معكم معكم.. من أجل التغيير الحقيقي الجذري.
الجميع بات يدرك ويقر بلا ادني شك أن ساسة الصدفة والفساد والسرقة هم السبب في خراب العراق وهلاك شعبه، فهم ومنذ 2003 إلى وقت غير معلوم يسوقون الوطن والمواطن من سيء إلى أسوأ، غير مكترثين ولا آبهين بمعاناة الشعب المتزايدة، ولا مبالين لمطالبه التي عبر عنها عبر التظاهرات التي شهدتها السنوات الماضية، والتي كادت أن تطيح بالفساد والمفسدين لولا فتوى مرجعية السيستاني التي حرمت التظاهر لتُبقي على زمر الفساد الذين خرجوا من رحم حنكتها المزعومة ودعمها لهم، يتحكمون في مصير البلاد والعباد، وخدَّرت الناس بوعود وعهود ومواثيق سرعان ما تبخرت، بعد أن تم امتصاص غضب الجماهير التي اعتادت وأدمنت على لدغ الرموز والساسة واستمرأته...
اليوم يشهد العراق تظاهرات عارمة في محافظات الوسط والجنوب، أشعلت شراراتها حرارة الصيف اللاهب وانقطاع الكهرباء، تسيطر على أجوائها أهزوجة "كلــــهم حراميـــــه" الحاضرة في كل التظاهرات، بسبب بقاء تسلط وتحكم السراق والمفسدين،ومن المؤكد أن الشرفاء والأحرار مع التظاهرات التي تحقق للشعب حياة حرة كريمة، لكن ينبغي أن ترتقي مطالب المتظاهرين وأهداف التظاهرات إلى ما هو اسمي وأنبل وان تتضمن الحلول الناجعة والتامة الجذرية، خصوصا مع وجود إجماع على تشخيص الداء الذي تسبب في انهيار الوضع في العراق، فلا يعقل أن تُختَزَل التظاهرات في مطالب سطحية وقشور أو حلول ترقيعية أو وعود كاذبة، لا تعالج أصل المشكلة هذا إن كان ثمة حلول ترقيعية سترى النور...
فما دام الداء مُشَخَّص ومُتَّفَق عليه، وهو سرطان الفساد والسرقة الذي تلبس به السياسيون، فلا علاج له إلا الاستئصال، خصوصا وان الشعب قد جرب هؤلاء طيلة هذه المراحل، فلم يرَ منهم إلا إصرار على الفساد والسرقة، والاستخفاف به، والمتاجرة بدمائه، والرقص على جراحاته، فلا ينبغي أن يُخدَع المتظاهرون ويغرر بهم ويلدغوا مُجددا ومُجددا، ولا ينبغي أن تمرر عليهم الوعود والعهود والمواثيق الكاذبة التي اتخموا منها وتشَبَّعوا برائحتها النتنة، لأنها لا تصلح إلا للتغرير والتخدير والتسويف وذر الرماد على العيون فسرعان ما تتبدد وتوضع في سلة المهملات كسابقاتها، فالمُجرَّب لا يُجرَّب، والشعب جرَّب هؤلاء وانخدع بهم مرارا وتكرارً، وأذاقوه الويل والثبور، والعاقل من وعظته التجارب كما يقول الإمام علي "عليه السلام".
وعلى ضوء ما ذكرناه وما لم نذكر للاختصار، فان الشرع والعقل والأخلاق والضمير والتجارب المريرة والدماء النازفة والأرواح الزاهقة والجوع والحرمان والذل والهوان والحقوق المسلوبة والكرامة المسحوقة والحرية المذبوحة والملايين المهجرة والنازحة والوطن المختطف، يدعوا الجميع ( إذا أرادوا الخلاص) إلى أن يكون مطلب الجماهير الجاد والحازم الذي لامناص عنه هو التغيير الحقيقي الجذري، وهذا ما دعا إليه المرجع الصرخي مُجددا في بيانه الجديد حول التظاهرات الجارية الموسوم "الكهرباء ... أو ... الأطفال والنساء والدماء ؟؟!!"، فقد جاء فيه: ((8ـ أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ، وإلّا فالقعود والسكوت أوْلى وأرجَح )).
وبخلاف ذلك يعني الإبقاء على الفساد والمفسدين، لأن فاقد الشيء لا يعطيه ومن صار الفساد ملازما له تلازميا ذاتيا ووجوديا ومصلحيا وانتهازيا لا يُنتَظَر منه إلا مزيد من الفساد....
بقلم
احمد الدراجي
الجميع بات يدرك ويقر بلا ادني شك أن ساسة الصدفة والفساد والسرقة هم السبب في خراب العراق وهلاك شعبه، فهم ومنذ 2003 إلى وقت غير معلوم يسوقون الوطن والمواطن من سيء إلى أسوأ، غير مكترثين ولا آبهين بمعاناة الشعب المتزايدة، ولا مبالين لمطالبه التي عبر عنها عبر التظاهرات التي شهدتها السنوات الماضية، والتي كادت أن تطيح بالفساد والمفسدين لولا فتوى مرجعية السيستاني التي حرمت التظاهر لتُبقي على زمر الفساد الذين خرجوا من رحم حنكتها المزعومة ودعمها لهم، يتحكمون في مصير البلاد والعباد، وخدَّرت الناس بوعود وعهود ومواثيق سرعان ما تبخرت، بعد أن تم امتصاص غضب الجماهير التي اعتادت وأدمنت على لدغ الرموز والساسة واستمرأته...
اليوم يشهد العراق تظاهرات عارمة في محافظات الوسط والجنوب، أشعلت شراراتها حرارة الصيف اللاهب وانقطاع الكهرباء، تسيطر على أجوائها أهزوجة "كلــــهم حراميـــــه" الحاضرة في كل التظاهرات، بسبب بقاء تسلط وتحكم السراق والمفسدين،ومن المؤكد أن الشرفاء والأحرار مع التظاهرات التي تحقق للشعب حياة حرة كريمة، لكن ينبغي أن ترتقي مطالب المتظاهرين وأهداف التظاهرات إلى ما هو اسمي وأنبل وان تتضمن الحلول الناجعة والتامة الجذرية، خصوصا مع وجود إجماع على تشخيص الداء الذي تسبب في انهيار الوضع في العراق، فلا يعقل أن تُختَزَل التظاهرات في مطالب سطحية وقشور أو حلول ترقيعية أو وعود كاذبة، لا تعالج أصل المشكلة هذا إن كان ثمة حلول ترقيعية سترى النور...
فما دام الداء مُشَخَّص ومُتَّفَق عليه، وهو سرطان الفساد والسرقة الذي تلبس به السياسيون، فلا علاج له إلا الاستئصال، خصوصا وان الشعب قد جرب هؤلاء طيلة هذه المراحل، فلم يرَ منهم إلا إصرار على الفساد والسرقة، والاستخفاف به، والمتاجرة بدمائه، والرقص على جراحاته، فلا ينبغي أن يُخدَع المتظاهرون ويغرر بهم ويلدغوا مُجددا ومُجددا، ولا ينبغي أن تمرر عليهم الوعود والعهود والمواثيق الكاذبة التي اتخموا منها وتشَبَّعوا برائحتها النتنة، لأنها لا تصلح إلا للتغرير والتخدير والتسويف وذر الرماد على العيون فسرعان ما تتبدد وتوضع في سلة المهملات كسابقاتها، فالمُجرَّب لا يُجرَّب، والشعب جرَّب هؤلاء وانخدع بهم مرارا وتكرارً، وأذاقوه الويل والثبور، والعاقل من وعظته التجارب كما يقول الإمام علي "عليه السلام".
وعلى ضوء ما ذكرناه وما لم نذكر للاختصار، فان الشرع والعقل والأخلاق والضمير والتجارب المريرة والدماء النازفة والأرواح الزاهقة والجوع والحرمان والذل والهوان والحقوق المسلوبة والكرامة المسحوقة والحرية المذبوحة والملايين المهجرة والنازحة والوطن المختطف، يدعوا الجميع ( إذا أرادوا الخلاص) إلى أن يكون مطلب الجماهير الجاد والحازم الذي لامناص عنه هو التغيير الحقيقي الجذري، وهذا ما دعا إليه المرجع الصرخي مُجددا في بيانه الجديد حول التظاهرات الجارية الموسوم "الكهرباء ... أو ... الأطفال والنساء والدماء ؟؟!!"، فقد جاء فيه: ((8ـ أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ، وإلّا فالقعود والسكوت أوْلى وأرجَح )).
وبخلاف ذلك يعني الإبقاء على الفساد والمفسدين، لأن فاقد الشيء لا يعطيه ومن صار الفساد ملازما له تلازميا ذاتيا ووجوديا ومصلحيا وانتهازيا لا يُنتَظَر منه إلا مزيد من الفساد....
بقلم
احمد الدراجي