
ما بين إنقاذ البشر ... والإبقاء علي الحجر ( المعادلة الصعبة ) !!
بقلم : الحسيني عبد الرازق
مع دخول فصل الصيف لهذا العام واشتدادالرطوبة و اشعة الشمس ، تطالعنا بيانات وزارة الصحة بين الحين والاخر معلنة عن ارتفاع اعداد الوفيات والاصابات
الناتجة عن هذا الطقس شديد الحرارة والذى لم تشهده البلاد من قبل ، والتي كان آخرها وفاة 11مريضا داخل أحد المستشفيات وتحديدا ( مستشفي الأمراض العقلية بالخانكة ) بمحافظة القليوبية ،
نتيجة لارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة ، مع عدم توافر أجهزة التكييف الكافية داخل عنابر المرضي !!
لم يخرج وزير الصحة المصري مناشدا المواطنين بالتبرع لشراء تلك الاجهزة ، لم يدشن حملة لجمع عدة آلاف من الجنيهات لإنقاذ حياة مئات المرضي من كبار السن ونزلاء المستشفيات العامة في محاولة للبقاء عليهم أحياء, قبل ان يلحقوا بسابقيهم والذين صعدت ارواحهم الي بارئها ... لم تأت المناشدة من وزير الصحة
!! ولكن جاءت المناشدة وبالتزامن (في نفس اليوم ) من وزير الآثار للمصرين ، ودعوتهم للتبرع ليس بعدة آلاف ولا مئات بل بمبلغ 16 مليون جنيه استرلينى ( مايعادل 192 مليون جنيه مصري ) من أجل انقاذ " سيخم كا " بعد ما تردد من أن
احدي الاميرات القطريات قد انتوت شراؤه وبالتالي خروجه من بريطانيا الي قطر ..
بداية عزيزى القارئ اسمح لي أن أقوم بتقديم بعض البيانات عن سيخم كا من خلال السطور القليلة القادمة ..
سيخم كا : هو تمثال يبلغ طولة 75 سم ، مصنوع من الحجر الجيري الملون .. يمثل الكاتب المصري القديم جالسا علي مقعده وبين يديه مخطوطة ...
خرج هذا التمثال من مصر منذ 165 عاما ( تحديدا في العام 1850 ) فى ذلك الوقت لم تكن تجارة الاثار من الممنوعات وجاء خروجه علي يد " لورد هاينتون " والذي كان في زيارة لمصر في هذا العام , وبعد عودته الي بريطانيا قام باهدائه الي
متحف " نورث هامبيتون " وهو المتحف ذاته الذي وبعد ان اجري اتفاق مع ورثة هاينتون قد قام بعرض التمثال للبيع في العام 2014 بقاعة كريستي للمزادات بمبلغ 14 مليون جنيه استرليني علي أن يتم اقتسام ذلك المبلغ مناصفة مع الورثة ..
وقد طالبت الحكومة المصرية بوقف عملية البيع الي ان يتم التوصل الي حل بشأن التمثال مستندة في هذا الي اتفاقية منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( يونسكو )
لسنة 1970 والتي تحظر استيراد او تصدير الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة ..
الا ان الاتفاقية لاتطبق بأثر رجعي .. ولكنها في الوقت نفسه تترك لأعضائها الحق في أن يتخذوا قرارا بشأن قطعة أثرية ما !!!
وفي حالة " سيخم كا " فإن الدولة البرطانية لاتملكه وهو في حوزة المتحف .. يذكر أن السيد " ايد فيزى " وزير الثقافه البريطانى قد أصدر قرارا في مساء الثلاثاء الماضي بمد مهلة منع تصدير التمثال الي منتصف نهار 28 اغسطس الجاري
في فرصة اخيرة للبقاء علي " سيخم كا " داخل بريطانيا وهو الامر الذي قام من خلاله وزير السياحة المصري بتدتشين حملة التبرع سالفة الذكر ، والآن يبقي السؤال .. أيهما الأهم ؟؟ اطلاق حملة للتبرع بعدة آلاف من الجنيهات لانقاذ حياة ملايين المصريين الاحياء داخل مصر ، ام تدشين دعوة لجمع مئات الملايين للبقاء علي "تمثال واحد من الحجر خارج مصر ؟؟؟ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. ان البطون الجائعة أولي من ستار الكعبة . ومن بعده نقول ان انقاذ حياة مصري واحد أولي مئات المرات من ابقاء تمثال من الحجر في بريطانيا التي وكما جاء علي لسان "بيتر كلايتون " عالم المصريات البريطاني لديها مايكفي من تماثيل الأسرة القديمة المصرية .
بقلم : الحسيني عبد الرازق
مع دخول فصل الصيف لهذا العام واشتدادالرطوبة و اشعة الشمس ، تطالعنا بيانات وزارة الصحة بين الحين والاخر معلنة عن ارتفاع اعداد الوفيات والاصابات
الناتجة عن هذا الطقس شديد الحرارة والذى لم تشهده البلاد من قبل ، والتي كان آخرها وفاة 11مريضا داخل أحد المستشفيات وتحديدا ( مستشفي الأمراض العقلية بالخانكة ) بمحافظة القليوبية ،
نتيجة لارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة ، مع عدم توافر أجهزة التكييف الكافية داخل عنابر المرضي !!
لم يخرج وزير الصحة المصري مناشدا المواطنين بالتبرع لشراء تلك الاجهزة ، لم يدشن حملة لجمع عدة آلاف من الجنيهات لإنقاذ حياة مئات المرضي من كبار السن ونزلاء المستشفيات العامة في محاولة للبقاء عليهم أحياء, قبل ان يلحقوا بسابقيهم والذين صعدت ارواحهم الي بارئها ... لم تأت المناشدة من وزير الصحة
!! ولكن جاءت المناشدة وبالتزامن (في نفس اليوم ) من وزير الآثار للمصرين ، ودعوتهم للتبرع ليس بعدة آلاف ولا مئات بل بمبلغ 16 مليون جنيه استرلينى ( مايعادل 192 مليون جنيه مصري ) من أجل انقاذ " سيخم كا " بعد ما تردد من أن
احدي الاميرات القطريات قد انتوت شراؤه وبالتالي خروجه من بريطانيا الي قطر ..
بداية عزيزى القارئ اسمح لي أن أقوم بتقديم بعض البيانات عن سيخم كا من خلال السطور القليلة القادمة ..
سيخم كا : هو تمثال يبلغ طولة 75 سم ، مصنوع من الحجر الجيري الملون .. يمثل الكاتب المصري القديم جالسا علي مقعده وبين يديه مخطوطة ...
خرج هذا التمثال من مصر منذ 165 عاما ( تحديدا في العام 1850 ) فى ذلك الوقت لم تكن تجارة الاثار من الممنوعات وجاء خروجه علي يد " لورد هاينتون " والذي كان في زيارة لمصر في هذا العام , وبعد عودته الي بريطانيا قام باهدائه الي
متحف " نورث هامبيتون " وهو المتحف ذاته الذي وبعد ان اجري اتفاق مع ورثة هاينتون قد قام بعرض التمثال للبيع في العام 2014 بقاعة كريستي للمزادات بمبلغ 14 مليون جنيه استرليني علي أن يتم اقتسام ذلك المبلغ مناصفة مع الورثة ..
وقد طالبت الحكومة المصرية بوقف عملية البيع الي ان يتم التوصل الي حل بشأن التمثال مستندة في هذا الي اتفاقية منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( يونسكو )
لسنة 1970 والتي تحظر استيراد او تصدير الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة ..
الا ان الاتفاقية لاتطبق بأثر رجعي .. ولكنها في الوقت نفسه تترك لأعضائها الحق في أن يتخذوا قرارا بشأن قطعة أثرية ما !!!
وفي حالة " سيخم كا " فإن الدولة البرطانية لاتملكه وهو في حوزة المتحف .. يذكر أن السيد " ايد فيزى " وزير الثقافه البريطانى قد أصدر قرارا في مساء الثلاثاء الماضي بمد مهلة منع تصدير التمثال الي منتصف نهار 28 اغسطس الجاري
في فرصة اخيرة للبقاء علي " سيخم كا " داخل بريطانيا وهو الامر الذي قام من خلاله وزير السياحة المصري بتدتشين حملة التبرع سالفة الذكر ، والآن يبقي السؤال .. أيهما الأهم ؟؟ اطلاق حملة للتبرع بعدة آلاف من الجنيهات لانقاذ حياة ملايين المصريين الاحياء داخل مصر ، ام تدشين دعوة لجمع مئات الملايين للبقاء علي "تمثال واحد من الحجر خارج مصر ؟؟؟ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. ان البطون الجائعة أولي من ستار الكعبة . ومن بعده نقول ان انقاذ حياة مصري واحد أولي مئات المرات من ابقاء تمثال من الحجر في بريطانيا التي وكما جاء علي لسان "بيتر كلايتون " عالم المصريات البريطاني لديها مايكفي من تماثيل الأسرة القديمة المصرية .