عراة بلاء حياء أمام علي دوابشة.....!!!!
حين تفشل دعوة الفصائل الفلسطينية ليوم نفير واحتجاج شامل لأجل القدس أو احتجاجا على جريمة اسرائيلية كالتي حصلت لعائلة الدوابشة أو تكون الاستجابة الشعبية الجماهيرية ضعيفة فأننا أمام ثلاثة خيارات لفهم واقع حال الفصائل الفلسطينية.
إما أن الفصائل الفلسطينية كلها وبدون إستثناء يمينها ويسارها ووسطها صارت فصائل ضيقة بضيق مصالحا الحزبية لم تعد القدس ولا الاستطيان ولا حتى قضية اللاجئين المشردين المهجرين ألف هجرة بعد الهجرة الأولى ضمن حساباتهم أو على جدول أعمالهم العاجل بمعنى أنتقلنا من المقاومة الوطنية أو الإسلامية إلى المقاولات الحزبية أو الفئوية وبالتالي تكون الدعوة للتظاهر دعوة للاستهلاك الاعلامي والسياسي.
أو أن الفصائل الفلسطينية أصبحت أجساما بيروقراطية تزدحم بالمنتفعين والموظفين الذين ترتطم أقصى طموحاتهم أو ما تبقى من حسهم الثوري بالحرص المجنون على الراتب أو المنصب الكرتوني الوهمي أو ما نالوه من فتات الوطن الممزق النازف.
أو لربما يكون السبب أن الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره سئم أحزابه وفصائله التي ذهبت بعيدا تلهث وراء مصالحها وتنفذ أجندة لا تنسجم مع الفلسطيني إنسانا ووطنا وهما وحلما لدرجة أن قرار الحرب والسلم لم يعد قرارا فلسطينيا يعبر وينسجم مع تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني.
للأسف الشديد كشفت أحداث القدس وإعتداءات المستوطنين على المقدسات الإسلامية والمسيحية وخصوصا المسجد الأقصى والجريمة البشعة ضد عائلة الدوابشة كشفت عجز القوى الفلسطينية سواء تلك التي تكدس ملفات وأوراق المفاوضات أو تلك التي تراكم الأسلحة فهي لم تعد راغبة أو على الأقل هي لا تريد أن تفعل فعلا بالشكل الذي لا يتناسب مع شكلها الجديد ومع ما تراه أولوية أو ضرورة....
لقد كان للفلسطينيين في تاريخ صراعهم عبر ودروس تؤكد لنا أن الفصائل الفلسطينية تعاملت مع فلسطين وثورتها بمنظور حزبي غير شامل ففي كل مرة خاض فيه الفلسطينيون صراعا أو حربا مع الإسرائيليين كان فصيل ما في الخلف يرسم خيوط المواجهة بعيدا عن الكل الفلسطيني فقد خاضت فتح مواجهات شرسة مع الاحتلال كان أبرزها في أعوام 1987 و2000 حين وجدت نفسها في مأزق أو حاجة سياسية وعمدت لوقف المواجهة دون تحقيق أي من الأهداف الفلسطينية الجمعية كالعودة أو وقف الإستطيان وكذلك خاضت حماس ثلاثة حروب طاحنة مع إسرائيل كانت في كل مرة شرارتها تتراوح بين رد فعل على هجمات إسرائيلية على أهداف تابعة لحركة حماس أو أزمات داخلية تلم بالحركة ومشروعها وعمدت هي أيضا لوقف الحرب في كل مرة دون تحقيق أي من الأهداف الفلسطينية الجمعية كتحرير القدس أو وقف الإستطيان أو رفع حصار. وكذلك ينسحب الأمر على اليسار الفلسطيني فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على سبيل المثال لا الحصر نفذت عملية بطولية قتلت فيها وزيرا إسرائيليا حين اغتال الأمن الإسرائيلي أمنيها العام أبو علي مصطفى ثم عادت الجبهة لبيروقراطية المكاتب تنتظر ما تفرضه فتح وحماس من فعل على الشارع الفلسطيني.
لقد كان واضحا وجليا أن الفلسطينيين في مشوارهم التحرري يعملون وفقا لمشاريع تحررية قاصرة غير كاملة ولا حتى متكاملة فأصبح كل فصيل فلسطيني وطن داخل الوطن ومشروعا ثوريا داخل الثورة دون أن ينجح الفلسطينيون ولو لمرة واحدة في تبني مشروع تحرري وطني تكاملي شامل جامع لا أدري أكان ذلك طوعا أو كرها.
ومن الجدير بالذكر هنا أنه قد لا تكون الفصائل جميعها مسؤولة عن هذا التشرذم الثوري أو أنها قد تكون جميعها مسؤولة ولكن ليس بالقدر نفسه وقد يكون الاجتهاد الثوري الفردي او الحزبي اجتهادا بريئا كان له ما يبرره.
واليوم تقف القدس ومقدساتها وخاصة الأقصى وفلسطين وأطفالها بوطنية نقية لا تلوثها مصالح ولا حزبية لتتصدى بحجارتها وأجساد أطفالها ورجولة حرائرئها لأبغض وأشرس إحتلال فيما يواصل قادة الفصائل الفلسطينية التراشق الإعلامي والمزايدات الفارغة آملا في حشد الأصوات لمعركة إنتخابية متوقعة يستولون عبرها على سلطة بلا سلطة لإدارة ما تبقى من أشلاء وطن سليب...! باختصار إنهم لا يخجلون من عريهم أمامك يا علي وأنت السيد الكبير فيهم وكأنهم جميعا فقدوا الحياء...!!!
أتمنى جدا جدا أن أكون على خطأ...
بقلم نايف بجالي.
حين تفشل دعوة الفصائل الفلسطينية ليوم نفير واحتجاج شامل لأجل القدس أو احتجاجا على جريمة اسرائيلية كالتي حصلت لعائلة الدوابشة أو تكون الاستجابة الشعبية الجماهيرية ضعيفة فأننا أمام ثلاثة خيارات لفهم واقع حال الفصائل الفلسطينية.
إما أن الفصائل الفلسطينية كلها وبدون إستثناء يمينها ويسارها ووسطها صارت فصائل ضيقة بضيق مصالحا الحزبية لم تعد القدس ولا الاستطيان ولا حتى قضية اللاجئين المشردين المهجرين ألف هجرة بعد الهجرة الأولى ضمن حساباتهم أو على جدول أعمالهم العاجل بمعنى أنتقلنا من المقاومة الوطنية أو الإسلامية إلى المقاولات الحزبية أو الفئوية وبالتالي تكون الدعوة للتظاهر دعوة للاستهلاك الاعلامي والسياسي.
أو أن الفصائل الفلسطينية أصبحت أجساما بيروقراطية تزدحم بالمنتفعين والموظفين الذين ترتطم أقصى طموحاتهم أو ما تبقى من حسهم الثوري بالحرص المجنون على الراتب أو المنصب الكرتوني الوهمي أو ما نالوه من فتات الوطن الممزق النازف.
أو لربما يكون السبب أن الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره سئم أحزابه وفصائله التي ذهبت بعيدا تلهث وراء مصالحها وتنفذ أجندة لا تنسجم مع الفلسطيني إنسانا ووطنا وهما وحلما لدرجة أن قرار الحرب والسلم لم يعد قرارا فلسطينيا يعبر وينسجم مع تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني.
للأسف الشديد كشفت أحداث القدس وإعتداءات المستوطنين على المقدسات الإسلامية والمسيحية وخصوصا المسجد الأقصى والجريمة البشعة ضد عائلة الدوابشة كشفت عجز القوى الفلسطينية سواء تلك التي تكدس ملفات وأوراق المفاوضات أو تلك التي تراكم الأسلحة فهي لم تعد راغبة أو على الأقل هي لا تريد أن تفعل فعلا بالشكل الذي لا يتناسب مع شكلها الجديد ومع ما تراه أولوية أو ضرورة....
لقد كان للفلسطينيين في تاريخ صراعهم عبر ودروس تؤكد لنا أن الفصائل الفلسطينية تعاملت مع فلسطين وثورتها بمنظور حزبي غير شامل ففي كل مرة خاض فيه الفلسطينيون صراعا أو حربا مع الإسرائيليين كان فصيل ما في الخلف يرسم خيوط المواجهة بعيدا عن الكل الفلسطيني فقد خاضت فتح مواجهات شرسة مع الاحتلال كان أبرزها في أعوام 1987 و2000 حين وجدت نفسها في مأزق أو حاجة سياسية وعمدت لوقف المواجهة دون تحقيق أي من الأهداف الفلسطينية الجمعية كالعودة أو وقف الإستطيان وكذلك خاضت حماس ثلاثة حروب طاحنة مع إسرائيل كانت في كل مرة شرارتها تتراوح بين رد فعل على هجمات إسرائيلية على أهداف تابعة لحركة حماس أو أزمات داخلية تلم بالحركة ومشروعها وعمدت هي أيضا لوقف الحرب في كل مرة دون تحقيق أي من الأهداف الفلسطينية الجمعية كتحرير القدس أو وقف الإستطيان أو رفع حصار. وكذلك ينسحب الأمر على اليسار الفلسطيني فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على سبيل المثال لا الحصر نفذت عملية بطولية قتلت فيها وزيرا إسرائيليا حين اغتال الأمن الإسرائيلي أمنيها العام أبو علي مصطفى ثم عادت الجبهة لبيروقراطية المكاتب تنتظر ما تفرضه فتح وحماس من فعل على الشارع الفلسطيني.
لقد كان واضحا وجليا أن الفلسطينيين في مشوارهم التحرري يعملون وفقا لمشاريع تحررية قاصرة غير كاملة ولا حتى متكاملة فأصبح كل فصيل فلسطيني وطن داخل الوطن ومشروعا ثوريا داخل الثورة دون أن ينجح الفلسطينيون ولو لمرة واحدة في تبني مشروع تحرري وطني تكاملي شامل جامع لا أدري أكان ذلك طوعا أو كرها.
ومن الجدير بالذكر هنا أنه قد لا تكون الفصائل جميعها مسؤولة عن هذا التشرذم الثوري أو أنها قد تكون جميعها مسؤولة ولكن ليس بالقدر نفسه وقد يكون الاجتهاد الثوري الفردي او الحزبي اجتهادا بريئا كان له ما يبرره.
واليوم تقف القدس ومقدساتها وخاصة الأقصى وفلسطين وأطفالها بوطنية نقية لا تلوثها مصالح ولا حزبية لتتصدى بحجارتها وأجساد أطفالها ورجولة حرائرئها لأبغض وأشرس إحتلال فيما يواصل قادة الفصائل الفلسطينية التراشق الإعلامي والمزايدات الفارغة آملا في حشد الأصوات لمعركة إنتخابية متوقعة يستولون عبرها على سلطة بلا سلطة لإدارة ما تبقى من أشلاء وطن سليب...! باختصار إنهم لا يخجلون من عريهم أمامك يا علي وأنت السيد الكبير فيهم وكأنهم جميعا فقدوا الحياء...!!!
أتمنى جدا جدا أن أكون على خطأ...
بقلم نايف بجالي.