
من صور إنسانية،، إلى صور مرتجله
بقلم ربى مهداوي
كثيرا ما كنا ندعو إلى أهمية استخدام الصور في الإعلام تحت دعوة أنها رسالة تعكس الكلام والفعل في آن واحد، فهي تكلم من حولها دون نبرات صوتية عالية أو كلمات مبعثرة قد تضيع مضمون الصورة. وقد بدأ حرب الإسرائيليون في بداية انتفاضة الأقصى حينها من خلال التلاعب بمضمون الصور لينجحوا فعليا بكسب التعاطف العالمي لهم، من خلال الفوتشوب كما شاهدنا مع فيديو محمد الدرة و والده في هذا الفيديو بعد استهداف العدو لهم دون رحمه، فقد استخدموا الحيله بوقتها من خلال وضع قبعة يهودية على رأس والده لارسال رسالة للعالم اكمله أن الفاعل هو إرهاب فلسطيني، ومن هنا بدأت مرحلة المعارك الصورية وما لها من انعكاسات على الصورة الذهنية وتعزيز الحالة الإنسانية بكل مضامينها.
وقد نجحنا في وقت من الأوقات نقل الحالات الإنسانية والمجريات في الحروب الخاصة بكل من غزة والعراق و سوريا واليمن عبر الصور، وقد كانت عامل مساهم لتغيير نظرة العالم بوقتها، ولكن الذي لا يدركونه خاصة إعلاميا، أن جانب الصور والصورة الذهنية رغم الجذب الإيجابي بنقل معاناتنا العربية قد أصبحت عامل مهم في قتل النفس الإنسانية المتكررة في كل لحظة ودقيقة، لتصبح الأحداث المرئية روتين يومي من قتل ودم ينعكس داخليا ويصبح الأمر الغير طبيعي هو طبيعي لدى المرء، ليكسب فيه لا شعوريا القساوة داخليا لتكرار مشاهد مسيئة ومهينه له.
ليبدأ مفعول الإعلام الأجنبي والإسرائيلي بتدمير النفس البشرية بطريقة ممنهجة ومدروسة بعكس واقع المعاناة إلى روتين يومي وفعل عادي متمرس ضمن المألوف. فقد اثبتت الدراسات الحديثة ومن خلال رصد كامل على مدار الاسبوعان الماضيان لعمل بحث حول هذا المضمون وانعكاسات الصورة الذهنية حسب الزمان والظروف، أن الصور المتكررة خاصة للوجه المشوه (من الحرب) أو صور لأطفال اجسادهم محروقة أو رجال تحت التعذيب وهم من غير ملابس او قتلى يفقدون بها أعضاء الجسد، تساهم في إرسال إلى العصب الدماغي إشارة تعكس للانسان نفسيته، وتوصله إلى مرحلة الإحباط واليأس والخوف، خاصة مع التكرار الدائم لرؤيتها بشكل يومي أو من ساعه إلى ساعه، كما تفقد الإنسان الإرادة القوية و تضعه بقناعة ان الحياة بلا معنى، ليفشل في تحديد هدفه الحياتي و ليفضل الانعزال بدلا من التواصل المجتمعي، يإختيار التواصل المجتمعي إلكترونيا، لما يملك من قدرة على الشعور بالسيطرة وتجاوب الناس له حسب نفسيته، ومن هنا يخرج الإنسان من عالم الحقيقة بإستبداله إلى عالم الخيال الوهمي لإستعادت الذات من خلال كلام مغشوش و مجاملات كذبية، ليصبح عالمه هي أروقة وزوايا الجدران مع كلام هامس أفضل من التواصل مع البشرية، ليدخل بعدها بحالة نفسية مرضية ينعكس على أفراد المجتمع، و يصبحوا أسرى لعالم التخلف لعدم الاندماج والتواصل والتحاور والبحث وفقدان مفهوم الفرق التعاونية والجماعات او الوعي المنهجي او او او . و قد لاحظنا في الآونه الاخيرة تكرار كلمة "مجتمعنا أصبح مريض نفسيا".
أما الجانب الآخر، قدرة الإعلام الغربي على التلاعب نفسيا بالانسانيه، ومفاهيمها للعالم بأكمله، بارسال صور حسب هدفه المبطن من صور انسانية الى صور مرتجله، فمن خلال الدراسات اكتشف أن هنالك مراكز خاصة وضخمة جدا في أمريكيا بالتحالف مع أوروبا وغيرها من الدول للعب بتفاصيل الصور حسب الهدف، فمثلا يمتلكون مهارة عالية بنقل الحزن إلى الإنسان من خلال الصورة، كما حدث في كثير من الصور المعبرة عن جرائم داعش بقتل الأطفال والنساء، او صور تؤدي إلى انفعال المرء وجذب الخوف إلى طريقه من خلال دفعه إلى النهوض وإعداد مسيرات رفض والمطالبه بالحماية من الدين الإسلامي لأنه إرهاب، لتصبح الصورة أهم وسيلة ينقل من خلالها إجرام الإرهاب الإسلامي سواء كان بالدم او باللحية أو بالحجاب أو غيره، مع ربط التغيير بمفاهيم وبأفكار مسيسة، لتصبح هنا البشرية متفاعله خاصة مع الظروف الراهنه، فاقدين فيها الإمان والحرية ويعنقدون أن حريتهم قد اطلقت من خلال التواصل الاجتماعي، ليساهموا أفراد المجتمع بارسال الصور دون أن يدركوا مدى انعكاسها أو التفكير بجوانب استخدامها فعليا.
كما نلاحظ أن الحياء الانساني قد فقد، فعلى سبيل المثال الفتاة التي دمر منزلها ومات والديها وأراد الصحفي السوري أن يصورها، قد خاطبته بخوف "ارجوك لا تصور لأنني لا ارتدي الحجاب" فكان ردة فعل الصحفي كتابة كلمات ومشاعر موجعه حينها، ليتم تداول موضوع الحجاب والتخلف والدين واستغلاله وغزو الثقافة وغيره عبر الفيس بوك ، ولكن لم يدركوا أن المرء بطبيعته سواء طفله او كبير لديه حياء خاص به يريد أن يحتفظ به على مدار السنين، لا يدركون أن الزمن يظلم بهم، ويكسر إرادتهم، و يدمر نفسيتهم، وان الصور تلك سوف تصطحبهم طيلة حياتهم، كذكرى تتناقل على السن البشرية، مثل صور حرق الطفل وغيره.
نستطيع أن نستخدم صورة واحده أو اثنتان من المذكور، لنعبر عما يحدث في خبر لمعاناة، ولكن بدراستها وعدم الاستهانه بتفاصبل مضمونها وانعكاساتها، خاصة بعد الموهبة الربانية المقدمة لكافة الشعوب العربية بالتنافس لالتقاط الصور ونشرها كسبق صحفي!!! ندعوا الأفراد إلى الاهتمام بالصور وما لها من حكاية شعب، فالتصوير له فنون خاصة به لا يلتقطها إلا من درسها وعرف قيمتها.
بقلم ربى مهداوي
كثيرا ما كنا ندعو إلى أهمية استخدام الصور في الإعلام تحت دعوة أنها رسالة تعكس الكلام والفعل في آن واحد، فهي تكلم من حولها دون نبرات صوتية عالية أو كلمات مبعثرة قد تضيع مضمون الصورة. وقد بدأ حرب الإسرائيليون في بداية انتفاضة الأقصى حينها من خلال التلاعب بمضمون الصور لينجحوا فعليا بكسب التعاطف العالمي لهم، من خلال الفوتشوب كما شاهدنا مع فيديو محمد الدرة و والده في هذا الفيديو بعد استهداف العدو لهم دون رحمه، فقد استخدموا الحيله بوقتها من خلال وضع قبعة يهودية على رأس والده لارسال رسالة للعالم اكمله أن الفاعل هو إرهاب فلسطيني، ومن هنا بدأت مرحلة المعارك الصورية وما لها من انعكاسات على الصورة الذهنية وتعزيز الحالة الإنسانية بكل مضامينها.
وقد نجحنا في وقت من الأوقات نقل الحالات الإنسانية والمجريات في الحروب الخاصة بكل من غزة والعراق و سوريا واليمن عبر الصور، وقد كانت عامل مساهم لتغيير نظرة العالم بوقتها، ولكن الذي لا يدركونه خاصة إعلاميا، أن جانب الصور والصورة الذهنية رغم الجذب الإيجابي بنقل معاناتنا العربية قد أصبحت عامل مهم في قتل النفس الإنسانية المتكررة في كل لحظة ودقيقة، لتصبح الأحداث المرئية روتين يومي من قتل ودم ينعكس داخليا ويصبح الأمر الغير طبيعي هو طبيعي لدى المرء، ليكسب فيه لا شعوريا القساوة داخليا لتكرار مشاهد مسيئة ومهينه له.
ليبدأ مفعول الإعلام الأجنبي والإسرائيلي بتدمير النفس البشرية بطريقة ممنهجة ومدروسة بعكس واقع المعاناة إلى روتين يومي وفعل عادي متمرس ضمن المألوف. فقد اثبتت الدراسات الحديثة ومن خلال رصد كامل على مدار الاسبوعان الماضيان لعمل بحث حول هذا المضمون وانعكاسات الصورة الذهنية حسب الزمان والظروف، أن الصور المتكررة خاصة للوجه المشوه (من الحرب) أو صور لأطفال اجسادهم محروقة أو رجال تحت التعذيب وهم من غير ملابس او قتلى يفقدون بها أعضاء الجسد، تساهم في إرسال إلى العصب الدماغي إشارة تعكس للانسان نفسيته، وتوصله إلى مرحلة الإحباط واليأس والخوف، خاصة مع التكرار الدائم لرؤيتها بشكل يومي أو من ساعه إلى ساعه، كما تفقد الإنسان الإرادة القوية و تضعه بقناعة ان الحياة بلا معنى، ليفشل في تحديد هدفه الحياتي و ليفضل الانعزال بدلا من التواصل المجتمعي، يإختيار التواصل المجتمعي إلكترونيا، لما يملك من قدرة على الشعور بالسيطرة وتجاوب الناس له حسب نفسيته، ومن هنا يخرج الإنسان من عالم الحقيقة بإستبداله إلى عالم الخيال الوهمي لإستعادت الذات من خلال كلام مغشوش و مجاملات كذبية، ليصبح عالمه هي أروقة وزوايا الجدران مع كلام هامس أفضل من التواصل مع البشرية، ليدخل بعدها بحالة نفسية مرضية ينعكس على أفراد المجتمع، و يصبحوا أسرى لعالم التخلف لعدم الاندماج والتواصل والتحاور والبحث وفقدان مفهوم الفرق التعاونية والجماعات او الوعي المنهجي او او او . و قد لاحظنا في الآونه الاخيرة تكرار كلمة "مجتمعنا أصبح مريض نفسيا".
أما الجانب الآخر، قدرة الإعلام الغربي على التلاعب نفسيا بالانسانيه، ومفاهيمها للعالم بأكمله، بارسال صور حسب هدفه المبطن من صور انسانية الى صور مرتجله، فمن خلال الدراسات اكتشف أن هنالك مراكز خاصة وضخمة جدا في أمريكيا بالتحالف مع أوروبا وغيرها من الدول للعب بتفاصيل الصور حسب الهدف، فمثلا يمتلكون مهارة عالية بنقل الحزن إلى الإنسان من خلال الصورة، كما حدث في كثير من الصور المعبرة عن جرائم داعش بقتل الأطفال والنساء، او صور تؤدي إلى انفعال المرء وجذب الخوف إلى طريقه من خلال دفعه إلى النهوض وإعداد مسيرات رفض والمطالبه بالحماية من الدين الإسلامي لأنه إرهاب، لتصبح الصورة أهم وسيلة ينقل من خلالها إجرام الإرهاب الإسلامي سواء كان بالدم او باللحية أو بالحجاب أو غيره، مع ربط التغيير بمفاهيم وبأفكار مسيسة، لتصبح هنا البشرية متفاعله خاصة مع الظروف الراهنه، فاقدين فيها الإمان والحرية ويعنقدون أن حريتهم قد اطلقت من خلال التواصل الاجتماعي، ليساهموا أفراد المجتمع بارسال الصور دون أن يدركوا مدى انعكاسها أو التفكير بجوانب استخدامها فعليا.
كما نلاحظ أن الحياء الانساني قد فقد، فعلى سبيل المثال الفتاة التي دمر منزلها ومات والديها وأراد الصحفي السوري أن يصورها، قد خاطبته بخوف "ارجوك لا تصور لأنني لا ارتدي الحجاب" فكان ردة فعل الصحفي كتابة كلمات ومشاعر موجعه حينها، ليتم تداول موضوع الحجاب والتخلف والدين واستغلاله وغزو الثقافة وغيره عبر الفيس بوك ، ولكن لم يدركوا أن المرء بطبيعته سواء طفله او كبير لديه حياء خاص به يريد أن يحتفظ به على مدار السنين، لا يدركون أن الزمن يظلم بهم، ويكسر إرادتهم، و يدمر نفسيتهم، وان الصور تلك سوف تصطحبهم طيلة حياتهم، كذكرى تتناقل على السن البشرية، مثل صور حرق الطفل وغيره.
نستطيع أن نستخدم صورة واحده أو اثنتان من المذكور، لنعبر عما يحدث في خبر لمعاناة، ولكن بدراستها وعدم الاستهانه بتفاصبل مضمونها وانعكاساتها، خاصة بعد الموهبة الربانية المقدمة لكافة الشعوب العربية بالتنافس لالتقاط الصور ونشرها كسبق صحفي!!! ندعوا الأفراد إلى الاهتمام بالصور وما لها من حكاية شعب، فالتصوير له فنون خاصة به لا يلتقطها إلا من درسها وعرف قيمتها.