
في الحديقة الخلفية للسلاح النووي
بقلم د. سمير أبو شتات
الأربعاء 12/8/2015م
" النووي " كلمة تثير الرعب عند سماعها والحديث عنها ، لأن من يمتلكها كقوة دمار شامل يمتلك قوة ضغط هائلة على خصومه كي لا يفكرون يوما في الاعتداء عليه ، ودروس وذكرى هيروشيما وناجا زاكي اليابانيتين ليست ببعيدة عن الأذهان ، عندما قضى اكثر من 250.000 شخص في بضع ثوان في الحرب العالمية الثانية ، ليس هذا محور حديثنا في هذا المقام ، وإنما الحديث بالحديث يذكر ، فنووي ايران الذي قد يكون مجرد فكرة اقضت مضجع اسرائيل وبالتالي امريكا ،اصبح مشكلة المشاكل ودخلت قضيته في سجال وأخذ ورد احيانا ، وتهديد ووعيد بالحرب في بعض الأحايين ، الى أن جاء الفرج بتوقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 6+1 والذي رحب به العالم عدا اسرائيل بطبيعة الحال واللوبي المؤيد لها في واشنطن ، ولكن أيا كانت ردات الفعل فالاتفاق قد تم وتنفيذه بدأ ، وقد كان هذا واضحا وجليا إلا أنه وعلى ما يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها من ملفات واجندات سرية جرى الحديث عنها في الحديقة الخلفية للسلاح النووي وعلى وجه الخصوص في الملفين السوري واليمني ، فالاجتماعات الثنائية بين طهران وواشنطن ليس لها علاقة بالملف النووي بل على مناطق النفوذ في المنطقة ، وعلى ما يبدو أنه تم التوافق بين الدولتين على أن يخلو الجو لكل من أمريكا ودول الخليج في اليمن وفي المقابل يخلو الجو لكل من ايران وروسيا في سوريا ، وهذا ما يفسره كثير من المؤشرات :
أولها / تساقط المدن اليمنية واحدة تلو الاخرى في يد القوى الموالية للرئيس هادي في الايام القليلة القادمة
ثانيها / الزيارات والاختراقات الدبلوماسية والاجتماعات العلنية والسرية بين كل من دول الخليج والحوثيين ودول الخليج وسوريا من جهة اخرى وكان اخرها زيارة وليد المعلم وزير خارجية سوريا لسلطنة عمان .
ثالثها / قبول الحوثيون اخلاء المدن اليمنية والمراكز الحكومية وتسليم الأسلحة لدولة قادرة وهذا ما لم يكن مقبولا في الشهور الماضية بالمطلق .
رابعها / تقدم الجيش السوري في بعض المدن السورية وخاصة على جبهتي حلب و الزبداني وتصارع المسلحين فيما بينهم تبعا لولاءاتهم وميولهم وتوجهاتهم السياسية .
خامسها / قناعة كثير من الدول اللاعبة في كل من سوريا واليمن أن القوة العسكرية لن تحقق نتيجة تذكر وأن هناك افرازات لهذه الصراعات قد تنعكس على هذه الدول نفسها .
سادسها / اعادة بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق كدولة الكويت وتونس واستقبال مسقط لوزير خارجية سوريا المعلم .
سابعها / تلاشي الجيش الحر وفشل التجربة الأمريكية في تدريب قوى عسكرية فاعلة على الأرض وبروز قوى اخرى كجبهة النصرة وتنظيم الدولة وجيش الفتح كقوى غير مسيطر عليها مما يفقد سياسيي المعارضة السورية القدرة على التأثير على أرض الواقع في الداخل السوري .
ثانها / المبادرات التي أخذت في الظهور كالمبادرة الايرانية ومبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وارساله المجدلاني الى طهران واجتماعه بالمعارضة السورية في القاهرة .
في خضم هذه الاشارات التي تشير الى امكانية ايجاد حل ما وعلى وجه الخصوص في سوريا يبقى هناك سؤالان يفرضان نفسيهما على الارض :
الأول / ما هو الدور الذي سيلعبه الرئيس الأسد في سوريا الجديدة ؟؟؟!!!
الثاني / هل تقبل اسرائيل بقواعد اللعبة كما رسمتها كل من واشنطن وطهران ؟؟؟!!!
قابل الأيام سيحمل الاجابة عن هذه التساؤلات .
بقلم د. سمير أبو شتات
الأربعاء 12/8/2015م
" النووي " كلمة تثير الرعب عند سماعها والحديث عنها ، لأن من يمتلكها كقوة دمار شامل يمتلك قوة ضغط هائلة على خصومه كي لا يفكرون يوما في الاعتداء عليه ، ودروس وذكرى هيروشيما وناجا زاكي اليابانيتين ليست ببعيدة عن الأذهان ، عندما قضى اكثر من 250.000 شخص في بضع ثوان في الحرب العالمية الثانية ، ليس هذا محور حديثنا في هذا المقام ، وإنما الحديث بالحديث يذكر ، فنووي ايران الذي قد يكون مجرد فكرة اقضت مضجع اسرائيل وبالتالي امريكا ،اصبح مشكلة المشاكل ودخلت قضيته في سجال وأخذ ورد احيانا ، وتهديد ووعيد بالحرب في بعض الأحايين ، الى أن جاء الفرج بتوقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 6+1 والذي رحب به العالم عدا اسرائيل بطبيعة الحال واللوبي المؤيد لها في واشنطن ، ولكن أيا كانت ردات الفعل فالاتفاق قد تم وتنفيذه بدأ ، وقد كان هذا واضحا وجليا إلا أنه وعلى ما يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها من ملفات واجندات سرية جرى الحديث عنها في الحديقة الخلفية للسلاح النووي وعلى وجه الخصوص في الملفين السوري واليمني ، فالاجتماعات الثنائية بين طهران وواشنطن ليس لها علاقة بالملف النووي بل على مناطق النفوذ في المنطقة ، وعلى ما يبدو أنه تم التوافق بين الدولتين على أن يخلو الجو لكل من أمريكا ودول الخليج في اليمن وفي المقابل يخلو الجو لكل من ايران وروسيا في سوريا ، وهذا ما يفسره كثير من المؤشرات :
أولها / تساقط المدن اليمنية واحدة تلو الاخرى في يد القوى الموالية للرئيس هادي في الايام القليلة القادمة
ثانيها / الزيارات والاختراقات الدبلوماسية والاجتماعات العلنية والسرية بين كل من دول الخليج والحوثيين ودول الخليج وسوريا من جهة اخرى وكان اخرها زيارة وليد المعلم وزير خارجية سوريا لسلطنة عمان .
ثالثها / قبول الحوثيون اخلاء المدن اليمنية والمراكز الحكومية وتسليم الأسلحة لدولة قادرة وهذا ما لم يكن مقبولا في الشهور الماضية بالمطلق .
رابعها / تقدم الجيش السوري في بعض المدن السورية وخاصة على جبهتي حلب و الزبداني وتصارع المسلحين فيما بينهم تبعا لولاءاتهم وميولهم وتوجهاتهم السياسية .
خامسها / قناعة كثير من الدول اللاعبة في كل من سوريا واليمن أن القوة العسكرية لن تحقق نتيجة تذكر وأن هناك افرازات لهذه الصراعات قد تنعكس على هذه الدول نفسها .
سادسها / اعادة بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق كدولة الكويت وتونس واستقبال مسقط لوزير خارجية سوريا المعلم .
سابعها / تلاشي الجيش الحر وفشل التجربة الأمريكية في تدريب قوى عسكرية فاعلة على الأرض وبروز قوى اخرى كجبهة النصرة وتنظيم الدولة وجيش الفتح كقوى غير مسيطر عليها مما يفقد سياسيي المعارضة السورية القدرة على التأثير على أرض الواقع في الداخل السوري .
ثانها / المبادرات التي أخذت في الظهور كالمبادرة الايرانية ومبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وارساله المجدلاني الى طهران واجتماعه بالمعارضة السورية في القاهرة .
في خضم هذه الاشارات التي تشير الى امكانية ايجاد حل ما وعلى وجه الخصوص في سوريا يبقى هناك سؤالان يفرضان نفسيهما على الارض :
الأول / ما هو الدور الذي سيلعبه الرئيس الأسد في سوريا الجديدة ؟؟؟!!!
الثاني / هل تقبل اسرائيل بقواعد اللعبة كما رسمتها كل من واشنطن وطهران ؟؟؟!!!
قابل الأيام سيحمل الاجابة عن هذه التساؤلات .