الأخبار
(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزة
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اليهود بلا (قرون) بقلم:بشرى الهلالي

تاريخ النشر : 2015-08-09
اليهود بلا (قرون) بقلم:بشرى الهلالي
اليهود بلا (قرون)

بشرى الهلالي

في طريق عودتي، صادف ان يجاور مقعدي في الطائرة، عائلة مكونة من الام و فتاتين وصبي غط في نوم عميق لحظة الاقلاع. جلست اصغر الفتيات الى جانبي، طفلة جميلة في الحادية عشرة من عمرها.  وبرغم ان امها حذرتني من ثرثرتها، الا ان ثلاث عشرة ساعة كانت كافية لنتشارك انا والصغيرة، الحديث والطعام والغطاء، عرفت منها ان عائلتها تستقر في اميركا، وهم في طريقهم الى عمان لزيارة والدهم الذي يعمل هناك. توقعت ان تكون الفتاة فلسطينية الاصل، كما هو شأن الكثيرمن الاردنيين، وبعد ثلاث ساعات، استيقظ اخوها الاصغر، فنادته والدته باسمه الذي عرفت من خلاله ان العائلة يهودية. لااعرف لماذا ارتجف قلبي، وتذكرت كل مشاعر البغض التي نحملها لليهود واسرائيل، وكل ماسمعناه في صغرنا، فهل يعقل ان هذه الفتاة اللطيفة هي (عدوتي)، وهي (بلا قرون)؟

قبل أيام، أنهيت قراءة كتاب عن يهود العراق، عرفت من خلاله اسماء العديد من الشخصيات اليهودية العراقية اللامعة التي كان لها دور كبير في بناء الدولة العراقية في 1921 وماتلا ذلك، حتى ان تهجير العقول العراقية اليهودية ترك فراغا كبيرا على الساحة في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والفنية.
لن أستغرب إن فكر البعض بأني اكتب للدفاع عن اليهود، وربما (يشطح) ذهن البعض ليظن اني عميلة اسرائيلية وتسلمت مالا للكتابة عنهم، لأننا اعتدنا ان نكره من دون تفكير، ان ترتجف قلوبنا، لمجرد ذكر اعدائنا، وان لم يكونوا كلهم أعداء. فالمتابع للاحداث يعرف بأن معظم اليهود العراقيين في اسرائيل يشكلون المعارضة للحكومة والصهيونية، وان تظاهرات واسعة اندلعت في اسرائيل ضد اميركا في العام2003، كما ان الكثير منهم هجر اسرائيل الى دول اخرى وظلت عيون البعض ترنو الى العراق.

وماالذي أثار هذا الحديث؟ قبل ايام زرت (صديقة العمر) التي تربطني واياها علاقة عميقة تزيد على عشرين عاماً، جمعتنا فيها مواقف فرح وحزن، وكانت كل منا سندا للاخر . وصديقتي، كالكثير من العراقيين، شهدت ظروف البلد في السنوات الاخيرة، والتي تركت تأثيرها عليها فتغيرت مفاهيمها وآمنت بالحكمة العراقية الجديدة (من ليس معي فهو ضدي)، فصار الدين هو معيارها في الحكم على الناس والامور، والدين في زمننا هذا لم يعد مسألة (ايمان) او حتى صلاة أو صيام، بل مظهر وسلوك وتبعية عمياء للطائفة. وهكذا صار امراً طبيعياً ان نسمع ان والد فتاة اعرفها رفض زواجها من (شيعي) مفضلا ان يزوج ابنته ليهودي، وان ترفض سيدة زواج ابنتها من (سني)، فهذا ب (قرون)، وذاك ب(ذيل) وتلك (شروكية)
وهكذا،
ضيعنا الانسان!!
يذكرني كل هذا بمقولة الكفار في بعض الافلام الدينية (مال هذا الدين وقد جاء ليفرق الابن عن ابيه والرجل عن زوجته)، والغريب ان هذه المقولة عمرها اربعة عشر قرناً، ومازال الدين، الذي جاء للهداية والحب والسلام، سببا في التفرقة. وبالطبع ليس الخلل في الدين، بل في عقولنا التي مازالت تحمل خيالات مريضة عن بشر ب (ذيول) و (قرون)، مهملة الجانب الانساني فيهم.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف