سيبقى غسان كنفاني في صدور التلاميذ 28-8-2015
بقلم : حمدي فراج
يتساءل المرء بينه وبين نفسه عن السبب الحقيقي وراء اقدام حركة حماس الحاكمة في غزة على تغيير اسم مدرسة مغمورة في رفح تحمل اسم الشهيد الاديب غسان كنفاني ، كما يتساءل إن كان القرار يسيء للشهيد في قبره ، أم ان الاساءة تقتصر فقط على الاحياء من افراد عائلته واعضاء حزبه و محبيه من ابناء شعبه ومن ابناء امته ، وشريحة واسعة من المثقفين العالميين والدارسين لأرثه الادبي الغزير والعميق في العديد من جامعات العالم .
وما كان المرء ، ليحزن او يغضب ، لو ان القرار "التربوي" ، له علاقة بالتشخيص المجمع لواقع المدارس المريع في بلادنا ، والعملية التعليمية برمتها ، التي اصابها ما اصاب باقي مجالات حياتنا الاخرى من ترد وتشظ و تشوه وارتداد ، وان تغيير اسم "غسان كنفاني" الذي تحمله المدرسة الرفحية ، هو الذي يعيد للعملية التعليمية ألقها ووهجها وتقدمها . الامر الذي يدركه التربيون قبل غيرهم ، ان تغيير الاسماء لا يغير في العملية التعليمية قيد أنمله ، بل تغيير الجوهر و المضمون ، والمتمثل هنا بشكل مكثف ، على المنهاج والمعلم ، لا على اسم المدرسة ، حتى لو حمل اسماء عظام ابناء الامة . لن تصبح مدرسة تحمل اسم ابن سينا ، مبرزة في الطب ، ولا اسم ابن حيان في الجبر ، ولا ابن رشد في الفلسفة ، وبالطبع ، لا غسان كنفاني في الادب المقاوم والاستئثار حتى الاستهداف والاستشهاد .
في الذكرى الاخيرة على استشهاده ،الثالثة والاربعون ، التي تأتي في الثامن من تموز ، كتبت في هذه المعادلة ، مقالا بعنوان "داعش تبحث عن غسان كنفاني" ، ولم يمض شهران على ذلك حتى تحقق البحث ، لم اكن اتوقع كثيرا ، ان يأتي البحث من حركة حماس الفلسطينية المقاومة ، ولم أكن اتوقع ان يكون البحث عنه في ارض الوطن وقطاع غزة بالتحديد الذي افرد له غسان الكثير الكثير من عصارة ذهنه الابداعي ، ولا من خلال مدرسة للصغار ، ينتابهم بعض من الفخار انهم يدرسون في مدرسة تحمل اسم هذا العلم الكبير .
ولكن سرعان ما تبدد الشيء ، تذكرت كيف كانت ردة فعل الحركة على وفاة الشاعر الكبير محمود درويش ، حين نشر احد مواقعها "هنا نتلقى التهاني بنفوق الكافر محمود درويش" ، وتذكرت قرار اعدام كتاب "قول يا طير" من المنهاج المدرسي قبل ثماني سنوات في رام الله .
لكن هذا قادني الى نبش قبر الشاعر الخالد ابو علاء المعري في سوريا ، وهو الذي مضى على وفاته ألف سنة . وقاد بالطبع الى ان يتم ربط ابن رشد على مدخل جامع قرطبة والطلب الى المصلين ان يبصقوا عليه ، في حين تقوم السوربون ، اعرق جامعات العالم ، بتعليق صورته على مدخلها .
وكما بقي المعري وابن رشد يتصدرون التاريخ المشرف ألف سنة ، مهملا طغاتهم ، مسقطهم من حساباته ، سيبقى غسان كنفاني .
بقلم : حمدي فراج
يتساءل المرء بينه وبين نفسه عن السبب الحقيقي وراء اقدام حركة حماس الحاكمة في غزة على تغيير اسم مدرسة مغمورة في رفح تحمل اسم الشهيد الاديب غسان كنفاني ، كما يتساءل إن كان القرار يسيء للشهيد في قبره ، أم ان الاساءة تقتصر فقط على الاحياء من افراد عائلته واعضاء حزبه و محبيه من ابناء شعبه ومن ابناء امته ، وشريحة واسعة من المثقفين العالميين والدارسين لأرثه الادبي الغزير والعميق في العديد من جامعات العالم .
وما كان المرء ، ليحزن او يغضب ، لو ان القرار "التربوي" ، له علاقة بالتشخيص المجمع لواقع المدارس المريع في بلادنا ، والعملية التعليمية برمتها ، التي اصابها ما اصاب باقي مجالات حياتنا الاخرى من ترد وتشظ و تشوه وارتداد ، وان تغيير اسم "غسان كنفاني" الذي تحمله المدرسة الرفحية ، هو الذي يعيد للعملية التعليمية ألقها ووهجها وتقدمها . الامر الذي يدركه التربيون قبل غيرهم ، ان تغيير الاسماء لا يغير في العملية التعليمية قيد أنمله ، بل تغيير الجوهر و المضمون ، والمتمثل هنا بشكل مكثف ، على المنهاج والمعلم ، لا على اسم المدرسة ، حتى لو حمل اسماء عظام ابناء الامة . لن تصبح مدرسة تحمل اسم ابن سينا ، مبرزة في الطب ، ولا اسم ابن حيان في الجبر ، ولا ابن رشد في الفلسفة ، وبالطبع ، لا غسان كنفاني في الادب المقاوم والاستئثار حتى الاستهداف والاستشهاد .
في الذكرى الاخيرة على استشهاده ،الثالثة والاربعون ، التي تأتي في الثامن من تموز ، كتبت في هذه المعادلة ، مقالا بعنوان "داعش تبحث عن غسان كنفاني" ، ولم يمض شهران على ذلك حتى تحقق البحث ، لم اكن اتوقع كثيرا ، ان يأتي البحث من حركة حماس الفلسطينية المقاومة ، ولم أكن اتوقع ان يكون البحث عنه في ارض الوطن وقطاع غزة بالتحديد الذي افرد له غسان الكثير الكثير من عصارة ذهنه الابداعي ، ولا من خلال مدرسة للصغار ، ينتابهم بعض من الفخار انهم يدرسون في مدرسة تحمل اسم هذا العلم الكبير .
ولكن سرعان ما تبدد الشيء ، تذكرت كيف كانت ردة فعل الحركة على وفاة الشاعر الكبير محمود درويش ، حين نشر احد مواقعها "هنا نتلقى التهاني بنفوق الكافر محمود درويش" ، وتذكرت قرار اعدام كتاب "قول يا طير" من المنهاج المدرسي قبل ثماني سنوات في رام الله .
لكن هذا قادني الى نبش قبر الشاعر الخالد ابو علاء المعري في سوريا ، وهو الذي مضى على وفاته ألف سنة . وقاد بالطبع الى ان يتم ربط ابن رشد على مدخل جامع قرطبة والطلب الى المصلين ان يبصقوا عليه ، في حين تقوم السوربون ، اعرق جامعات العالم ، بتعليق صورته على مدخلها .
وكما بقي المعري وابن رشد يتصدرون التاريخ المشرف ألف سنة ، مهملا طغاتهم ، مسقطهم من حساباته ، سيبقى غسان كنفاني .