الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اسباب غياب القدس في الاعلام العربي ؟ بقلم:د.حنا عيسى

تاريخ النشر : 2015-08-12
اسباب  غياب القدس في الاعلام العربي ؟ بقلم:د.حنا عيسى
  اسباب  غياب القدس في الاعلام العربي ؟
بقلم:د.حنا عيسى – استاذ القانون الدولي

الإعلام  هو السلطة الرابعة، وهو منبر القوي والضعيف، وصوت من لا صوت له، وأداة حرب وسلم في وقت واحد، وهو سلاح نصرة الشعوب، وسلاح هلاكها، أحياناً يعلي الحق وأخرى بوق الظلم والذل، ومن أهمية الاعلام تعددت أنواعه وتنوعت أساليبه.

وما القدس إلا قضية من قضايا الإعلام، يركز عليها تارةً ويهملها تارةً أخرى، يبرز معاناتها وهول فجيعتها، يصور الذل والمهانة لأبناء شعبها، ينقل صرخات الله اكبر من على مساجدها، وترانيم أجراس كنائسها، هي حلقة من حلقاته، وبرنامج من برامجه، وخبر عاجل على أوراق صحفه ومواقعه.

قضية جيل قادم وجيل اندثر، قضية خضرمت بنكبتها ونكستها واحتلال أرضها وهجرة أهلها ونسيانها أخيراً، قضية نتذكرها في موعد نشرة الأخبار وننساها في نهايته، نبكى عند مشهد اقتحام الأقصى ونبتسم وكأن شيئاً لم يكن، القدس قضية جيل، ودين وشعب وأرض.

القدس، والإعلام ... مفردتان على قدر كبير من الأهمية والخطورة؛ فقد كانت القدس، على مرّ التاريخ، قطب الرحى، ومبعث الحرب والسلام، كيفما تكن حالها، تنعكس على حال الدنيا بأسرها. وكذلك الإعلام؛ له من الأهمية والخطورة ما يجعله أهلاً لاهتمامنا، وموضوعاً لدراستنا وبحثنا، حيث يقال: إن الكلمة كالرصاصة يمكن أن تقتل، كما أنها متى خرجت لا يمكن استعادتها ثانية.

إن المتابع لوسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، المسموعة منها والمرئية والمقروءة، ليلحظ بوضوح، غياب القدس وأخبارها وقضاياها، بصفتها قضية جوهرية، فنرى الفضائيات العربية والتي تحظى بشهرة واسعة ومشاهدة عالية تتناقل البرامج الغنائية والمسلسلات التركية ومشاهد الفكاهه حتى أصبح مسلسل معين ومجريات أحداثه حديث العائلة وقضية العصر، وبالعودة لقضية القدس نراها تحتل خبراً لا يتعدى دقائق قليلة في أفضل الأحوال لنجد شعب عربي لا يعلم عن القدس إلا إسمها؟.

فلماذا غابت القدس عن الساحة الإعلامية؟ هل كان ذلك بسبب عدم وجود أخبار وأحداث تستحق أن تذكر؟ أم بسبب بعدها الجغرافي واحتجابها بحيث لم يعد أمرها يعنينا كثيراً؟! أم بسبب وجود قضايا أكثر أهمية منها!!! ولا سيما الإقليمية، وقضايا التنمية المستدامة وأسواق المال، والمباريات والمسابقات، كأنهم لا يدركون دور القضية الفلسطينية، والقدس جزء منها، في تشكيل الخارطة الوجودية للمنطقة بأسرها من حيث السياسة والاقتصاد والأمن والاستقرار، وغير ذلك مما يخطر ببالهم أو يعزب عنه!. في القدس تجري كل يوم أحداث مهمة كثيرة، ويكفي ما يتعرض له سكانها من تهجير وهدم لبيوتهم، حيث أصبح الاحتلال يسلم إخطارات بالهدم لأحياء كاملة بدلاً من أن يهدم بيتاً هنا وآخر هناك. والقدس ليست بعيدة عنا، إلا إذا كان ما قاله إميل حبيبي صحيحاً من أن "القمر أصبح أقرب إلينا من تينتنا القمراء". ولندن أقرب إلينا من القدس. فليس هناك ما هو أهم من العاصمة الدينية والسياسية التي تهود صباح مساء دون أن يحرك العرب ساكناً. إن الجريمة التي ارتكبت بحق فلسطين وشعبها، وبحق المدينة المقدسة لجديرة بأن تظل فعالة تحرك النظام والمواطن على حد سواء، وتستصرخ الأمة صباح مساء حتى يتم تحريرهما، فإذا بدر ما يسترعي الانتباه ويستوجب الاهتمام أعطي حقه، ولكن ليس على حساب القضية.

أسباب غياب القدس في الاعلام العربي:

1-    عدم وجود التخطيط الصحيح:

إن تحديد الأهداف خطوة ضرورية في نجاح أي عمل أو مشروع، لذلك يجب وضع أهدف واضحة وخطط ممنهجة ومتسلسلة لوسائل الإعلام العربية، الحكومية منها والخاصة، ويجب كذلك، أن تتم متابعة الالتزام بتحقيق هذه الأهداف والخطط والعمل على تطويرها باستمرار. وكي نتمكن من إنجاز ذلك فعلاً، وكي تكون القدس على رأس أولويات الأنشطة والبرامج المختلفة، إخبارية وثقافية وحتى ترفيهية، حيث إن القدس مدينة سياحية عالمية، فإن ذلك يقتضي إنشاء بنك للمعومات تحشد فيه كل المعارف المتصلة بالقدس، مما يمكن أن نطلق عليه إسم "موسوعة القدس" أو بنك معلومات القدس"، كما نقترح تخصيص جوائز لأبحاث موجهة تدور حول القدس، أومقاعد وبعثات دراسية للغرض نفسه.

2-    الاهتمام بتبعات الأمور:

أصبح العالم العربي بشعوبه وحكوماته يهتم باثار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة، وتم نسيان أو تناسي القضية الجوهرية واحتلال الأرض الفلسطينية وتهويد القدس الشريف، حيث أصبح الشغل الشاغل للأنظمة العربية وشعوبها إرسال القوافل الغذائية والمساعدات الإنسانية وجمع التبرعات لإعادة إعمار المدن والقرى، دون الالتفات لوضع هدف بتحرير الأرض وإعادة الاجئين إلى بيوتهم ومنازلهم، ومن هذه السياسة المتبعة أصبح الإعلام العربي من مسموع ومرئي ومكتوب بوقاً لنقل ونشر أخبار المساعدات والقوافل بأخبار سريعة لا تتعدى دقائق معدودة.

3-     تأثير الآلة الإعلامية المعادية:

إن المتابع للنشاط الصهيوني التهويدي في القدس، يلاحظ أنه قبل الإقدام على أي عمل كبير، مثل هدم حي سكني،  تعمد اسرائيل إلى القيام بفعل ما، كعملية اقتحام لإحدى المدن مثلا، ليشغل العالم ـ المشغول أصلا ـ عن الجريمة التي يقوم بها. وهذا يستدعي أن يكون لمؤسساتنا الإعلامية عيوناً خلف رأسها أيضاً، لترى ما يجري أمامها وخلفها كذلك، وتعطي كل حدث حقه من التغطية دون أن يطغى أحدها على الآخر.

4-    الانقسام الفلسطيني والتعصب الحزبي:

للانقسام الداخلي الفلسطيني، والتعصب الحزبي الذي يعصف مؤخراً بالشعب الفلسطيني، وما يرافقه من مؤتمرات ونقاشات وخلافات، وما لها من أثر في كل تفصيل في حياة الفلسطيني، ليصبح الإنقسام وأخباره، وتصريحات قادة حزب هذا وحزب ذاك، وجبات دسمة لوسائل الإعلام، تأخد من حيزها على حساب القضية وأصحاب القضية، وبالتالي تأخذ اخبار الاحزاب من حصة القدس وتهويدها، وهو ما يخدم بالنهاية دولة الاحتلال حيث قدمنا للعالم ما يلهيهم ويبعدهم عن القدس وما يجري فيها من تهويد وتهجير واحتلال.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف