الأخبار
فلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنين
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بعد 13 عاماً وصلت الملابس بقلم:شوقية عروق منصور

تاريخ النشر : 2015-08-06
بعد 13 عاماً وصلت الملابس بقلم:شوقية عروق منصور
ننشر الغسيل .. ننتظره كي يجف ، ثم نرتديه واذا كان القماش من النوع الذي  يتجعد نقوم بكيه .. يصبح المكوى هو البطل الذي يؤدي الى الأناقة والترتيب .

ولكن هناك مكوى من نوع خاص ، مكوى يبرزه الاحتلال لكي يكوي الجروح مرة بعد مرة ، وتصبح رائحة الجلد المحروق ، رائحة التلذذ ، حيث يرقصون حول الرائحة رقصة المستخف بالمشاعر والاحاسيس .

" موسى ضراغمة " شاب  من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم ،  في تاريخ 22/ 5/ 2002 كان متوجهاً الى عمله في مدينة القدس ، لكن لم يصل العمل حيث استشهد،  وقد تسلمت العائلة جثته ووري الثرى ، وكمثل باقي الشهداء أصبح رخام القبر والذكريات والصور هي ينابيع الحزن التي تتفجر في قلب الأم والزوجة وباقي أفراد العائلة .

وبما أن الحياة تسير ولا تتوقف ، كبر أبن الشهيد " موسى ضراغمة " ويدعى نور الدين  وأصبح عريساً ، وقبل عرسه بيومين،  استيقظت خلايا نكد الاحتلال ، فهناك خلايا تقوم بتعكير الاجواء وتنغيص الحياة اليومية على الفلسطينيين ، حتى يبقى
الاحتلال رابضاً بقسوته يمارس تناقضاته فوق مجده الاستعماري .

قبل العرس بيومين ، اتصلت قوات الاحتلال من مقر الادارة المدنية في مستوطنة " غوش عتصيون..  وابلغوا الأبن الأصغر " محمد " بضرورة التوجه الى معبر 300 على المدخل الشمالي لبيت لحم ، لأن هناك امانة يجب أن يستلمها ، رفض " محمد "   في البداية التوجه الى هناك ، لكن ابلغوه  انهم سيقتحمون المخيم ويسلمون الأمانة له .. فخاف من تعكير أجواء عرس أخيه ،  وأخذ يضرب أخماساً بأسداس  عن الأمانة ؟؟ وما هي وما شكلها  ؟ وهل اسرائيل تحتفظ بأمانات في خزائنها ؟ ومنذ متى اسرائيل تبسط يدها وترجع شيئاً ؟ .

في اليوم التالي ذهب الى معبر 300  مع والدته ، التي رفضت أن يذهب لوحده ، انتظر .. طال انتظاره .. ثم نادوا عليه .. دخل المكتب  فقاموا بتسليمه  كيساً من البلاستيك ، وطلبوا منه فتح الكيس في السيارة ..

خرج من الباب وما زالت الحيرة تشهق في صدره ،  في السيارة فتح الكيس بسرعة ،  واذ بثياب ملطخة بالدماء ،  بنطال وحذاء وملابس داخلية ، والدماء يابسة ،متعرجة ، ذات بقع متعددة ، تدل على أن الدماء كانت تنزف بغزارة ، وأن الملابس لم تستطع حماية  الدم الذي جرى بسرعة على التراب ،  حيث التراب شرب تلك اللحظة حياة كانت تحلم ، لكن الحلم  طارده قناص وقتله   .

تعرفت زوجة  الشهيد " موسى"   على  ملابس زوجها  .. – هدول اواعي ابوك – ..

 السيارة لم تتحمل طوفان الحزن والذكرى  والدهشة والتوقيت المفاجيء ، لم تتحمل فتح تابوت الشهيد من جديد .

 اخُتصرت الزوجة 13 عاماً في لحظة ، اندفع الوجع ليتشكل جسد الزوج المليء بالثقوب .. لتنادي الرصاصات التي غدرت وسرقته من بين أحضانها .

في البيت رقصوا بثيابه ، أراد الاحتلال تعكير صفو فرحهم ، لكن ها هم يرقصون ، لقد رجع اليهم الآن ليشارك فرح أبنه ، اختار الاحتلال توقيت حفر الحزن ، وهم اختاروا توقيت وجود شهيدهم  مضبوطاً حسب ساعات فرح أبنه ..

العجوز والدة الشهيد " موسى ضراغمة " قامت بشم  الثياب وأكدت أن رائحة دمه زكية ، وأطلقت الزغاريد .. وكل من حضر العرس كان يشعر أن الشهيد موجوداً معهم .

لو عرف الاحتلال أن هذه الأمانة ستفرح عائلة ضراغمة لما سلم الأمانة ، لكان رماها أو حرقها أو .. المهم لا تصل . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف