الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

آخر من عايدنا بقلم:سعيد مقدم

تاريخ النشر : 2015-08-13
آخر من عايدنا بقلم:سعيد مقدم
قبل ليلتين جاء أحد أصدقائي معايدا، وظنناه آخر من يعايدنا، ولكن بعد مضي اثنين وعشرين يوما من عيد الفطر أقبل علينا خمسة عشر من أبناء عمومتي وقد قصدونا من قرى الجراحي معايدين.
فقدمنا لهم العيد وغديناهم بالمقسوم ودارت بيننا أحاديث شتى:
شكوا من قلة الغيث والصيب وشحة الدغل وهزل أغنامهم، وقالوا أن نهر الجراحي جفّ من كثرة السدود التي بنتها الحكومة وحرمتنا من المياه، كنا نزرع الرز في الأعوام الماضية، لكننا الآن لا نستطيع ذلك لأن نباته يحتاج سقيا مداوما.
كنا نزرع البطيخ والنباتات الصيفية الأخرى وقد حُرمنا منها بعد جفاف النهر.
ونظر كاظم الدرچال أحد أبناء عمومتي صوبي ثم قال بصوت يكاد أن يكون منخفضا:
أتدرون لماذا قلت الأمطار؟
ولم يمهلنا فأجاب على سؤاله بنفسه فقال:
ذلك لأننا رضينا بدفع الرشاوي للدوائر الحكومية إذا ما راجعناها لقضاء أية مصلحة تافهة؛ ولا تمشي أمورك إلا أن ترشي الرئيس أو أحد موظفيه.
ثم تابع وهو يتأوه:
كنا نصيد السمك من النهر ونجففه على الحبال حيث لم يبق مكان لتجفيف الغسيل في الحوش لكثرة السمك، كنا نأكل (المسموطة) طيلة العام. وأمسينا نتحسر على السمكة وبيتنا على عدوة الشط، بل على شفا جرفه.
ووجّه حديثه نحوي بصداقته القروية سائلا ثانية:
لماذا نخيلنا مغبر يا ابن العم؟! أليس لأننا ابتعدنا عن الله وتركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
ثم تكلمت عفـّة وقد ضربت في العمر عقودا ليست بقليلة، قالت وهي تتذكر أيام شبابها التي خلت وتقارن نفسها مع بنات الآن:
كنا نستيقظ قبل الفجر عندما تصيح الديكة، نجلب المياه من النهر، فنحلب الشياه والأبقار، ثم نطحن ونعجن ونخبز؛ عند الضحى نتبع الرجال إلى المزارع حاملات الإفطار، فنلتقط السنابل التي سقطت من الحصاد، نحطب ونعلف الغنم الهزيلة والحمير إذا روحت عصرا، نطبخ الغداء والعشاء وكنا مرضعات، ولم يحدث أن اشتكت إحدانا من التعب.
ثم دار الحديث حول الحرب التي استمرت ثمان سنوات، وتذكروا ابن خالتي الذي ذهب يتسوق فألقوا القبض عليه وأرسلوه رأسا إلى جبهات القتال فاستشهد.
وقال أبو هادي يصف لنا تلك البرهة العصيبة من الحرب:
كنا نحصد الرز عندما هاجمتنا الشرطة يبحثون عن (المشمولين) وهم الذين لم يقدموا إلى الخدمة العسكرية، فخبأنا الشباب في المزرعة فلم يجدوهم وتعدت بخير.
وأضاف كاظم هازلا:
لو وجدونا لكنا في عداد القتلى الآن.
وقبل أن تصل الساعة الخامسة عصرا وبعد أن فتر المناخ (الشرجي) الذي يتجاوز الخمسين درجة، ودعونا وحركوا نحو قراهم.
22 شوال
1436

سعيد مقدم (أبو شروق) - الأهواز
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف