
بيلدربيرغ أو حكومة الظلّ العالميّة
منجي بـــــاكير / كاتب صحفي - تونس
أوّلا دعنا نتّفق أنّ الإستعمار / الإستخراب الجديد و الذي يتحكّم في كلّ مجريات الدّول و الشّعوب المستهدفة لم يعد بتلك الصّفة الكلاسيكيّة التي تعتمد الوجود المكثّف للآلة العسكريّة و التعبئة المهولة للجنود ، هذا من زمان تطوّر ليعتمد أساليب و مظاهر أخرى تمشّيا و مزامنة مع التطوّر التكنولوجي ، أيضا و في نفس السّياق لم تعد دولا تستعمر أخرى بل أصبح الفعل الإستعماري و السّيطرة على منابع الثور ة و تطويع السياسات الدّاخليّة و الخارجيّة و ما يتطلّب ذلك من لوجستيات تحكّم ، كلّ هذا صار من مهامّ – الشركات العالميّة العابرة للقارّات – التي يديرها رأس المال و يمتلكها أعتى أباطرة المال و الأعمال في هذا العالم .
و لهذا أصبح حال العالم اليوم على ما هو عليه من مؤامرات تحاك و انقلابات تُصنع و حروب تُشعل و فصائل مسلّحة و جيوش تُزرع زرعا حسب خارطة الثروات ومكانة استراتيجيّة الدّول و كذلك استباقا لاستفاقة أيّ شعب و قطعا لكلّ صحوة دينيّة قد تكون – معادية – للقيم و السلوكيّات و الثقافة التي يريدها لشعوب العالم (كلّها) سَدنة و مموّلو و صائغو ما يسمّى بالنّظام العالمي الجديد ...
لكـن من يقوم على هذا، وكيف و أين وما هي العقيدة التي يتبناّها هؤلاء الفاعلون ؟
ببساطة كبيرة و تقريبا للأذهان فإنّ من يقوم بقيادة العالم فعليّا اليوم و يتحكّم تقريبا في كلّ مجريات الأمور على وجه الكرة الأرضيّة – آنيّا - هو ما يُعرف بمجموعة ((مؤتمر بيلدربيرغ )) أو ما تُعرف اصطلاحا عُرفيّا بحكومة العالم الخفيّة .
مؤتمر بيلدر بيرغ : هو مؤتمر سنوي غير رسمي ، يحضره قرابة 150 فردا من أكابر رجالات السياسة و الأعمال و البنوك الأكثر تنفّذا في العالم و رؤساء الشركات الدوليّة ، و قد كانت أوّل نشأته في العام 1954في هولندا ، أمّا إجتماعاته فهي مطلقة السريّة و التكتّم ، بالغة التشدّد لحصريّة الحضور على الأعضاء و بعيدا جدّا عن أعين الإعلام بكلّ أنواعه ، ناهيك أنّ اكتشاف أمر هذا المنتدى كان فقط بعد مرور10 دورات من بعد تأسيسه .
يُذكر أنّ الأب الروحي لذا المنتدى هو القسّيس الكاثوليكي – جوزيف ريتنجر – الذي اتّهِم أثناء الحرب العالميّة الثانية بأنّه كان جاسوس الفاتيكان ، ريتجر هذا سعى في وقت سابق بدعم مخابراتي و مالي أمريكي لتكوين اللجنة الأمريكيّة من من أجل أوروبا الموحّدة ،،، لكنّه استقال و بعث نواة هذا المنتدى ..
أهداف المؤتمر : تبقى الأهداف الحقيقيّة خافية ، غير أنّ بعض المتخصّصين الإستقصائيين و باعتمادهم على بعض الوثائق القديمة المسرّبة يحصرون أهداف هذا النادي العالمي في إقناع الزعماء بالقضايا العالميّة المطروحة على قياسات مرجعيّتهم ، و التلاعب بالرأي العام العالمي لتوجيهه و دفعه للقبول بالمفاهيم و النشاطات التي تتبنّاها منظمة حلف الأطلسي ،، كما رأى بعض المتابعين فيها جنيناً لحكومة عالميّة متخصّصة بالقرارات السياسيّة الكبرى ، كذلك الإقتصاديّة و العسكريّة و خصوصا الثقافيّة . أو بمعنى أدقّ فأهداف هذه المجموعة كما يلخّصها الصحافي دانيال ستولين هي مشروع حكومة واحدة و سوق واحدة و جيش واحد للعالم كلّه مموّلين من قبل بنك مركزي عالمي يستخدم عُملة موحّدة عالميّا ...
وبذلك يمكن لها أن تبسط سيطرة مركزيّة على سكان العالم من خلال ما يسمّى ( السيطرة على العقول ) أو بمعنى أوضح – السيطرة على الرأي العام - .
كما تسعى لخلق هيكليّة إجتماعيّة بديلة في نظامها العالمي الجديد لا وجود للديمقراطيّة فيها ولا للطبقة الوسطى ، فقط ينقسم المجتمع إلى عبيد و أسياد .
و حتّى يتحقّق هذا لابد حسب أدبيّات هذه المجموعة من زرع الفتن و استثارة الحروب هنا و هناك و تصنيع الأزمات و خلق بؤر التوتّر و افتعال الإنقلابات ، كما تسعى إلى السيطرة المطلقة على السياسات المحليّة و العالميّة و التحكّم في المناهج التعليميّة و الثقافيّة و فرض تشريع عالمي موحّد يحرسه و يسهر على تنفيذه عالميّا جيش الناتو .
طبعا أعضاء هذا المؤتمر كما أسلفنا القول هم من أباطرة المال و الأعمال على غرار هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ، جيمس وولفنسون الرئيس السابق للبنك الدولي ، إريك شميدث الرئيس التنفيذي لقوقل و راني منتون بيدويس رئيس تحرير – ذي إيكونوميست – و غيرهم ...
منجي بـــــاكير / كاتب صحفي - تونس
أوّلا دعنا نتّفق أنّ الإستعمار / الإستخراب الجديد و الذي يتحكّم في كلّ مجريات الدّول و الشّعوب المستهدفة لم يعد بتلك الصّفة الكلاسيكيّة التي تعتمد الوجود المكثّف للآلة العسكريّة و التعبئة المهولة للجنود ، هذا من زمان تطوّر ليعتمد أساليب و مظاهر أخرى تمشّيا و مزامنة مع التطوّر التكنولوجي ، أيضا و في نفس السّياق لم تعد دولا تستعمر أخرى بل أصبح الفعل الإستعماري و السّيطرة على منابع الثور ة و تطويع السياسات الدّاخليّة و الخارجيّة و ما يتطلّب ذلك من لوجستيات تحكّم ، كلّ هذا صار من مهامّ – الشركات العالميّة العابرة للقارّات – التي يديرها رأس المال و يمتلكها أعتى أباطرة المال و الأعمال في هذا العالم .
و لهذا أصبح حال العالم اليوم على ما هو عليه من مؤامرات تحاك و انقلابات تُصنع و حروب تُشعل و فصائل مسلّحة و جيوش تُزرع زرعا حسب خارطة الثروات ومكانة استراتيجيّة الدّول و كذلك استباقا لاستفاقة أيّ شعب و قطعا لكلّ صحوة دينيّة قد تكون – معادية – للقيم و السلوكيّات و الثقافة التي يريدها لشعوب العالم (كلّها) سَدنة و مموّلو و صائغو ما يسمّى بالنّظام العالمي الجديد ...
لكـن من يقوم على هذا، وكيف و أين وما هي العقيدة التي يتبناّها هؤلاء الفاعلون ؟
ببساطة كبيرة و تقريبا للأذهان فإنّ من يقوم بقيادة العالم فعليّا اليوم و يتحكّم تقريبا في كلّ مجريات الأمور على وجه الكرة الأرضيّة – آنيّا - هو ما يُعرف بمجموعة ((مؤتمر بيلدربيرغ )) أو ما تُعرف اصطلاحا عُرفيّا بحكومة العالم الخفيّة .
مؤتمر بيلدر بيرغ : هو مؤتمر سنوي غير رسمي ، يحضره قرابة 150 فردا من أكابر رجالات السياسة و الأعمال و البنوك الأكثر تنفّذا في العالم و رؤساء الشركات الدوليّة ، و قد كانت أوّل نشأته في العام 1954في هولندا ، أمّا إجتماعاته فهي مطلقة السريّة و التكتّم ، بالغة التشدّد لحصريّة الحضور على الأعضاء و بعيدا جدّا عن أعين الإعلام بكلّ أنواعه ، ناهيك أنّ اكتشاف أمر هذا المنتدى كان فقط بعد مرور10 دورات من بعد تأسيسه .
يُذكر أنّ الأب الروحي لذا المنتدى هو القسّيس الكاثوليكي – جوزيف ريتنجر – الذي اتّهِم أثناء الحرب العالميّة الثانية بأنّه كان جاسوس الفاتيكان ، ريتجر هذا سعى في وقت سابق بدعم مخابراتي و مالي أمريكي لتكوين اللجنة الأمريكيّة من من أجل أوروبا الموحّدة ،،، لكنّه استقال و بعث نواة هذا المنتدى ..
أهداف المؤتمر : تبقى الأهداف الحقيقيّة خافية ، غير أنّ بعض المتخصّصين الإستقصائيين و باعتمادهم على بعض الوثائق القديمة المسرّبة يحصرون أهداف هذا النادي العالمي في إقناع الزعماء بالقضايا العالميّة المطروحة على قياسات مرجعيّتهم ، و التلاعب بالرأي العام العالمي لتوجيهه و دفعه للقبول بالمفاهيم و النشاطات التي تتبنّاها منظمة حلف الأطلسي ،، كما رأى بعض المتابعين فيها جنيناً لحكومة عالميّة متخصّصة بالقرارات السياسيّة الكبرى ، كذلك الإقتصاديّة و العسكريّة و خصوصا الثقافيّة . أو بمعنى أدقّ فأهداف هذه المجموعة كما يلخّصها الصحافي دانيال ستولين هي مشروع حكومة واحدة و سوق واحدة و جيش واحد للعالم كلّه مموّلين من قبل بنك مركزي عالمي يستخدم عُملة موحّدة عالميّا ...
وبذلك يمكن لها أن تبسط سيطرة مركزيّة على سكان العالم من خلال ما يسمّى ( السيطرة على العقول ) أو بمعنى أوضح – السيطرة على الرأي العام - .
كما تسعى لخلق هيكليّة إجتماعيّة بديلة في نظامها العالمي الجديد لا وجود للديمقراطيّة فيها ولا للطبقة الوسطى ، فقط ينقسم المجتمع إلى عبيد و أسياد .
و حتّى يتحقّق هذا لابد حسب أدبيّات هذه المجموعة من زرع الفتن و استثارة الحروب هنا و هناك و تصنيع الأزمات و خلق بؤر التوتّر و افتعال الإنقلابات ، كما تسعى إلى السيطرة المطلقة على السياسات المحليّة و العالميّة و التحكّم في المناهج التعليميّة و الثقافيّة و فرض تشريع عالمي موحّد يحرسه و يسهر على تنفيذه عالميّا جيش الناتو .
طبعا أعضاء هذا المؤتمر كما أسلفنا القول هم من أباطرة المال و الأعمال على غرار هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ، جيمس وولفنسون الرئيس السابق للبنك الدولي ، إريك شميدث الرئيس التنفيذي لقوقل و راني منتون بيدويس رئيس تحرير – ذي إيكونوميست – و غيرهم ...