
ازمة الكهرباء صنيعة من؟
د جهاد الحرازين
يعيش المواطن في قطاع غزة وكانه في القرون البدائية الاولى رغم اننا في القرن الواحد والعشرون وبما تحمله المجتمعات من تطور تكنولوجى وعلمى هائل خرج عن اطار الارض ليبحث في الكواكب الاخرى وغزة لازالت نسائها توقد الحطب ان وجد لتعد الطعام وتلجا الى لمبة الجاز لتنير لاطفالها البيت ان وجد الجاز وتغسل على ايديها ان وجد الماء اصلا فالانسان هناك يعيش وكان الخلق قد ابتدأ ولم يلحقه اى تطور بسبب كهرباء لم تأتى الا لتطرح السلام على اهل غزة وتنسحب مسرعة لانه لا يمكن لها ان تبقى طويلا خوفا من ان يتعودوا عليها وينتبهوا لقضايا اخرى فلم يدرك مسئولى الشركة ان الحياة متوقفة على الكهرباء لان المياه لا تأتى ولا تصل البيوت دون كهرباء والمرضى يتنفسون على الاجهزة التى هى بحاجة الى الكهرباء جميع الاجهزة المنزلية على الكهرباء الثلاجات الغسالات التلفزيون الكمبيوتر الهاتف ... الخ هل يوجد اى شئ في الحياة لم يعد مرتبطا بالكهرباء ولكن في غزة هناك مجهول وظلام دامس وعبقرية مجرمين تحول الامل بالحياة الى يأس محدق بأرواح البشر فأزمة استمرت من ثمانية سنوات ونصف تستمر دون حلول تذكر بل تزداد تعقيدا يوما بعد يوم ومن يتحدث او يخرج معترضا او رافضا فقد خرج من الملة واعترض على اوامر السلطان والحكومة الربانية وقد تلصق به الاف التهم ولو وجد مكانا اخر لتم نفيه اليه هذا هو حال اهل غزة مع شركة توزيع الكهرباء ومن يديرها ولكن دعونا هنا نتحدث بلغة علمية بعيدا عن المعاناة لنبحث في هذه المصيبة التى حلت على اهل قطاع غزة نبدأ بمصادر التيار الكهربائى المغذى لقطاع غزة وهى ثلاثة مصادر هى دولة الاحتلال ومحطة التوليد والخط المصرى حيث تغطى دولة الاحتلال عبر خطوطها الناقلة ما قيمته 130-140 ميجا وات في حين ان المحطة تنتج بكامل طاقاتها الانتاجية 80 ميجا وات والخط المصرى يزود 25-30 ميجا وات (التى تتحمل السلطة الفلسطينية قيمتها المالية وتسدد من خزينة السلطة للمزودين) هذه هى مصادر الكهرباء التى كانت تأتى ولازالت منذ عام 2000 باستثناء الخط المصرى ولم يكن يشعر المواطن بان هناك اشكالية في الكهرباء ونادرا ما يحدث انقطاع للتيار الكهربائى ورغم عدم تسديد المواطنين وتراكم الديون عليهم الا انه لم تحدث ازمة في الكهرباء بعد عام 2006 وقصف محطة توليد الكهرباء بغزة ( بعد خطف شاليط الذى اتى الينا بالدمار وعاد ونحن دفعنا الاف من شهداء وجرحى واسرى والاف الدونمات التى جرفت ) مما ادى الى توقف المحطة عن العمل وكان الامداد المصرى لتعويض شيئا من النقص ولم تكن الازمة كبيرة ولكن منذ عام 2007 عام الانقلاب الاسود بدأت الازمة تستفحل وتزداد سوءا واخذ البعض يصرح بان غزة تغرق في الظلام نتيجة عدم وجود الوقود متناسين ان هناك مصدرين اخريين للكهرباء ولكن السؤال الذى يطرح نفسه كم عدد المصانع والمعامل التى قصفت واغلقت في اربعة حروب كم عدد البيوت التى دمرت في الحروب على غزة كم عدد المشاريع التى توقفت وبحسبة مواطن بسيط لماذا كانت كمية الكهرباء تكفى في السابق واليوم لا تكفى رغم كل الاحداث التى وقعت وادت الى توقف المصانع والبيوت المدمرة وغيرها الكثير من الامور الا ان الشئ الاكثر خطورة هو ان فاتورة الكهرباء التى كانت تأتى للمواطن بمبلغ معين اثناء وصل التيار الكهربائى 24 ساعة اصبحت تأتى للمواطن بقيمة اعلى اثناء انقطاع التيار الكهربائى وتقليص عدد ساعاته وكأن المواطن اصبح يدفع الفاتورة على مدة انقطاع التيار الكهربائى ويعفى منها فترة وصل التيار والجباية منتظمة ومن الذى يرفض ان يدفع فاتورة الكهرباء يحاسب ويعتقل ويغرم ماليا وتقطع كوابل التوصيل الى بيته ويدفع غرامة مالية واتعاب اعادة توصل وليس امام المواطن الا الالتزام في ظل منح الوقود القطرى تارة ورفع ضريبة البلو تارة اخرى الا ان الاشكالية باقية وهناك اكثر من تساؤل اين يذهب التيار الكهربائى ؟ اين تذهب الاموال التى تجبى من المواطنين؟ لمصلحة من استمرار هذه المعاناة والعذاب ؟ الشركة تعمل لحساب من ؟ من الذى يوفر لها الحماية وعين مجلس ادارتها؟ هل الهدف سياسى من هذه الازمة المتواصلة حتى لا يفكر المواطن الا متى ستاتي الكهرباء ومتى ستقطع ويحدد اسلوب حياته ومعيشته وفقا لجدول الكهرباء غير المستقر والمتغير دوما؟ هل هى حالة من حالات العقاب او اخضاع المجتمع والمواطنين للإيمان بفكرة محددة ومعينة؟ وهناك مئات الاسئلة التى تجول بخاطر المواطن المغلوب على امره ولكن دائما الاجابة موجودة لدى من يحكم غزة بان هذا الامر مؤامرة من رام الله على غزة، عن اى مؤامرة تتحدثون وانتم تختطفون اهل غزة وتعاقبونهم في ادنى متطلبات الحياة الا وهى الكهرباء وعندما يخرج المواطنين مطالبين بحقوقهم المشروعة والبديهية تطلقوا ابواقكم المأجورة مطالبين بالإعدام او القتل او الاعتقال او هدم البيوت او... او.... لمن خرج يعبر عن غضبه من ازمة الكهرباء المصطنعة والتى تتباكون بها على الشعب في الخارج على امل دفعة مالية من هنا او هناك ولا مانع ان يفنى الشعب وتبقى الحكومة وجابيها شركة توزيع الكهرباء فهل ان الاوان لترحلوا انتم وشركة توزيع الكهرباء وتتركوا شعبنا يلتقط انفاسه من جديد ويعيد بناء نفسه ومؤسساته لقد اثقلتم كاهل هذا الشعب بأنانيتكم المفرطة واللامحدودة فارحلوا ودعوا شعبنا يعيش لحظات من الامن والاستقرار لان الشعب الذى رفض الاحتلال وصمد في وجه الته العسكرية سيصمد وينتفض في وجه مؤامرتكم البغيضة فالرحيل اصبح واجبا عليكم لان ثورة المضطهدين في غزة قادمة لامحالة.
د جهاد الحرازين
يعيش المواطن في قطاع غزة وكانه في القرون البدائية الاولى رغم اننا في القرن الواحد والعشرون وبما تحمله المجتمعات من تطور تكنولوجى وعلمى هائل خرج عن اطار الارض ليبحث في الكواكب الاخرى وغزة لازالت نسائها توقد الحطب ان وجد لتعد الطعام وتلجا الى لمبة الجاز لتنير لاطفالها البيت ان وجد الجاز وتغسل على ايديها ان وجد الماء اصلا فالانسان هناك يعيش وكان الخلق قد ابتدأ ولم يلحقه اى تطور بسبب كهرباء لم تأتى الا لتطرح السلام على اهل غزة وتنسحب مسرعة لانه لا يمكن لها ان تبقى طويلا خوفا من ان يتعودوا عليها وينتبهوا لقضايا اخرى فلم يدرك مسئولى الشركة ان الحياة متوقفة على الكهرباء لان المياه لا تأتى ولا تصل البيوت دون كهرباء والمرضى يتنفسون على الاجهزة التى هى بحاجة الى الكهرباء جميع الاجهزة المنزلية على الكهرباء الثلاجات الغسالات التلفزيون الكمبيوتر الهاتف ... الخ هل يوجد اى شئ في الحياة لم يعد مرتبطا بالكهرباء ولكن في غزة هناك مجهول وظلام دامس وعبقرية مجرمين تحول الامل بالحياة الى يأس محدق بأرواح البشر فأزمة استمرت من ثمانية سنوات ونصف تستمر دون حلول تذكر بل تزداد تعقيدا يوما بعد يوم ومن يتحدث او يخرج معترضا او رافضا فقد خرج من الملة واعترض على اوامر السلطان والحكومة الربانية وقد تلصق به الاف التهم ولو وجد مكانا اخر لتم نفيه اليه هذا هو حال اهل غزة مع شركة توزيع الكهرباء ومن يديرها ولكن دعونا هنا نتحدث بلغة علمية بعيدا عن المعاناة لنبحث في هذه المصيبة التى حلت على اهل قطاع غزة نبدأ بمصادر التيار الكهربائى المغذى لقطاع غزة وهى ثلاثة مصادر هى دولة الاحتلال ومحطة التوليد والخط المصرى حيث تغطى دولة الاحتلال عبر خطوطها الناقلة ما قيمته 130-140 ميجا وات في حين ان المحطة تنتج بكامل طاقاتها الانتاجية 80 ميجا وات والخط المصرى يزود 25-30 ميجا وات (التى تتحمل السلطة الفلسطينية قيمتها المالية وتسدد من خزينة السلطة للمزودين) هذه هى مصادر الكهرباء التى كانت تأتى ولازالت منذ عام 2000 باستثناء الخط المصرى ولم يكن يشعر المواطن بان هناك اشكالية في الكهرباء ونادرا ما يحدث انقطاع للتيار الكهربائى ورغم عدم تسديد المواطنين وتراكم الديون عليهم الا انه لم تحدث ازمة في الكهرباء بعد عام 2006 وقصف محطة توليد الكهرباء بغزة ( بعد خطف شاليط الذى اتى الينا بالدمار وعاد ونحن دفعنا الاف من شهداء وجرحى واسرى والاف الدونمات التى جرفت ) مما ادى الى توقف المحطة عن العمل وكان الامداد المصرى لتعويض شيئا من النقص ولم تكن الازمة كبيرة ولكن منذ عام 2007 عام الانقلاب الاسود بدأت الازمة تستفحل وتزداد سوءا واخذ البعض يصرح بان غزة تغرق في الظلام نتيجة عدم وجود الوقود متناسين ان هناك مصدرين اخريين للكهرباء ولكن السؤال الذى يطرح نفسه كم عدد المصانع والمعامل التى قصفت واغلقت في اربعة حروب كم عدد البيوت التى دمرت في الحروب على غزة كم عدد المشاريع التى توقفت وبحسبة مواطن بسيط لماذا كانت كمية الكهرباء تكفى في السابق واليوم لا تكفى رغم كل الاحداث التى وقعت وادت الى توقف المصانع والبيوت المدمرة وغيرها الكثير من الامور الا ان الشئ الاكثر خطورة هو ان فاتورة الكهرباء التى كانت تأتى للمواطن بمبلغ معين اثناء وصل التيار الكهربائى 24 ساعة اصبحت تأتى للمواطن بقيمة اعلى اثناء انقطاع التيار الكهربائى وتقليص عدد ساعاته وكأن المواطن اصبح يدفع الفاتورة على مدة انقطاع التيار الكهربائى ويعفى منها فترة وصل التيار والجباية منتظمة ومن الذى يرفض ان يدفع فاتورة الكهرباء يحاسب ويعتقل ويغرم ماليا وتقطع كوابل التوصيل الى بيته ويدفع غرامة مالية واتعاب اعادة توصل وليس امام المواطن الا الالتزام في ظل منح الوقود القطرى تارة ورفع ضريبة البلو تارة اخرى الا ان الاشكالية باقية وهناك اكثر من تساؤل اين يذهب التيار الكهربائى ؟ اين تذهب الاموال التى تجبى من المواطنين؟ لمصلحة من استمرار هذه المعاناة والعذاب ؟ الشركة تعمل لحساب من ؟ من الذى يوفر لها الحماية وعين مجلس ادارتها؟ هل الهدف سياسى من هذه الازمة المتواصلة حتى لا يفكر المواطن الا متى ستاتي الكهرباء ومتى ستقطع ويحدد اسلوب حياته ومعيشته وفقا لجدول الكهرباء غير المستقر والمتغير دوما؟ هل هى حالة من حالات العقاب او اخضاع المجتمع والمواطنين للإيمان بفكرة محددة ومعينة؟ وهناك مئات الاسئلة التى تجول بخاطر المواطن المغلوب على امره ولكن دائما الاجابة موجودة لدى من يحكم غزة بان هذا الامر مؤامرة من رام الله على غزة، عن اى مؤامرة تتحدثون وانتم تختطفون اهل غزة وتعاقبونهم في ادنى متطلبات الحياة الا وهى الكهرباء وعندما يخرج المواطنين مطالبين بحقوقهم المشروعة والبديهية تطلقوا ابواقكم المأجورة مطالبين بالإعدام او القتل او الاعتقال او هدم البيوت او... او.... لمن خرج يعبر عن غضبه من ازمة الكهرباء المصطنعة والتى تتباكون بها على الشعب في الخارج على امل دفعة مالية من هنا او هناك ولا مانع ان يفنى الشعب وتبقى الحكومة وجابيها شركة توزيع الكهرباء فهل ان الاوان لترحلوا انتم وشركة توزيع الكهرباء وتتركوا شعبنا يلتقط انفاسه من جديد ويعيد بناء نفسه ومؤسساته لقد اثقلتم كاهل هذا الشعب بأنانيتكم المفرطة واللامحدودة فارحلوا ودعوا شعبنا يعيش لحظات من الامن والاستقرار لان الشعب الذى رفض الاحتلال وصمد في وجه الته العسكرية سيصمد وينتفض في وجه مؤامرتكم البغيضة فالرحيل اصبح واجبا عليكم لان ثورة المضطهدين في غزة قادمة لامحالة.