الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المواطن أسيرا بين الهجرة أو ال( ج,س,ب)لطة بقلم: م. أحمد صبيح

تاريخ النشر : 2015-08-14
بينما كنت أسير بسيارتي في شوارع العاصمة المؤقتة رام الله , وأنا أبحث عن مكان لركن سيارتي , ففي هذه المدينة تغيب كل قوانين السير و وتستبدل قوانين السير الناظمة للبشر والحديد بعرف حكام المدينة ولكل مدينة حاكم ,وهنا في رام الله القانون الأول الناظم للسير هو استئذان أحد أفراد الشرطة والذين غالبا ما يتجمهرون إما بمكان مخالف للقوانين أصلا وقد ركنوا سياراتهم إما مصطلحا وعرفا عند النخلات أو على دوار ياسر عرفات أو الذي سمي قديما دوار الساعة , وحصرت المدينة وشوارعها بهذين المكانين , والذي أعيد تصميمهما في عهد السلطة مرتين أو أكثر , ناهيك عن تغير قوانين السير بالسنة الأخيرة أكثر من مرة من حيث ركن السيارات , فتارة يتم السماح حسب عرف جديد بحيث كان مسموح لفترة التوقف على الدوار بخطوط لا تزال موجودة, وتارة توضع ماكينات آلية تم نهب ما بها من أموال تعود لصالح البلدية وأخيرا تم وضع ماكينات توقيت الركن لصالح شركة خاصة متعاقدة مع البلدية , حيث قامت هذه الشركة بوضع ماكينات لأكبر مسافة ممكنة بشوارع المدينة , معا بزيادة الدخل من جيب المواطن واستثنيت بعض الأماكن إما لنفوذ أصحاب المراكز التجارية أو نفوذ أصحاب المحلات لا أدري , واستثنيت شوارع بلدية البيرة المحاذية لمدينة رام الله .
المهم أنني ركنت سيارتي لنصف ساعة خلف سيارات مركونة بمحاذاة جزيرة تمتد لدوار الساعة كالعادة وبنهاية الطابور سيارة شرة مغلقة ,ولم ألمح الشرطي أو دوريته ولم ألحظ بأن العرف (قانون السير ) المتبع قد تغير أو يتغير نسبة لمزاج الشرطي المناوب أو مديره وحقيقة أن أغلب الشرطة المناوبة بهذه الأماكن غالبا ما يتكلمون بهواتفهم النقالة أغلب الوقت لأسباب قد تخص كل على حده فإما هو مشتاق لأهله أو قد يكون مكلف بإدارة مركزه من الشارع أو..... أو...... لست أدري.
قمت بالسير نحو هدفي مشيا لبضعة مئات من الأمتار , وأحيانا يستوقفني فلان لمعرفتي المسبقة به , او صاحب عربة عارضا بضاعته بصوت عال معترضا طريقي عارضا علي الشراء من عربته وأحدهم قد ركن عربته بزاوية الشارع مشوشا خط السير للمشاة وللمركبات, ربما لنفوذه لدى أصحاب القرار بحجة أو أكثر أولها أنه ابن تنظيم أو مخيم أو مناضل سابق , وفلان مالك محل قد أخرج كل بضاعة محله واضعا إياها على الرصيف وقد أفرغ محله من الداخل ربما لضيق المحل او طمعا كالطبيعة البشرية حبا بالتملك لمساحة أكبر من آخرته (القبر) , رغم أن أغلب المقاهي الشعبية للعاصمة المؤقتة عرفا يفترشون الأرصفة بكراسيهم وزبائنهم مقتطعين نصف الرصيف المخصص للمشاة والمواطنين وكأن مدينتنا كحي باب توما في دمشق ولكن بسيارات وقوانين سير مستحدثة عرفا حسب منظمها .
تلاحظ أثناء سيرك اختلاف اللهجات فمنها ما يقول تشيفكم وكيفكم , ومنها ما يرطم بلغات مختلفة ومنها لهجاتنا المحلية فتستطيع تحديد المارين من هو من الشمال أو الخليل أو غزة أو اللد أو فرنسا أو أوربا عندما تلحظ بشرته أو ابتسامته أو عبوسه أو تكلمه , وتلحظ أيضا سيارات متخلفة النمر وبالغالب صفراء أو حمراء وكأن البلد متعدد الجنسيات , وللحقيقة قد يكون كذلك . عدى عن مكاتب السيارات الصفراء والتي بغالبها إما أن ترخيصها قديم وتخرق قوانين السير بالدول المتقدمة أو قد رخصت أمام مجمع تجاري أو على دوار وهي بالأصل كانت كذلك ولا مجال لاتخاذ قرار بتغيير مكان ترخيصها حتى لو خالف كل أنظمة السير , أو جديد بحكم أن أصحابها كانوا مناضلين أو نافذين .


عندما رجعت للسيارة وجدت على زجاجها مخالفة بمبلغ 150 شيكل دون سواي , وقمت بالبحث عن الشرطي الآمر الناهي وبعد انتظار ما يقرب من ربع ساعة أتى الفارس واضعا بجيبه اليسار دفتر المخالفات وكأنه قد رجع من معركة بدر وبوجهة لمحة انتصار وملامح بطولة , وبعد أخذ ورد ومجادلة بكل أدب برر لي سبب مخالفتي, بأنني قد ركنت سيارتي بمكان مخالف وعندما جادلته أنني دوما أقف عندما أحضر للمدينة بهذا المكان وخاصة أن أمامي عدة سيارات منها الصفراء ومنها مثلي (شتحيم) يعني ضفة ذو نمرة خضراء بيضاء على حد قول الخواجات الأعداء , فرد بأنه لا يستطيع مخالفة ولا جدوى من مخالفة النمرة الصفراء وأن من السيارات والتي تحمل نمرة فلسطينية هي لأصحاب المحلات للتنزيل والتحميل فيجوز له ومنهم من استأذن الشرطي بركن سيارته فكيف يخالفه ومنهم من لن يركن أكثر من 10 دقائق لحاجة ملحة وساق عدة تبريرات بعد إلحاحي بمجادلته , فأخذت المخالفة متوعدا أن أكتب هذه الرسالة للقاضي بالمحكمة ومصورا عدة صور لما جرى من موبايلي القديم , وذهبت مزمجرا مسرعا لاعنا اليوم الذي زرت به رام الله واليوم الذي كنت به مناضل وعدم وجود إشارة سير تمنعني من التوقف متمسكا بقانون السير المتبع عالميا مستنكرا كل قوانين السير المستحدثة في بلادنا ناهيك عن قانوني سير أصلا بكل شوارعنا فبداخل المدن لا قوانين سير ولا مدنية , وهذه القوانين لا لتمنع المخالفة بل لتشجع المخالفات من أجل مرود مادي محض , وبخارج المدن الشرطة الإسرائيلية وجيشها هما سيدا شوارعنا فأي نضال هذا وأي مناضلين سنكون , فإنجازنا صفر على اليسار لعدم قدرة جيش السلطة كاملا تحريك عربة من أصحاب النفوذ لمخالفته قوانين البشر , عدى عن مخالفته لقوانين السير , ويبقى المواطن أسير بين الهجرة أو الجلطة .
م. أحمد صبيح
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف