجرةُ أهل يافا أحيت نابلس .. وضحكنا معا .. هو من هناك، وأنا من هنا .. نعم ضحكنا أثناء جري أبواق سيارات الإسعاف، استغرقنا قليلا، ثمَّ عدنا، هو إلى نشيجِ الغاضبِ الملهوفِ لمعرفةِ ما يجري لدينا، وأنا إلى تأملي في أدخنةِ مواقع الموت الجديدة!
سأكتبُ عن عاطف سعد، فصوتُه لم يزلْ همسًا يصيرُ ضجيجا، صوتُه لا يغيبُ، يصيرُ حضورا دائما لرجلٍ عظيمٍ، الغيابُ معه لا يليق!

27 - 8 - 2115م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف