
الطبقة الفاسدة
نابلس نموذج
أول أمس حدثت في مدينة نابلس بعض التجمعات التي طالبت باستقالة المجلس البلدي، وجاءت تلك التجمعات، بعد أن قرر المجلس البلدي وضع عدادت للمياة وللكهرباء مسبقة الدفع، وبهذا الطريقة يستطيع المجلس البلدي أن يحصل مستحقاته من المواطنين، هذا السبب المباشر لتلك التجمعات،
ولكن هناك جانب آخر ساهم في وتيرة الاحداث في المدينة، وهو أن رئيس المجلس "غسان الشكلة" قد قام في الآونة الأخيرة بكشف شبكة من السارقين والفاسدين في شركة توزيع كهرباء الشمال، ومن ثم لعب هؤلاء اللمتضررين دورا في رفع وتيرة الاحداث.
والعامل الثالث يتمثل في أن قائمة رئيس المجلس "غسان الشكعة" كانت قد حصلت على غالبية المقاعدة في الانتخابات الأخيرة ومن ثم لم يكن هناك أكثر من عضوين من خارج القائمته، وهذا جعل كافة (القوى الوطنية) تنتظر على أحر من الجمر اليوم الذي سيقع فيه الرئيس واعضاء المجلس.
المتتبع لأحول المواطنين في فلسطين، يجد الغالبة العظمى منهم، يحصلون على الخدمات المقدمة من البلديات دون أن تدفع أي مستحقاق مالية، وكأن الكهرباء والمياة وجمع النفيات، تقوم بها البلديات لوجه الله، وطمعا في ثواب يوم الدين، فالمواطن في فلسطين وخاصة في المخيمات يعتقدون بأنهم خارج حدود الوطن، وأنهم اصحاب حالات خاصة تجعلهم في حلا من دفع أي إلتزام للبلديات، ولم يكتفي المواطن في المخيمات بالاستخدام الطبيعي والمنطقي للكهرباء تحديدا، بل أن البعض منهم يقوم بتدفئة الأغنام والحمام والدجاج، بواسطة الكهرباء، ومنهم من يضع "الصوبة الكهربائية" خارج المنزل ويتدفئ عليها أمام المارة، والبعض الآخر يقوم بسرقة التيار الكهربائي (عينك عينك) دون وجود أي رادع وطني او أخلاقي او ديني.
كل هؤلاء المستفيدين من إنعدام وجود القانون، او وجود طرق تدفعهم للحد من هذا الاستهتار بالمال العام جعلتهم يتوحدوا ويتواجدوا امام البلدية مطالبين المجلس بالعودة عن القرارات التي إتخذها.
المجلس قرر الاستقالة، وهنا كانت سكين (القوى الوطنية) جاهزة للإسراع في ذبح المجلس والانتقام منه، فهو قد حصد الاخضر واليابس في الانتخابات ولم يترك لهم إلا الذنب، كافة (الفصائل) من اليمين الى اليسار دارت باتجاه الطبقة الفاسدة، وطالبت باجراء انتخابات وبسرعة وخلال شهر، ولم تمر على مسببات الاحداث مطلقا، ولم تنوه لا من قريب او بعيد بان للمجلس حقوق على المواطن، لا في بياناتها الرسمية، ولا فيما تكلم به الناطق الرسمي بإسمها.
هذه الاحداث تؤكد وجود طبقة من الفاسدين لا تستطيع أي قوة أن تقف بوجهها، فهي متنفذة وقادرة على العمل وبسرعة فائقة، كما كشفت الاحداث الأخيرة فساد (فصائل العمل الوطني) التي لم تشارك في الاعتصام الذي دعت إليه في مدينة رأم الله، تضامنا مع الأسرى، وكان عدد الصخفيين مماثلا لعدد المشاركين في الاعتصام، بينما وجدناها تتحرك وبسرعة وابدت استعدادها لذبح المجلس البلدي وبسرعة فائقة.
أعتقد اننا جميعا في فلسطين بحاجة الى عملية غسيل بمسحوق (سوبر أخلاق) لكي يزيل ما علق بنا من أوساخ أخلاقية وتكالب على المناصب والمراكز، لعل وعسى يتقدم هذا الشعب من جديد نحو الدولة التي ينشدها.
نابلس نموذج
أول أمس حدثت في مدينة نابلس بعض التجمعات التي طالبت باستقالة المجلس البلدي، وجاءت تلك التجمعات، بعد أن قرر المجلس البلدي وضع عدادت للمياة وللكهرباء مسبقة الدفع، وبهذا الطريقة يستطيع المجلس البلدي أن يحصل مستحقاته من المواطنين، هذا السبب المباشر لتلك التجمعات،
ولكن هناك جانب آخر ساهم في وتيرة الاحداث في المدينة، وهو أن رئيس المجلس "غسان الشكلة" قد قام في الآونة الأخيرة بكشف شبكة من السارقين والفاسدين في شركة توزيع كهرباء الشمال، ومن ثم لعب هؤلاء اللمتضررين دورا في رفع وتيرة الاحداث.
والعامل الثالث يتمثل في أن قائمة رئيس المجلس "غسان الشكعة" كانت قد حصلت على غالبية المقاعدة في الانتخابات الأخيرة ومن ثم لم يكن هناك أكثر من عضوين من خارج القائمته، وهذا جعل كافة (القوى الوطنية) تنتظر على أحر من الجمر اليوم الذي سيقع فيه الرئيس واعضاء المجلس.
المتتبع لأحول المواطنين في فلسطين، يجد الغالبة العظمى منهم، يحصلون على الخدمات المقدمة من البلديات دون أن تدفع أي مستحقاق مالية، وكأن الكهرباء والمياة وجمع النفيات، تقوم بها البلديات لوجه الله، وطمعا في ثواب يوم الدين، فالمواطن في فلسطين وخاصة في المخيمات يعتقدون بأنهم خارج حدود الوطن، وأنهم اصحاب حالات خاصة تجعلهم في حلا من دفع أي إلتزام للبلديات، ولم يكتفي المواطن في المخيمات بالاستخدام الطبيعي والمنطقي للكهرباء تحديدا، بل أن البعض منهم يقوم بتدفئة الأغنام والحمام والدجاج، بواسطة الكهرباء، ومنهم من يضع "الصوبة الكهربائية" خارج المنزل ويتدفئ عليها أمام المارة، والبعض الآخر يقوم بسرقة التيار الكهربائي (عينك عينك) دون وجود أي رادع وطني او أخلاقي او ديني.
كل هؤلاء المستفيدين من إنعدام وجود القانون، او وجود طرق تدفعهم للحد من هذا الاستهتار بالمال العام جعلتهم يتوحدوا ويتواجدوا امام البلدية مطالبين المجلس بالعودة عن القرارات التي إتخذها.
المجلس قرر الاستقالة، وهنا كانت سكين (القوى الوطنية) جاهزة للإسراع في ذبح المجلس والانتقام منه، فهو قد حصد الاخضر واليابس في الانتخابات ولم يترك لهم إلا الذنب، كافة (الفصائل) من اليمين الى اليسار دارت باتجاه الطبقة الفاسدة، وطالبت باجراء انتخابات وبسرعة وخلال شهر، ولم تمر على مسببات الاحداث مطلقا، ولم تنوه لا من قريب او بعيد بان للمجلس حقوق على المواطن، لا في بياناتها الرسمية، ولا فيما تكلم به الناطق الرسمي بإسمها.
هذه الاحداث تؤكد وجود طبقة من الفاسدين لا تستطيع أي قوة أن تقف بوجهها، فهي متنفذة وقادرة على العمل وبسرعة فائقة، كما كشفت الاحداث الأخيرة فساد (فصائل العمل الوطني) التي لم تشارك في الاعتصام الذي دعت إليه في مدينة رأم الله، تضامنا مع الأسرى، وكان عدد الصخفيين مماثلا لعدد المشاركين في الاعتصام، بينما وجدناها تتحرك وبسرعة وابدت استعدادها لذبح المجلس البلدي وبسرعة فائقة.
أعتقد اننا جميعا في فلسطين بحاجة الى عملية غسيل بمسحوق (سوبر أخلاق) لكي يزيل ما علق بنا من أوساخ أخلاقية وتكالب على المناصب والمراكز، لعل وعسى يتقدم هذا الشعب من جديد نحو الدولة التي ينشدها.