الأخبار
رابطة الدوري الإسباني تعلن مواعيد الجولة الأولى من الموسم الجديدكم بلغت أرباح الهلال بعد وداع مونديال الأندية؟نجوم الرياضة يودعون ديوغو جوتا في مراسم مهيبة وأجواء حزينةلماذا تظهر الآن بوادر صفقة بين حماس وإسرائيل؟ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.338الرئيس الأمريكي.. وتحدي القضاء الإسرائيليتأثير العوامل النفسية على البشرةالاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل ينبعث الدخان السوري الأبيض من سماء مسقط ..؟بقلم: ميشيل كلاغاصي

تاريخ النشر : 2015-08-10
هل ينبعث الدخان السوري الأبيض من سماء مسقط ..؟

منذ بدء الحرب على سورية , دأب ساسة العالم و أصحاب الرأي و المواقف , دولا ً كانوا أم منظمات و هيئات أممية دولية , و رؤوساء و قادة و شخصيات , على ترديد و تكرار عبارة " الحل السياسي " , و لم ينفكوا عن إطلاقها حتى اليوم .
فيما تتابع سجلات الحرب الميدانية تسطير يومياتها الدامية, و فظائعها و التي لم يعرف العالم مثيلا ً لها.
إذ لم يصدق مطلقوها يوما ً, و ما كانوا جادين ولو للحظة ٍ واحدة, فبقي الحل السياسي شماعة ً للجميع, و تعبيرا ً يوميا ً مخادعا ً, فيما يراقب الشعب السوري أفواه مطلقيها, و يرون ما ترتكبه أيديهم.
لقد وصل النفاق و الخداع السياسي إلى حد استصدار مجلس الأمن قرارات أجمع العالم عليها, تقضي بمحاربة الإرهاب ووقف تمويله و تجفيف مصادره, و السعي باتجاه الحل السياسي, لكنها بقيت حبرا ً على ورق.
استمرت الحرب و تصاعد تهديد الإرهاب , و بدأ يرتد على أصحابه و داعميه , بالتزامن مع صمود الدولة السورية , فشعر البعض بالخطر , و ذاق بعضهم الاّخر لسعاته , فانكفأ البعض و أجبرت بطولات الجيش العربي السوري البعض الاّخر على التراجع , فيما حافظ " الحل السياسي " على بريقه المزيف و حضوره , مع احتفاظه بعشرات التفاسير و المعاني و السبل .
إن المتغيرات الكبيرة التي حدثت خلال العامين الأخيرين للحرب و المفاصل الهامة التي تحققت على الأرض , فرضت واقعا ً سياسيا ً جديدا ً لجهة تقارب و توحيد المعنى الحقيقي للحل السياسي لدى أغلب الدول , فيما بقيت الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل و تركيا  تتصدر فريق الحرب على سورية .
لقد جاء النصف الثاني من عام 2015 ليحمل إلى العالم نبأ توقيع الإنفاق النووي الإيراني – الأممي ,  و غرق الوالي العثماني المريض في أوحال أحلامه بقضم و ضم مدينة حلب , و اشتعال الداخل التركي الرافض لسياسته , و بالضربات الإرهابية الموجعة للجيش و الشعب التركي .
مفاصل ٌ هامة و معارك ٌ ضارية لم تتوقف عند حدود أوكرانيا و بحر الصين الجنوبي , انتصر فيها محور المقاومة و فرض ضغطا ً رهيبا ً على الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها , مما جعلهم أكثر قربا ً من الحل السياسي الحقيقي .
و مع عدم جدوى استمرار الحرب على سورية , و انعدام أفق إسقاطها , و سرعة تحرك جيشها نحو الحسم , ووقوع تركيا و السعودية في الأفخاخ القاتلة .. تغير الحال و أصبح لا بد من التقدم على مسار " الحل السياسي ".
فبدأ الحراك السياسي و شهدت المنطقة تحركات و لقاءات و مشاورات و مساومات و عروض تبلورت في مبادرات هامة أطلقها كل من روسيا و إيران على حدة .
و على الرغم من توتر الأجواء و تعارض و تصادم و تضاد التصريحات الرسمية الروسية مع نظيرتها الأمريكية , إلا ّ أن السوريون شعروا ببارقة أمل في حل الأزمة خاصة ً بعد الدعوة العمانية للوزير المعلم لزيارة مسقط و اللقاء بالسلطان قابوس و الوزير يوسف بن علوي , و عينهم على تصاعد الخان الأبيض في سماء السلطنة .. إذ يعلم السوريون و غيرهم مصداقية السلطنة و مواقفها الإيجابية من جميع الأطراف , و أنها الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تقطع علاقاتها مع الدولة السورية , و التي وقفت على الحياد بحكمة ٍ و ذكاء و شجاعة , انطلاقا ً من ثوابتها سياساتها المعروفة , بالإضافة إلى ثقة العالم باتزان مواقفها دون أن ينسى العالم دورها في تحضير الإتفاق النووي في مطابخها و الإعلان عنه من منابرها , و لقدرتها على جمع كل الأطراف و لعب الدور المناسب لإنهاء الحرب السعودية – اليمنية .
و بالرغم من اختلاف المبادرتين الروسية و الإيرانية , إلا ّ أنهما يسعيان و بصدق لمساعدة الشعب السوري , ووضع النهاية للحرب على سورية .
إذ ترافقت المبادرة الروسية بصفة " المعجزة " إذ سعت إلى تشكيل تحالف رباعي يضم سورية , السعودية , تركيا , و الأردن لمحاربة داعش , عبر تجاوز الخلافات السياسية فيما بينها و خصوصا ً الخلافات السورية – السعودية , و تدعو إلى مناقشة الحل السياسي بين المعارضة و الحكومة السورية , بعد توقف الأعمال العسكرية و أتمام القضاء على الإرهاب في سورية , و تعتبر هذه المناقشات من أساسيات الحوار السوري – السوري , و تضمن بذلك الوزن الحقيقي لكلا الطرفين في الشارع السوري , و تحتفظ الدولة الروسية بمفاتيح الأبواب التي يعتقد الكثيرون أنها لن تُفتح .. بعيدا ً عن الإعلام , لتضمن تجاوز الخلافات , بعدما أجرت العديد من اللقاءات و المشاورات مع كل الأطراف و التي سوف تستكملها الأسبوع القادم في روسيا مع أطياف من المعارضة السورية .
في حين تبدو البنود الأربعة المعلنة للمبادرة الإيرانية المعدّلة قادرة على سحب كل الذرائع من كل الأطراف, و إعطاء الفرصة و الأمل بالنجاح للجميع, خاصة ً بعد المشاورات و المناقشات التي أجرتها مع تركيا و قطر و مصر و فرنسا و الولايات المتحدة.. إذ تسعى المبادرة لمساعدة الشعب السوري بإشراف ٍ أممي , و تقوم على الوقف الفوري لإطلاق النار , و تشكيل حكومة وطنية , و إعادة تعديل الدستور بما يتوافق وطمأنة المجموعات الإثنية و الطائفية في سورية , و من ثم إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين .
و من الواضح أن كلا المبادرتين تؤكدان وقوف روسيا و إيران على مسافة ٍ واحدة من جميع أطياف الشعب السوري , و نواياهما الصادقة تجاهه , على الرغم من الصعوبة الظاهرية في تطبيقهما , إلا ّ أنهما يتحركان بدافع ٍ أخلاقي ٍ لطالما تحلّت سياساتهما به .
أما الولايات المتحدة الأمريكية ..........
فقد سعت لإشاعة الفوضى في العالم , و أربكت كل الدول , و استثمرت في الإرهاب و لا تزال تعتمده طريقة ً لتحقيق مصالحها و الفوز بما لم تستطيعه في الميدان في سورية , عبر سياسة لا أخلاقية أصبح يعرفها القاصي و الداني , و لم يعد يخفى على أحد سعيها لاستمرار الحرب , إلا ّ بعد أن تضمن ما يلي :
1- عدم إعطاء الرئيس بشار الأسد فرصة الفوز و الانتصار .
2- تحويل الدولة السورية إلى صيغة مشابهة للدولة اللبنانية , و تحافظ على وجود طرفين متنازعين متناقضين , تصبح معهما سورية القادمة دولة ً عاجزة ً عن إتخاذ المواقف الكبرى داخليا ً و إقليميا ً , و ينحصر الصراع السياسي فيها على السلطة و الفوز بالحقائب الوزارية السيادية في كل دورة ٍ انتخابية .
3- الدفع بعملائها إلى داخل الجسد الحكومي السوري , و سيطرتها على القرار السياسي السوري , و التحكم به من بعيد .
4- تعديل الدستور بما يكفل و يضمن تغيير عقيدة الجيش العربي السوري, و نزع صفة المقاومة عن الدولة السورية, و فتح الطرق لفك ارتباطها مع الدولة الإيرانية و المقاومة اللبنانية و المقاومة الفلسطينية, تمهيدا ً لتصفية القضية الفلسطينية و إلى الأبد.
تقدر الحكومة السورية جهود أصدقائها و حلفائها الساعين لوقف الحرب, و إيجاد الحلول السياسية التي يرضى بها السوريون أنفسهم, إذ تبقى للشعب السوري كلمته.. و أن أي مبادرة لا تراعي الواقع الميداني و انتصار الدولة السورية سيبقى قاصرا ً , فالمنتصر هو من يفرض شروطه , و لا يقبل السوريون أي حل يجرد سورية من هويتها و خصوصيتها العربية و القومية و الوطنية الأخلاقية , و لن يرض بأي حل ٍ يسيء إلى سورية التاريخ و الحضارة و الرسالة .
فمن قدّم شلال الدماء من أجلها و كرمى لعيونها , و دفع مهرها .. لن يرض لها إلا ّ أغلى و أجمل الأثواب في يوم زفافها و انتصارها.
المهندس : ميشيل كلاغاصي
782015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف