
يتناول موضوع الحريات , مساحة فضفاضة متنوعة , ذات زوايا مختلفة , تختلف فاعليتها باختلاف نظرة المجتمع لها و ايمانه بها كضمان لحياة اجتماعية كريمة , و هذا يعود لحاضنة قوية و بيئة مناسبة لكي تكون للحريات ثقلا قانونيا و سيادة دستورية رسمية في الدولة , لذلك نجد ان الدول المتقدمة و دول العالم الاول , تحظى فيها الحريات بقدسية خاصة و المساس بها يكون اعتداء خارج عن القانون , يلزم صاحبه المثول للمحاكم القضائية , و الوقوف امام حكم العدالة مهما كان الفاعل او الجهة التي انتهكت الحريات , حتى لو اقتضى الامر ان تكون جهة سياسية بطريقة ما , فإن النتيجة لا تختلف ابدا , و يبقى القضاء و القانون هو الحاكم في كل تلك القضايا .
اما حال الحريات في مجتمعات العالم المتأخر فحدث ولا حرج , فأسوا مثال يمكن ان نرى عليه وضع الحريات , هو حالها في المجتمعات العربية , فتكاد ان تكون جميع العوامل المؤثرة تساهم في ضعف فعاليتها و تأثيرها على ارض الواقع , و كطبيعة المجتمعات العربية المحافظة , تميل الى الالتزام و تعتبر ان الحريات احدى سبل الغزو الاستعماري الغربي, الذي يهدف الى النيل من ثقافة و عقيدة المجتمعات العربية , و تلك الفكرة جاءت من نسج فكري لبعض الجماعات التي نشأت في بيئة الجزيرة العربية , ذات مرجعيات اصولية متزمتة .
اما على الجانب السياسي , وهو المقصود تحديدا في هذا السياق , حيث تمارس الحكومات و السياسيون قمعهم المستمر للحريات , ما دامت تختلف مع مصالحهم و توجهاتهم , اما اذا ارادوا كسب تعاطف الجماهير و التأثير على فكرهم و تضليل الحقيقة , فهم في هذه الحالة خير حامي للحريات , و افضل من يدافع عنها , حتى الوصول لما يسعون اليه , و من ثم يعيدون الكرة في حربهم مع من يمارس حرية التعبير و ابداء الرأي , و قول الحقيقة , و هكذا يبقى الصراع بين الحكومات و انصار الحرية سمة من سمات دول العالم الثالث , التي تشهد صراعات و حالة عدم استقرار دائمة .
و نحن في مجتمعنا اليوم نرى هذه الظاهرة جلية , حيث ازدواجية المعايير و الكيل بمكيالين , في تعامل الحكومات مع واقع اصطدمت فيه الحرية مع الحزبية , و اصبح قول الحقيقة التي تخدم المواطن و تظهر معاناته جريمة تعرض فاعله للتحقيق و المسائلة , في حين يجوز استخدام الحرية ما دامت تخدم مصلحة حزبية معينة , حتى لو كانت في قالب سخرية اباحية , و هنا يستوجب توجيه العتاب و اللوم للجهات الحقوقية الداعمة لحريات الانسان , بأن تمارس واجبها , ازاء ما يحدث من قمع للحريات , و انتهاكات واضحة و مستمرة , لأصوات الحقيقة و الكلمة الصادقة , التي تهدف اولا و اخيرا , لمساعدة المواطن و التخفيف عنه و ايصال صوته للمعنيين ...
الكاتبة السياسية :
وئام أبو هولي
اما حال الحريات في مجتمعات العالم المتأخر فحدث ولا حرج , فأسوا مثال يمكن ان نرى عليه وضع الحريات , هو حالها في المجتمعات العربية , فتكاد ان تكون جميع العوامل المؤثرة تساهم في ضعف فعاليتها و تأثيرها على ارض الواقع , و كطبيعة المجتمعات العربية المحافظة , تميل الى الالتزام و تعتبر ان الحريات احدى سبل الغزو الاستعماري الغربي, الذي يهدف الى النيل من ثقافة و عقيدة المجتمعات العربية , و تلك الفكرة جاءت من نسج فكري لبعض الجماعات التي نشأت في بيئة الجزيرة العربية , ذات مرجعيات اصولية متزمتة .
اما على الجانب السياسي , وهو المقصود تحديدا في هذا السياق , حيث تمارس الحكومات و السياسيون قمعهم المستمر للحريات , ما دامت تختلف مع مصالحهم و توجهاتهم , اما اذا ارادوا كسب تعاطف الجماهير و التأثير على فكرهم و تضليل الحقيقة , فهم في هذه الحالة خير حامي للحريات , و افضل من يدافع عنها , حتى الوصول لما يسعون اليه , و من ثم يعيدون الكرة في حربهم مع من يمارس حرية التعبير و ابداء الرأي , و قول الحقيقة , و هكذا يبقى الصراع بين الحكومات و انصار الحرية سمة من سمات دول العالم الثالث , التي تشهد صراعات و حالة عدم استقرار دائمة .
و نحن في مجتمعنا اليوم نرى هذه الظاهرة جلية , حيث ازدواجية المعايير و الكيل بمكيالين , في تعامل الحكومات مع واقع اصطدمت فيه الحرية مع الحزبية , و اصبح قول الحقيقة التي تخدم المواطن و تظهر معاناته جريمة تعرض فاعله للتحقيق و المسائلة , في حين يجوز استخدام الحرية ما دامت تخدم مصلحة حزبية معينة , حتى لو كانت في قالب سخرية اباحية , و هنا يستوجب توجيه العتاب و اللوم للجهات الحقوقية الداعمة لحريات الانسان , بأن تمارس واجبها , ازاء ما يحدث من قمع للحريات , و انتهاكات واضحة و مستمرة , لأصوات الحقيقة و الكلمة الصادقة , التي تهدف اولا و اخيرا , لمساعدة المواطن و التخفيف عنه و ايصال صوته للمعنيين ...
الكاتبة السياسية :
وئام أبو هولي