( لا تصوروني .. رجاءً )
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
تنويه :
شخوص وأحداث النص حقيقية وقد وقعت بالفعل على أر ض الواقع ...
إهداء خاص :
إلى ذلك " الطفل " الذي أوحى لي بفكرة النص . ولكل الأطفال .. الأبطال .
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب ولم يسبق نشر النص من قبل ) .
( الكاتب )
-------------------------------------
( لا تصوروني .. رجاءً )
.. القصف الأهوج يطال كل الأماكن .. كل البيوت .. كل المرافق العامة والخاصة على حدٍ سواء .. وكل الأبراج الشاهقة .
.. عدة قذائف وصواريخ أصابت المنزل بإصابات مباشرة .. تناثر الركام في كل الأرجاء .. وتناثرت الأشلاء .. في كل الأنحاء .
سيارات الإسعاف والدفاع المدني تهرع إلى المكان وتطلق صافراتها المميزة وهي تدوي حتى تصل حتى عنان السماء .
جهود رجال الدفاع المدني والإسعاف والمنقذين كانت منصبة على إزالة الأنقاض ورفع الركام الكثيف من المكان .
كل الجهود المبذولة باءت بالفشل بالحصول على أي شخص حيً من تحت الأنقاض .. الحصيلة كانت كومة من الأشلاء المتناثرة والأجساد مقطعة الأوصال فحسب .
بعد أن كاد اليأس والتعب والإرهاق يستولي عليهم ؛ سمع أحدهم صوتاً واهياً يأتي من تحت الأنقاض ومن أسفل الركام الكثيف .. ولم يلبث أن وصل الصوت لمسامع الجميع .
صوت الصراخ وطلب النجدة كان يوحي بأن صاحب الصوت هو طفل يافع ..
دبت الحماسة والشجاعة بالجميع من جديد .. فراحوا يبذلون أقصى جهودهم من أجل إنقاذ الطفل صاحب الصوت الذي كان يأتي متواصلاً بطلب النجدة من تحت الركام .
أخيراً ... وبعد لأيٍ شديد .. وجهد جهيد .. استطاع رجال الإنقاذ والدفاع المدني الوصول إلى حيث مصدر الصوت .
أخرجوه من بين الركام شبه ميت .. فالدماء تقطر من سائر جسده ورأسه ووجهه .. تلقفته الأيادي من كل جانب ..
الطفل .. وبكل ما تبقى فيه من قوة .. صرخ بالمصورين والصحافيين الذين كانوا يبادرون بالتقاط الصور له :
- أرجوكم .. أرجوكم .. لا تصوروني .. حتى لا يرى العدو صورتي .. فيعرفني .. فأنا سوف أنضم لرجال المقاومة من الآن ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
تنويه :
شخوص وأحداث النص حقيقية وقد وقعت بالفعل على أر ض الواقع ...
إهداء خاص :
إلى ذلك " الطفل " الذي أوحى لي بفكرة النص . ولكل الأطفال .. الأبطال .
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب ولم يسبق نشر النص من قبل ) .
( الكاتب )
-------------------------------------
( لا تصوروني .. رجاءً )
.. القصف الأهوج يطال كل الأماكن .. كل البيوت .. كل المرافق العامة والخاصة على حدٍ سواء .. وكل الأبراج الشاهقة .
.. عدة قذائف وصواريخ أصابت المنزل بإصابات مباشرة .. تناثر الركام في كل الأرجاء .. وتناثرت الأشلاء .. في كل الأنحاء .
سيارات الإسعاف والدفاع المدني تهرع إلى المكان وتطلق صافراتها المميزة وهي تدوي حتى تصل حتى عنان السماء .
جهود رجال الدفاع المدني والإسعاف والمنقذين كانت منصبة على إزالة الأنقاض ورفع الركام الكثيف من المكان .
كل الجهود المبذولة باءت بالفشل بالحصول على أي شخص حيً من تحت الأنقاض .. الحصيلة كانت كومة من الأشلاء المتناثرة والأجساد مقطعة الأوصال فحسب .
بعد أن كاد اليأس والتعب والإرهاق يستولي عليهم ؛ سمع أحدهم صوتاً واهياً يأتي من تحت الأنقاض ومن أسفل الركام الكثيف .. ولم يلبث أن وصل الصوت لمسامع الجميع .
صوت الصراخ وطلب النجدة كان يوحي بأن صاحب الصوت هو طفل يافع ..
دبت الحماسة والشجاعة بالجميع من جديد .. فراحوا يبذلون أقصى جهودهم من أجل إنقاذ الطفل صاحب الصوت الذي كان يأتي متواصلاً بطلب النجدة من تحت الركام .
أخيراً ... وبعد لأيٍ شديد .. وجهد جهيد .. استطاع رجال الإنقاذ والدفاع المدني الوصول إلى حيث مصدر الصوت .
أخرجوه من بين الركام شبه ميت .. فالدماء تقطر من سائر جسده ورأسه ووجهه .. تلقفته الأيادي من كل جانب ..
الطفل .. وبكل ما تبقى فيه من قوة .. صرخ بالمصورين والصحافيين الذين كانوا يبادرون بالتقاط الصور له :
- أرجوكم .. أرجوكم .. لا تصوروني .. حتى لا يرى العدو صورتي .. فيعرفني .. فأنا سوف أنضم لرجال المقاومة من الآن ؟؟!!