الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ام كلثوم وحكاية القصبجي بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2015-08-15
ام كلثوم وحكاية القصبجي بقلم:وجيه ندى
ام كلثوم وحكاية القصبجى
وجيــه نــدى المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وحياة كوكب الشرق عاشت تحيط عملها بالسريه و الكتمان الشديد والوحيد الذى يطالع تلك الامور الفنيه هو محمد القصبجى - هو الوحيد الذى يعلم بالجديد فى حفلاتها – وكانت ام كلثوم تجرى البروفات على بعض الاعمال الفنيه فى منزل محمد القصبجى فى شارع الخليج مابين منطقتى عابدين و الحلميه الجديده وكان يسكن بالدور الاخير وذلك حتى لا تتسرب تلك البروفات الى الاعلام او الصحافه – وحتى عندما يتم بيع جميع التذاكر من شهر قبل الحفل مجرد ان يفتح الستار و تظهر ام كلثوم لا احد يعلم ماذا تقدم وتغنيه و كانت تقدمحفلاتها فى الفتره الشتويه فى مسارحالازبكيه – قاعة ايوارت – مسرح الليسيه فرانسيه _ الحريه حاليا ) او فى النادى الاهلى صيفا وكان المكان المصطفى لام كلثوم و كانت الجماهير تفاجا عند رفع الستار بالكوكب الدرى فى اذنه اقراط ماسيه تتدلى و تشاغب الانظار و فى الصدر ماسه و ضاءه والثوب اللائق على الجسم اللائق و فى العين بسمه ضاحكه ساحره و فى اليد منديل اشهر من مناديل ديمونهفى عطيل شكسبير – يناطح بلونه الثوب الخلاب – والاكف تصفق معبره عن شوق مكنون استمر لهيبه و ان اوان اطفائه وريه ولدت أم كلثوم في قرية " طماي الزهايرة " بمركز السنبلاوين بمصر في 30 ديسمبر عام 1898 وهي ابنة الشيخ إبراهيم السيد البلتاجى ولها شقيقة كبرىهي رقية وشقيق أصغر هو خالد . لما بلغت أم كلثوم الخامسة من عمرها أخذت تتعلم القرآن الكريم في كتاب القرية وقد اضطرت لتركه بعد سنتين بسبب قسوة معلم الكتاب وتابعت التعليم وتلقي الدروس الدينية والكتابة والقراءة من شيخ آخر . وكان أخوها خالد مشهوراً بحلاوة صوته فكان يشاركها الانشاد و يغني في المواسم والأعياد وفي أغلب حفلات القرية وينشد مع ام كلثوم و أبيه القصائد والابتهالات الدينية . ولقد أخذت الطفلة الصغيرة فن الغناء عن أبيها وشقيقها خالد . وظهرت موهبتها مبكراً وحدث أن سمعها أبوها وهي تدندن بالغناء بصوت خافت لأنها كانت تخاف أن يسمعها أبوها تغني ولكنها وجدت من أبيها التشجيع على الغناء فاطمأنت بعد خوف وراحت تغني كل ما يطرق سمعها والأب يكاد لا يصدق أن هذا صوت كريمته . وهكذا غنت الطفلة لأول مرة و بدأ يرتفع أجر حفلاتها شيئاً فشيئاً . وأخذت بعد ذلك تقيم الحفلات في القرى المجاورة حتى ذاع صيتها في جميع الأرياف المجاورة وامتد إلى البلدان القريبة من مصر وحتى زارهم فى طماى الشيخ زكريا احمد وصمم على انها لابد ان تخطو القاهرة وبالفعل تتلمذت على الموسيقار المطرب الشيخ أبو العلا محمد فتلقت وتعلمت من أستاذها بعض القصائد والأغاني المشهورة له في ذلك العصر . وأحيت حفلة في قصر عز الدين يكن أحد أثرياء تجار القطن ومن هذه الحفلة ذاعت شهرتها . وفي عام 1921 احيت حفلة في بيت أحد الأثرياء بكرم الشيخ سلامة بالقرب من ميدان العتبة الخضراء .وقد سمعها في تلك الحفلة الشيخ على محمود والشيخ علي القصبجي والد محمد القصبجي وقد نالت الحفلة نجاحاً كبيراً مما شجع الكثير من المتعهدين التعاقد معها في حفلات أخرى وقد تعرفت على أمير الكمان الأستاذ سامي الشوا في حفلة أحيتها معه في رأس البر وكان من بين القصائد التي اشتهرت بها في بدء حياتها الفنية " أقول لذات حسن روعتني " و " مولاي كتبت رحمة الناس عليك " و " حسبي الله من جميع الأعادي " و " بين الغرام وبين القلب محكمة " و " جل من طرز الياسمين " . واستقرت أم كلثوم في القاهرة ابتداء من عام 1923 حيث استأجرت سكناً لها بشارع " قوله " بحي عابدين بالقرب من أسرة آل عبد الرازق وفي هذا العام التقت أم كلثوم بالموسيقار محمد عبد الوهاب في حفلة أقيمت في بيت بالقاهرة وكان عمره 16 سنة فاشترك معها في أداء أغنية مشهورة للشيخ سيد درويش وهي " على قد الليل ما يطول " فكونا ثنائياً رائعاً أذهل كل من استمع إليهما في تلك الحفلة . عاصرت أم كلثوم في ذلك الحين من المطربات المشهورات اللواتي يعملن في المسارح مثل : منيرة المهدية وتوحيدة وفاطمة سري ونعيمة المصرية وحياة صبري وفاطمة قدرى وسعاد محاسن وسمحة البغدادية وفتحية أحمد و عقيلة راتب . ومنذ ذلك العصر اتخذت أم كلثوم لها نهجاً جديداً في الغناء حيث تجنبت الأغاني المائعة المبتذلة واستطاعت أن تشق طريقها وسط ذلك الزحام الشديد من المطربات فبدأت تغني الأغاني الصوفية الفياضة بالروحانية والإيمان والتي أعادت إلى المدينة الرشد والصواب وتشدو قصائد " وحقك أنت المنى والطلب " و " أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعه " و " أمانة أيها القمر المطل " و " غيري على السلوان قادر " و " إلى جانب القصائد النبوية والقصائد الصوفية والدينية وبعض الأدوار القديمة والموشحات . التقت أم كلثوم بعد ذلك بملحن شاب كان يعمل طبيباً للأسنان أحمد صبري النجريدى . لحن لها مجموعة من الأغاني بلغ عددها ثلاثين قطعة بدأها بقصيدة " مالي فتنت بلحظك الفتاك " ومن الطقاطيق " الفل والياسمين والورد " و " اللي انكتب على الجبين " كما لحن لها بعض الموشحات مثل " لي لذة في ذلتي وخضوعي " وقد قام ملحنها الطبيب بتعليمها العزف على العود . وهكذا وبعد مضي أشهر بدأت تغني والعود في يدها ولم تكد تفعل ذلك حتى تخلت عن جوقتها التي كانت ترافقها لتغني بمفردها الطقاطيق والمنولوجات التي كانت تعتمد على صوتها فقط ثم أخيراً تخلت عن العزف على العود وايضا التلحين حيث لحنت وغنت 3اعمال موسيقية من ابتكارها فبدأت تحيي الحفلات وهي تغني واقفة وبيدها المنديل .وقد تعارفت على الشاعر احمد رامى من خلال قصائدة حيث كانت تغنى فى صالة " سانتي " عام 1924 فأعجب بصوتها جداً ولاسيما حين سمعها تغني قصيدة له من ألحان الشيخ أبو العلا محمد" الصب تفضحه عيونه واصبح سعيدا وهو يسمع شعره بأجمل صوت استمع إليه في حياته . ومنذ ذلك الحين لم يفترق احمد رامي عن صاحبة الصوت الذهبي ونشأت بينهما صداقة شخصية وفنية. . وكانت أول أغنية نظمهااحمد رامي ولحنها أحمد صبري النجريدى وغنتها أم كلثوم هي " خايف يكون حبك ليه " وهي الأغنية التي استهلت بها أم كلثوم موسمها الغنائي عام 1925 على مسرح كازينو البسفور . وفي عام 1926 طرأ على حياة أم كلثوم شئ من التطور واستعاضت بتختها القديم تختاً جديداً من العازفين ليحل أسلوبه مكان الأسلوب القديم من الآلات . وقد قدر معهد الموسيقى جمال صوتها حق قدره ورأى ضرورة استغلاله للارتفاع بشأن الموسيقى الشرقية فعرض عليها مصطفى بك رضا رئيس المعهد وحسن بك أنور وكيله أن يؤلفا لها فرقة موسيقية من أقطاب العازفين فرحبت بهذه الفكرة التي عارضها الكثيرون من أنصار القديم وقتئذ . وهكذا افتتحت أم كلثوم في العام نفسه موسمها الأول على مسرح دار التمثيل العربي الذي كانت تغني عليه سابقاً منيرة المهدية . وغنت مع فرقتها الجديدة المؤلفة من محمد العقاد الكبير ( عازف القانون ) ومحمد القصبجي ( عازف العود ) وسامي الشوا ( عازف الكمان ) ومحمود رحمي ( عازف الإيقاع ) . وكانت أغنية الموسم التي أحدثت انقلاباً في عالم المنولوج الغنائى و هي أغنية " إن كنت أسامح " وهي من تلحين محمد القصبجي وتأليف أحمد رامي . وكان من بين ما لحنه القصبجي وألفه رامي أغنية " يا فايتني وأنا روحي معاك "وحتى وصلت اعمالة اللحنية الى عدد 72 لحنا . وذاعت شهرة أم كلثوم في أرجاء مصر وبدأ أقدر الملحنين والمؤلفين يقدمون لها الأغاني والقصائد والموشحات والأدوار وفي طليعتهم الشيخ زكريا أحمد الذي لحن لأم كلثوم عدد 62 درة موسيقية وكان من أروع ألحانه " يا ما أمر الفراق " كما بدأت أم كلثوم تغني لملحن آخر كان شاباً في بداية البزوغ في عالم التلحين وهو رياض السنباطي فكان أبدع ما غنت له واول اعمالة اللحنية هو لحن (على بلد المحبوب) وفي 31 مايو عام 1934 افتتحت الإذاعة المصرية لأول مرة وكانت أم كلثوم من اوائل دخلها مع منيرة المهدية وفتحية احمد وسعاد زكى وحياة محمد وهكذا نقل الميكروفون صوت كوكب الشرق إلى أرجاء العالم العربي وظلت في كل موسم تقدم أكثر من أغنية جديدة إلى جانب أغاني أفلامها التي كانت معظمها من نظم شاعر الشباب أحمد رامي والتى غنت من اشعارة عدد 148 عمل غنائى ومن ألحان الفرسان الثلاثة زكريا أحمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي . وقد زادت عدد آلات الكمان وأضافت إلى تختها الناي والفيولونسيل والكنترباص .غنت أم كلثوم أكثر من 300 أغنية تتراوح في طولها من خمس دقائق إلى ساعة ونصف . وفي عام 1943 أسست أم كلثوم أول نقابة للموسيقيين برئاستها وظلت محتفظة بمقعد الرئاسة فيها لمدة عشر سنوات وقد أقامت حفلة خاصة يعود ريعها لصندوق النقابة . وفي تلك الفترة اهتمت بمشاكل أبناء مهنتها كما كانت تنفعل بأحداث وطنها متحمسة لكل مناسبة فقد غنت لشاعر النيل حافظ إبراهيم " مصر تتحدث عن نفسها " ولما قامت ثورة مصر في 23 يوليو عام 1952 عبرت عن تأييدها للثورة باغنيات تحى فيها الحركة الوطنية وعندما وقعت اتفاقية الجلاء شاركت الشعب فرحته الكبرى بزوال كابوس الاحتلال فغنت أكثر من أغنية لهذه المناسبة . وفي هذه الفترة فاجأت الجمهور بألحان حديثة من ملحنين جدد هم محمد الموجي حيث غنت من الحانة عدد 8 اغنيات ومن اشهرهم اسال روحك وكمال الطويل عدد 3 اعمال اشهرهم واللة زمان يا سلاحى وبليغ حمدي والتى غنت من الحانة 1958 لحن (حب اية) وعدد 11 لحن و الموسيقار محمد عبد الوهاب حينما غنت له عدد 10 أغنيات من ألحانه كانت الأولى التي أحدثت ضجة كبرى في عالم الفن أغنية " أنت عمري " ثم تبعتها بأغنية " أنت الحب " و أغنية " أمل حياتي " التي اعتبرت ملحمة موسيقية لعبد الوهاب . ودخلت أم كلثوم مدرسة جديدة للغناء الحديث واستطاعت بهذا الأسلوب أن تضيف إلى مستمعيها جيلاً جديداً . و لا جدال ان سر نجاح ام كلثوم طيلة حياتها الفنيه ليس بصوتها او اللغه او حسن السيره او الذوق او الدأب فحسب – بل انها التعبير الدقيق عن روح بلدها مصر بم يحمل فى طياته منتاريخ حسى عريق فيه الانين و الصبر و قوة الاحتمال ومعاتبة الزمان و مغالبة الاحداث و العزهو الاصرار على الحياه و تحدى الزمن و فيه ايضا و لا يغيب عنه ابدا الشعور الحى بالمعاصره وفي عام 1971 ساءت صحتها قليلاً فانقطعت عن تقديم حفلاتها ثم رويداً رويداً بدأت الشمعة التي أضاءت العالم العربي تذوب حتى كان يوم الاثنين في الثالث من فبراير عام 1975 حيث وافها الأجل فرحلت عن دنيانا في الرابعة بعد الظهر والى حكاية فنية تانية لكم التحية المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى وجيـــة نـــــدى  [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف