الأخبار
كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهالإعلان عن مقتل جندي إسرائيلي وأحداث أمنية جديدة في القطاع20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائي
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خدعناك أبا عمّــار بقلم : صلاح صبحية

تاريخ النشر : 2015-08-06
خدعناك أبا عمّار
بقلم : صلاح صبحية

ياسر عرفات ما بين الميلاد وبين الرحيل تاريخ وطن وقضية وثورة ، وطن لم تكتمل بعد شهادة ميلاده ‘ وقضية بدأت منذ نحو إثنا عشر عقداً ولم يكتمل مشهد نهايتها بعد ، وثورة تعثرت خطواتها في مسيرتها ، وياسر عرفات يحمل على كتفه قضيته ووطنه وثورته ويمشى بهم في حقول الألغام ، هنا لغم ينفجر في وجهه ، فيقفز عن لغم آخر ، يُحاط بدوائر النار فيطفئها دائرة دائرة ، يشتد عليه الحصار من الأشقاء الذين وهنوا وتعبوا من طول المشوار ، فتخلوا عن ياسر عرفات وعن قضيته ووطنه وثورته ، فاجتاز إلى دائرة الوطن الضيقة ليعيش حصارا فوق حصار فوق حصار فوق حصار ، حصار الاحتلال ، وحصار الذين لحقوا بقطار الثورة والمقاومة متأخرين ، وحصار رفاق وأخوة الدرب الذين نسوا أنّ الوطن ما زال تحت الاحتلال ، وحصار أشقاء أعياهم انتظار القضاء والقدر ، وكان السؤال في الصباح والمساء ، متى يرحل عرفات ونرتاح ، ونتخلص من كل هذا الدهاء ، ، سـمّ في كوب ماء أو ملعقة طعام وينتهي عرفات ، لم يشهد سوى الأهل لحظة الميلاد ، وفي لحظة الموت والرحيل تداعى المحاصِرون له من كل حدب وصوب ليشربوا معاً كأس الخلاص من عرفات ، لم يمشوا في جنازته حباً به ووداعا له ، مشوا في جنازته حقدا وكراهية له ، من دسوا له السّمَ عقدوا مؤتمرهم في جنازته ، لم يتبادولوا التعازي برحيل قائد ثورة بساط الريح ، بل راحوا يقبّلون بعضهم مهنئين لأنهم الآن يدفنون الياسر الكاسر بأيديهم ، ما أبشع الجريمة حين تكتمل أركانها ، فقد كان الغراب بينهم يصمم للقائد الراحل مثواه الأخير .
أرادوه أسيراً أو طريداً لكنه أراد أن يكون شهيداً ، فصاحب البزة العسكرية البالية المرقعة كان يلتقي مع أبناء شعبه كل يوم ، يؤجج فيهم روح الثورة والنضال ، فما زلنا يا أبنائي تحت الحصار ، بالروح بالدّم نفديك يا فلسطين ، بالروح بالدّم حنكمل المشوار ، عالقدس رايحين شهداء بالملايين ، قائدنا فارس عودة ، فالقائد من يقاوم العدو والاحتلال على الأرض ، فارس عودة هو القائد ، وكل شبل فلسطيني يقاوم دبابة الاحتلال بالحجر الفلسطيني هو قائد ، فمقاومة الاحتلال لا تكون من خلف الأبواب ، أو بدعاء نبثه للسماء ، فحركة فتح التي اطلقت الثورة منذ خمسين عام لم تزل تعني وجودها ، حركة التحرير الوطني الفلسطيني .
أبا عمّار ، وأنت تحضر اليوم بيننا ، يشتاق أطفال فلسطين إليك ، لتضع قبلة على حروقهم التي خطّت طريق النضال من أجل الوطن الذي أكتمل له الضياع ، حروق محمد أبو خضير وعلي دوابشه تنتظر قبلاتك أيها الراحل ياسر عرفات ، قبلاتك لترسم لهم درب الخلاص من آلامهم وتشير إلى آمالهم في آخر النفق ، فمتى تعود إليهم يا من أجبرك المتخاذلون المهزومون على الرحيل .
هو ياسر عرفات يحضر الآن بيننا ، نبثه أحزاننا ، نحكي له عن مخيمات نهر البارد واليرموك وحندرات ، نروي له حكايا قوارب الموت التي تنقلنا قسرا بعيدا عن أرض الوطن الذي إليه نتوق ، نسأله أن يروي لنا ما قال له شهداء المخيمات والذين رحلوا عنا بلا جنازات ، ونسأله ألم يرى من علياء السماء كيف تشتت الأبناء والآباء ورحلوا إلى بلاد ليست بلادنا ، هي النكبة لم تنته بعد أبا عمّار ، هو التيه الذي يأخذنا إلى ضياع جديد .
ياسر عرفات أيها الحاضر بيننا الآن ، قلوبنا تنظر إليك ، أنت المطعون منا ، نحن الذين أخفينا مسدسك من أيدينا ، ومزقنا لباسك العسكري ، أمّا كوفيتك فقد أهديناها لمن أرادوا الخلاص منها ، ولم تعد رمز وطن وقضية وثورة ، فتخلينا عن كوفيتك بإرادتنا ، لأننا تخلينا عن نهجك الثوري ، وأصبحت كوفيتك الرمز مطاردة في أنحاء البلاد ، ولم يعد منها سوى أغنية يخدعون بها أطفال فلسطين ، بعد أن كانت سلاحا ذو حدين ، سلاح لقهر الأعداء ، وسلاح لشحذ همة النضال .
كلنا الآن مخادعون لأننا لم نـُبق منك سوى الكلام المباح ، فقد تخلينا عن نهج الكفاح والنضال ومقاومة الاحتلال ، وأصبحت فلسطين دولا ثلاث ، فمتى تعود إلينا أبا عمار ، لنخوض حروب الرّدة معاً وتعود فلسطين هي العنوان .

الرياض في 4/8/2015

صلاح صبحية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف