معادلة "العرب متدينون جدا ، وفاسدون جدا" 14-8-2015
بقلم : حمدي فراج
العنوان اعلاه "العرب متدينون جدا وفاسدون جدا" ، استخلاص شديد الوضوح وشديد البساطة والسهولة ، استغرق باحث وعلامة ياباني عايش العربية والعرب والعروبة نحو اربعين عاما ، جمهوريات وممالك وامارات ، مدنا وحضرا وبدوا ، ادبا وفكرا وتاريخ ، ووضع خلاصة كل ذلك في كتاب "العرب بعين يابانية" .
وما ينطبق على العنوان اعلاه ، من وضوح العمق وعمق الوضوح ، تنقلك سلاسة الفهم الى الفقرة الاخرى والصفحة الاخرى والفصل الاخر ، ينطبق على الكثير من المواضيع العربية الاخرى ، التي طرحها هذا المؤلف "نوبواكي نوتو هارا" ، فيقول عن المعتقلين السياسيين على سبيل المثال والذي يعج بهم الوطن العربي في غياهب سجونه ، وعلى مدار جميع حقبه التاريخية ، منذ الصحابي ابو ذر الغفاري ، وانتهاء بالمعارض السعودي رائف بدوي المحكوم بألف جلدة يتم تنفيذ خمسين منها كل اسبوع بعد صلاة الجمعة : " السجناء السياسيون في البلدان العربية ضحوا من أجل الشعب، ولكن الشعب يضحي بأولئك الأفراد الشجعان، فلا نسمع عن مظاهرة أو إضراب أو احتجاج من أجل قضية السجناء السياسيين. أن الناس في الوطن العربي يتصرفون مع قضية السجين السياسي على أنها قضية فردية وعلى أسرة السجين وحدها أن تواجه أعباءها ، إن ذلك من أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية" .
في موضوع الحكومات ، يقول : " الحكومة العربية لا تعامل الناس بجدية، بل تسخر منهم وتضحك عليهم . الشعور بالاختناق والتوتر سمة عامة للمجتمعات العربية. توتر شديد ونظرات عدوانية تملأ الشوارع ، حين يدمر العرب الممتلكات العامة، فهم يعتقدون أنهم يدمرون ممتلكات الحكومة، لا ممتلكاتهم ، المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد، لذلك يحاول الناس أن يوحدوا أفكارهم وملابسهم" .
في موضوع كموضوع الدين ، يقول : " الدين أهم ما يتم تعليمه، لكنه لم يمنع الفساد وتدني قيمة الاحترام . مشكلة العرب أنهم يعتقدون أن الدين أعطاهم كل العلم، عرفت شخصا لمدة عشرين عاما، ولم يكن يقرأ الا القرآن، بقي هو ذاته ولم يتغير. ولكي نفهم سلوك الانسان العربي العادي، علينا أن ننتبه دوما لمفهومي الحلال والحرام ، ولهذا في مجتمع كمجتمعنا الياباني، نضيف حقائق جديدة، بينما يكتفي العربي باستعادة الحقائق التي اكتشفها في الماضي البعيد" .
وعن النخب المثقفة ، يقول : " تعجزعقولنا في اليابان عن فهم أن يمدح الكاتب السلطة. هذا غير موجود لدينا على الإطلاق. نحن نستغرب ظاهرة مديح الحاكم، كما نستغرب رفع صوره في أوضاع مختلفة كأنه نجم سينمائي. باختصار، نحن لا نفهم علاقة الكتاب العرب بحكوماتهم" .
واخيرا يقول بشكل ساخر " لازال العرب يستخدمون القمع والتهديد والضرب في المدارس ، ويسألون : من اين ياتي القمع في مجتمعاتنا ؟ " .
بقلم : حمدي فراج
العنوان اعلاه "العرب متدينون جدا وفاسدون جدا" ، استخلاص شديد الوضوح وشديد البساطة والسهولة ، استغرق باحث وعلامة ياباني عايش العربية والعرب والعروبة نحو اربعين عاما ، جمهوريات وممالك وامارات ، مدنا وحضرا وبدوا ، ادبا وفكرا وتاريخ ، ووضع خلاصة كل ذلك في كتاب "العرب بعين يابانية" .
وما ينطبق على العنوان اعلاه ، من وضوح العمق وعمق الوضوح ، تنقلك سلاسة الفهم الى الفقرة الاخرى والصفحة الاخرى والفصل الاخر ، ينطبق على الكثير من المواضيع العربية الاخرى ، التي طرحها هذا المؤلف "نوبواكي نوتو هارا" ، فيقول عن المعتقلين السياسيين على سبيل المثال والذي يعج بهم الوطن العربي في غياهب سجونه ، وعلى مدار جميع حقبه التاريخية ، منذ الصحابي ابو ذر الغفاري ، وانتهاء بالمعارض السعودي رائف بدوي المحكوم بألف جلدة يتم تنفيذ خمسين منها كل اسبوع بعد صلاة الجمعة : " السجناء السياسيون في البلدان العربية ضحوا من أجل الشعب، ولكن الشعب يضحي بأولئك الأفراد الشجعان، فلا نسمع عن مظاهرة أو إضراب أو احتجاج من أجل قضية السجناء السياسيين. أن الناس في الوطن العربي يتصرفون مع قضية السجين السياسي على أنها قضية فردية وعلى أسرة السجين وحدها أن تواجه أعباءها ، إن ذلك من أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية" .
في موضوع الحكومات ، يقول : " الحكومة العربية لا تعامل الناس بجدية، بل تسخر منهم وتضحك عليهم . الشعور بالاختناق والتوتر سمة عامة للمجتمعات العربية. توتر شديد ونظرات عدوانية تملأ الشوارع ، حين يدمر العرب الممتلكات العامة، فهم يعتقدون أنهم يدمرون ممتلكات الحكومة، لا ممتلكاتهم ، المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد، لذلك يحاول الناس أن يوحدوا أفكارهم وملابسهم" .
في موضوع كموضوع الدين ، يقول : " الدين أهم ما يتم تعليمه، لكنه لم يمنع الفساد وتدني قيمة الاحترام . مشكلة العرب أنهم يعتقدون أن الدين أعطاهم كل العلم، عرفت شخصا لمدة عشرين عاما، ولم يكن يقرأ الا القرآن، بقي هو ذاته ولم يتغير. ولكي نفهم سلوك الانسان العربي العادي، علينا أن ننتبه دوما لمفهومي الحلال والحرام ، ولهذا في مجتمع كمجتمعنا الياباني، نضيف حقائق جديدة، بينما يكتفي العربي باستعادة الحقائق التي اكتشفها في الماضي البعيد" .
وعن النخب المثقفة ، يقول : " تعجزعقولنا في اليابان عن فهم أن يمدح الكاتب السلطة. هذا غير موجود لدينا على الإطلاق. نحن نستغرب ظاهرة مديح الحاكم، كما نستغرب رفع صوره في أوضاع مختلفة كأنه نجم سينمائي. باختصار، نحن لا نفهم علاقة الكتاب العرب بحكوماتهم" .
واخيرا يقول بشكل ساخر " لازال العرب يستخدمون القمع والتهديد والضرب في المدارس ، ويسألون : من اين ياتي القمع في مجتمعاتنا ؟ " .
