
لن نقول وداعا نور الشريف
بقلم د/ أميمة منير جادو
التقيت بالفنان الكبير نور الشريف رحمه الله أول مرة في المهرجان الأول للثقافة الشعبية والفولكلور بالمجلس الأعلى للثقافة في بداية التسعينيات ، وكان في أوج عطائه وحيويته وشبابه وفتوته ووسامته، وكانت معي برفقتي وقتها طفلتي إيناس ، كان الفنان نور الشريف من ضمن كبار الزوار المدعوين او المكرمين على ما أتذكر ، وسعى جمهور المهرجان والباحثين وأنا من بينهم لنيل الحظوة بمصافحته أو التقاط صورة معه أو حتى لقائه عن قرب، فاقتربنا منه وهو بكل تواضع يبتسم ابتسامته الغاية في العذوبة ، يصافح هذا
ويضحك مع ذاك ، فلما اقتربت منه وطفلتي فرحين مصافحين ، حملها ليقبلها ويداعبها كأب حنون ، لكنها نظرت نحوه وأمسكت بي وخافت فربت عليها بحنان وأنا أقول لها :حبيبتي لا تخافي دا عمو نور الشريف الممثل اللي بيجي في التليفزيون في الأفلام ، وما زالت ابنتي تمسك بي وتداري وجهها في ثيابي ، فقد كان في هذا الوقت في كامل رجولته بجسده
الممتلئ ووجهه الذي يتدفق حيوية كأن الدماء تفور منه،
أنزلها بهدوء وهو يردد بضحك : هو أنا بخوف الأطفال وأنا مش واخد بالي وألا أيه ؟
أحرجني الموقف فقلت : طبعا احنا بنسعد بحضرتك لكنها لا تخرج من البيت كثيرا ومش واخدة على حد ، ابتسم بعذوبة ومضى يصافح آخرين ، للأسف لم يكن معنا موبايلات في هذا الزمن ولم يسعفنا مصور لنلتقط معه صورة تذكارية وكنت أتمنى ذلك فقد كان الزحام شديدا حوله ،
أذكر أني رأيته بعد ذلك في مسرحية الأميرة والصعلوك على المسرح القومي وكانت مسرحية أكثر من رائعة أيام كان المسرح له هدف وقيمة ومعنى وفلسفة غير هز الوسط ، وحزمني يا... ، وشيكا بيكا وقلة القيمة .
بالطبع التقيت به على الشاشة الصغيرة وأنا أجاوز مراهقتي في أول مسلسل له يعرض في التليفزيون وهو (القاهرة والناس ) واعجبنا به وترك بصمة واضحة فينا وكنا صغارا رغم كونه في بداياته ، لكن هذا المسلسل تحديدا هو الذي قدمه إلى الجمهور، لا ننسى أروع أدواره الدينية التي تألق فيها (عمر بن عبد العزيز)، والكثير غيرها المشهود له بأدائه العظيم المتميز في كافة أدواره.
بعد ذلك رأيته في بعض قاعات السينما في مهرجانات الفيلم التي يحضر افتتاحها كبار النجوم والفنانين وكنا نسعد بحضوره وتألقه وثقافته الواسعة في الندوات المقامة على هامش المهرجانات ، كان أكثر ما يلفت نظرنا تواضعه وتهذيبه الجم ، ولن يسعه أكثر من مقال وكتاب تحكي عنه.
رحم الله الفنان الجميل العزيز على قلوبنا جميعا نور الشريف ، واسكنه فسيح جناته . هكذا يرحلون بعدما يطبعون بصماتهم في روحنا -رحمه الله وخالص التعازي لابنتيه وللفنانة الرقيقة بوسي الجميلة التي شاركته أعظم أدوارها في الفيلم الرومانسي الرائع الذي أبكانا وهز مشاعرنا جميعا ومازلنا نبكي كلما أعيد على الشاشة " حبيبي دائما"
سيبقى نور الشريف في قلوبنا دائما
14/8/2015"
بقلم د/ أميمة منير جادو
التقيت بالفنان الكبير نور الشريف رحمه الله أول مرة في المهرجان الأول للثقافة الشعبية والفولكلور بالمجلس الأعلى للثقافة في بداية التسعينيات ، وكان في أوج عطائه وحيويته وشبابه وفتوته ووسامته، وكانت معي برفقتي وقتها طفلتي إيناس ، كان الفنان نور الشريف من ضمن كبار الزوار المدعوين او المكرمين على ما أتذكر ، وسعى جمهور المهرجان والباحثين وأنا من بينهم لنيل الحظوة بمصافحته أو التقاط صورة معه أو حتى لقائه عن قرب، فاقتربنا منه وهو بكل تواضع يبتسم ابتسامته الغاية في العذوبة ، يصافح هذا
ويضحك مع ذاك ، فلما اقتربت منه وطفلتي فرحين مصافحين ، حملها ليقبلها ويداعبها كأب حنون ، لكنها نظرت نحوه وأمسكت بي وخافت فربت عليها بحنان وأنا أقول لها :حبيبتي لا تخافي دا عمو نور الشريف الممثل اللي بيجي في التليفزيون في الأفلام ، وما زالت ابنتي تمسك بي وتداري وجهها في ثيابي ، فقد كان في هذا الوقت في كامل رجولته بجسده
الممتلئ ووجهه الذي يتدفق حيوية كأن الدماء تفور منه،
أنزلها بهدوء وهو يردد بضحك : هو أنا بخوف الأطفال وأنا مش واخد بالي وألا أيه ؟
أحرجني الموقف فقلت : طبعا احنا بنسعد بحضرتك لكنها لا تخرج من البيت كثيرا ومش واخدة على حد ، ابتسم بعذوبة ومضى يصافح آخرين ، للأسف لم يكن معنا موبايلات في هذا الزمن ولم يسعفنا مصور لنلتقط معه صورة تذكارية وكنت أتمنى ذلك فقد كان الزحام شديدا حوله ،
أذكر أني رأيته بعد ذلك في مسرحية الأميرة والصعلوك على المسرح القومي وكانت مسرحية أكثر من رائعة أيام كان المسرح له هدف وقيمة ومعنى وفلسفة غير هز الوسط ، وحزمني يا... ، وشيكا بيكا وقلة القيمة .
بالطبع التقيت به على الشاشة الصغيرة وأنا أجاوز مراهقتي في أول مسلسل له يعرض في التليفزيون وهو (القاهرة والناس ) واعجبنا به وترك بصمة واضحة فينا وكنا صغارا رغم كونه في بداياته ، لكن هذا المسلسل تحديدا هو الذي قدمه إلى الجمهور، لا ننسى أروع أدواره الدينية التي تألق فيها (عمر بن عبد العزيز)، والكثير غيرها المشهود له بأدائه العظيم المتميز في كافة أدواره.
بعد ذلك رأيته في بعض قاعات السينما في مهرجانات الفيلم التي يحضر افتتاحها كبار النجوم والفنانين وكنا نسعد بحضوره وتألقه وثقافته الواسعة في الندوات المقامة على هامش المهرجانات ، كان أكثر ما يلفت نظرنا تواضعه وتهذيبه الجم ، ولن يسعه أكثر من مقال وكتاب تحكي عنه.
رحم الله الفنان الجميل العزيز على قلوبنا جميعا نور الشريف ، واسكنه فسيح جناته . هكذا يرحلون بعدما يطبعون بصماتهم في روحنا -رحمه الله وخالص التعازي لابنتيه وللفنانة الرقيقة بوسي الجميلة التي شاركته أعظم أدوارها في الفيلم الرومانسي الرائع الذي أبكانا وهز مشاعرنا جميعا ومازلنا نبكي كلما أعيد على الشاشة " حبيبي دائما"
سيبقى نور الشريف في قلوبنا دائما
14/8/2015"