الأخبار
فلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنين
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مُقدمة عن الألكسيثيميا Alexithymia " الاضطراب المُحير" (1) بقلم:د. نجلاء صبري

تاريخ النشر : 2015-08-06
مُقدمة عن الألكسيثيميا Alexithymia " الاضطراب المُحير" (1) بقلم:د. نجلاء صبري
د. نجلاء صبري تكتب : مُقدمة عن الألكسيثيميا Alexithymia " الاضطراب المُحير" (1) .

لاحظ الطبيب النفسي جورجن روش   Jurgen Ruesch  أثناء مزاولته العلاج النفسي، أنَّ العديد من مرضاه الذين يُعانون من أمراض سيكوسوماتية  Psychosomatic يفتقدون القدرة على التخيل ووصف ما يشعرون به، و تمر بهم أوقات عصيبة يَقُصُّون فيها ما كانوا يشعرون به من معاناة، وبعد عدة أعوام قليلة وصفت المحللة النفسية كارين هورنى Karen Horney نفس الموقف على بعض من مرضاها الذين كانوا لا يستجيبون للعلاج التحليلي النفسي الذي كانت تضعه لهم، لأنَّهم كما فسرت " لم يكونوا في وعيهم الوجداني ولديهم خبرات داخلية قليلة " ، فهؤلاء الأفراد لا يستطيعون وصف ما كانوا يشعرون به ولهذا أُطلق عليهم  الأُمِيوُّن وجدانيًا

  هذا، وقد أيَّده سيفينوس حيثُ لاحظ أيضًا أثناء مُزاولتِه لديناميات العلاج النفسي أنَّ كثيرًا من مرضاه ذوي الأعراض السيكوسوماتية غالبًا ما يكون لديهم صعوبة في القدرة على إدراك وتمييز ووصف انفعالاتهم ، وقلة خبرات التخيل، كما أنَّ أسلوبهم المعرفي يكون مُوَّجه خارجيًا، وأُطلِق على مجموع هذه المظاهر الألكسيثيميا Alexithymia.

 ومما لا شك فيه أنَّ الاحساس بالمشاعر والتعرف عليها، والتعبير عنها والتمييز بينها، تُعَّد خاصية إنسانية، فهي ضرورة من ضرورات التواصل ( البين – شخصي)، وإفتقاد هذه القدرة أو قصورها، يُعَّد عائقًا من عوائق تحقيق الصحة النفسية  ، فالأفراد الذين يُعانون من نقص القدرة على التعبير عن المشاعر، يفتقدون إلى الوعي الانفعالي بالذات، ويفتقدون إلى الإمباثية (التقمص العاطفي)، ويُعانون من صعوبة إقامة علاقات حميمة ودافئة، وليس لديهم القدرة على أنْ يُفكِروا في انفعالاتهم ويستخدمونها للتعايش في المواقف الضاغطة، وهذا العجز أو القصور يتسبب في جعل مثل هؤلاء يعيشون حالة من الضحالة أو العجز الوجداني، مع عدم مراعاة الآخرين سواء عن قصد أو غير قصد، وهو ما أُطلق عليه حديثًا مصطلح الألكسيثيميا ( نقص القدرة على التعبير الانفعالي )، فالألكسيثيميا هى عدم القدرة على التكلُم عن المشاعر، أو العجز في الإدراك الانفعالي، فالأشخاص الذين يُعانون من تلك المشكلة غالبًا غافلين عن مشاعرهم، أو لا يعرفونها بوضوح ولذلك فهم نادرًا ما يتكلمون عن انفعالاتهم

فالتعبير الانفعالي له عدد من الوظائف النفسية  والاجتماعية المرتبطة بالنجاح الاجتماعي، حيثُ يُعلن الفرد من خلاله عن شخصيته واتجاهاته نحو الآخرين، والتعبير عن آرائه ومحاولة إغراء الآخرين والتأثير في آرائهم وسلوكهم. فهو يُسهم في تحريك  مشاعر الآخرين وجذب انتباههم والتأثير فيهم،  كما أنَّ تأثير الرسائل العاطفية أقوى من تأثير الرسائل  العقلية إذ تتضمن الرسائل العاطفية مزيجًا من الإشارات اللفظية وغير اللفظية، وهذا يعني أنَّ فهم الانفعالات والتعبير عنها بوضوح يُسهم بشكل فعال في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، عن طريق التأثير فيهم و إدارة انفعالاتهم .

فمرضى الألكسـيثيميا يتسِمون ببصيرة ضعيفة بمشاعرهم وبالعمليات النفسية التي تحدث لهم، فعند سؤالهم عن مشاعرهم في المواقف الانفعالية فإنِّهم يُخبرون عن حالة من الاضطراب، إلا أنَّ استجابتهم تكون بسيطة ومُبهمة، فعلى سبيل المثال قد يقول المفحوص " أنا لا أعرف " أو " أنا شعرت بالسوء" أو قد يُخبرون عن حالة جسمية مثل " معدتي تؤلمني" أو قد يصفون سلوكياتهم أو العوامل الخارجية مثل أنْ يقول " هو فعل كذا وأنا فعلت كذا ". وقد أشارت الدراسات إلى أنَّ الالكسيثيميا قد تكون عاملاً مساعدًا في مختلف الاضطرابات النفسية، والسلوكية، والعضوية حيثُ تعوق التنظيم الفعال للانفعالات، والتنظيم المعرفي وكذلك فإنَّها تعوق عملية التكيُف الناجح .

 
د. نجلاء صبري / مصر
أخصائية نفسية وباحثة فى العلوم السلوكية

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف