الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسرائيل وسياسة بيع اﻷوهام‎ بقلم : جمال ربيع أبو نحل

تاريخ النشر : 2015-08-13
إسرائيل وسياسة بيع اﻷوهام‎ بقلم : جمال ربيع أبو نحل
إسرائيل وسياسة بيع اﻷوهام‎  

بقلم : جمال ربيع أبو نحل


دأبت حكومات الاحتلال الإسرائيلي على بث اﻷوهام وخاصة رغبتها بالسلام والتسوية .
بث اﻷوهام أو بيع اﻷوهام ، هو أحد ركائز السياسة الخارجية الإسرائيلية ، حيث تقدم نفسها للعالم بأنها تعانى من الكراهية ،  وأن وجودها في خطر شديد ، وأن المحيط العربي والإسلامي يعمل ليل نهار ليفتك بها ويشطبها من الوجود ، وخلال مواسم تسويق اﻷوهام ، باتت أكبر قوة نووية في الشرق الأوسط ، وأصبحت تتربع على عرش أكبر ترسانة نووية بعد الدول النووية العظمى   .

واحتلت إسرائيل مساحات شاسعة من اﻷراضى ، خلال عدة حروب شنتها ، وقامت بارتكاب المئات من المذابح والمجازر الوحشية ، واعتقلت عشرات اﻵﻻف من الفلسطينيين و العرب ، وغيرت معالم اﻷراضى التي احتلتها ، وفي أحيان كثيرة طمست معالمها التاريخية ، وقامت بسرقة اﻷراضى ، وبناء المستوطنات ، وعزلت المدينة المقدسة ، ومارست سياسة التطهير العرقي ، والتمييز العنصري ضد المواطنين الفلسطينيين ، وهجرت الملايين من الفلسطينيين .

كل الدلائل والقرائن تؤكد بأن إسرائيل ﻻ تبيع إلا أوهاماً ، حول رغبتها في السلام والاستعداد لعقد اتفاقيات تسوية ، دائمة أو مؤقتة مع الفلسطينيين ، ولقد روجت حكومة الاحتلال بعد العدوان اﻷخير ، أوهاماً بأنها ستوافق على إعادة بناء مطار غزة ، والسماح ببناء ميناء بحري يربط القطاع المحاصر بالخارج ، والموافقة على رسوا محطة توليد كهرباء تركية عائمة تمد القطاع بالكهرباء ، وسترفع الحصار ، وربما ستقبل بتحويل غزة ، من جحيم لا يطاق إلى سنغافورة الشرق الأوسط ، و بدأ البعض يتعامل مع هذه الوعود الإسرائيلية وكأنها واقع ﻻ محالة ، بينما حذرت قوى وجهات فلسطينية من خطورة الخطوة ، واعتبرتها مقدمة لسلخ قطاع غزة عن الوطن .

هـــذا التخوف مشروع ، حيث أن قطاع غـــزة والذي لا تتعدي مساحته 1.4% من مساحة فلسطين التاريخية ، و الذي يعتبر أكبر سجن بشري عرفته البشرية في العصر الحديث ، ويعاني القطاع من فقر كامل في الموارد الأساسية والحياتية ، وخاصة المياه ، وندرة اﻷراضى ، وتفشى الفقر والبطالة والحصار والإغلاق والعدوان الإسرائيلي  .

أما المطار فلقد كان في القطاع قبل ذلك ودمرته إسرائيل بين عشية وضحاها ، وأما الميناء فهو أضغاث أحلام ، فلن تسمح إسرائيل بإقامته ، لما يشكل ذلك من قاعدة رئيسية لبناء الدولة ، والتحرر من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي ، وأما ما ستقبل به إسرائيل من رفع للحصار ، فهو سيأتي في سياق جديد ظاهره إنهاء الحصار ، ولكن حقيقته إعادة إنتاج الحصار بمباركة وقبول فلسطيني ، يعفى المحتل من مسؤولياته المباشرة عن القطاع ، فإسرائيل توقع اتفاقاً بيد وتنسفه باليد الأخرى  .

فجرائم الاحتلال والتي يطول حصرها ، وكان من أبرزها ، اختطاف وحرق الطفل محمد أبو خضير حتى الموت ، الصيف الماضي ، والتي كانت الشرارة ﻹندﻻع المواجهات ، واستغلتها إسرائيل ذريعة لشن عدوان على قطاع غزة في صيف 2014 ، وقيام عصابات المستوطنين الإجرامية بحرق عائلة الرضيع على دوابشة ، ستقسط هي وغيرها أي اتفاق تهدئة أو هدنة ، وستدفع كافة القوى الفلسطينية ، إما الإذعان لعنجهية الاحتلال وعصابات المستوطنين الفاشية ، أو الانخراط في جوﻻت  ومواجهات أخرى  .

ويكمن الحل في استعادة الوحدة الوطنية ، وإعادة بنائها على أسس راسخة وثابتة ، تضع مصالح الشعب الفلسطيني ، فوق جميع اعتبارات الفصائل ، ومصالح اﻷفراد ، ضمن إستراتيجية تتبنى تعزيز صمود المواطن في الوطن المحتل ، وإيلاء اهتمام أكبر بمعاناة الفلسطينيين في المنافي ،  وإطلاق الحريات العامة وعدم تقييدها ، وإعادة بناء المؤسسات على أسس ديمقراطية ، والتداول السلمي للسلطة ، ونبذ سياسة التفرد والاحتكار ، ومكافحة ومحاربة الفقر والبطالة ، إستراتيجية تزاوج بين اﻹرادة والإدارة في إدارة مقدرات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ، إرادة وطنية تعمل على إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب من ممارسة كافة الحقوق المشروعة في الحرية والعودة والدولة ، وإلى مراجعة شاملة لتجارب الماضي ، وليس النوم في العسل ، والعيش في اﻷوهام .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف