
بعد ترتيبات مسبقة من طرف جاليتنا المسلمة في سويسرا منذ أشهر قبيل رمضان، أصبحت زيارة السجون السويسرية مساء أيام عيد الفطر من المكاسب التي حققتها جاليتنا في الغرب، بحيث يزور السجن كل سنة خصيصا بمناسبة أيام العيد خطيب و محاضر
بعد ترتيبات مسبقة من طرف جاليتنا المسلمة في سويسرا منذ أشهر قبيل رمضان، أصبحت زيارة السجون السويسرية مساء أيام عيد الفطر من المكاسب التي حققتها جاليتنا في الغرب، بحيث يزور السجن كل سنة خصيصا بمناسبة أيام العيد خطيب و محاضر ، الاول يقوم بإمامة صلاة العيد في أحد السجون المركزية والثاني يلقي محاضرة في موضوع ذي صلة ، وقد وقع هذه السنة تكليف كاتب هذه السطور بالجزء الاخير من المهمة أي إلقاء المحاضرة، و قد حاولت حينها في مداخلتي ربط هجرة المسلمين بالمحنة التي يعيشونها والقانون الدولي، و لنكتفي في هذه السانحة بوصف الوضع في أحد "بيوت يوسف" في بلاد الغرب ، لأنه لأول مرة أحاضر في يوم عيد وفي سجن في الغرب..
و قبل ذلك دعونا نقدم تعريفا عاما للسجن حسب الاعراف الدولية، فالسجن هو "حرمان المرء من حقه في الحرية، ينفذ بحبسه في بيئة مغلقة. ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون للاحتفاظ بالفرد تحت تحفظ الدولة آثار ضارة على صحة هؤلاء الأشخاص". ومع الأسف، فإن ذلك هو الحال - بدرجة أو بأخرى - في كثير من سجون العالم. وكما تشير إليه عبارة شائعة لمفوض السجون البريطاني باترسون والتي أح يكررها بعده مرارا الحقوقيون، قوله "يرسل السجناء إلى السجن كعقاب وليس من أجل العقاب."
ويمثل احترام حقوق الإنسان، حتى الأساسية منها، مشكلة تقليدية في السجون. وفي أوروبا على وجه الخصوص، علما أنه كانت هناك محاولات رئيسية لحماية السجناء من انتهاك حقوقهم الأساسية، كما يتضح من مثال الاتفاقية الأوربية لمناهضة التعذيب التي يضيق الوقت لشرحها..
وفي هذا الاطار كانت لنا زيارة للسجن العتيق المسمى " بوا ميرمي"، في قلب مدينة لوزان السويسرية والعاصمة الدولية الاولمبية بمناسبة عيد الفطر المبارك، فبعد المرور على الجناح الاداري ومراقبة هوياتنا وهدايا الحلويات والمرطبات و الشاي المغربي التي اهدتها جاليتنا المسلمة للسجناء بكميات كبيرة، دخلنا بعد عدة حواجز لقاعة المحاضرات التي ستقام فيها صلاة العيد ، حينها، بدأ تدفق السجناء المسلمون بالعشرات في انتظام شبه عسكري من معابرهم ومن الطوابق الثلاثة للمبنى، تحت أنظار حراس السجن من مداخل متعددة، وبعد ابتهالات خفيفة صلى بنا الامام صلاة العيد بقصر السور مراعاة للوقت وتخفيفا عليهم، ليترك متسع من الوقت لخطبتيه بالعربية والفرنسية والمحاضرة، وفعلا انطلق الامام بعد تكبيرات سبع في إلقاء خطبتي العيد المبارك، فبعد أن حمد الله و أثنى عليه بلغة عربية راقية، مهنئا ومذكرا بفضل شهر كريم كرمضان، الذي يهل علينا في ديار الغرب مذكرا بحديث الرسول(رسول الله صلى الله عليه وسلم) القائل: " بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا، فطوبى للغرباء"، مخاطبا السجناء بقوله :" طوبى لكم أيها السجناء الغرباء ، طوبى للغرباء عبر العصور والأجيال .. طوبى لكم في غربتكم هذه .. طوبى لكم في هجرتكم هذه .. طوبى لكم في ديار الغرب وأنتم متمسكون بسنة نبيكم و دين ربكم .. طوبى لكم يا أحباب رسول الله.. رغم الشدائد و المحن، إنه درس الابتلاء و فرصة لتصحيح الاخطاء، أيها السفراء."، يصفهم بالسفراء لتحميلهم المسؤولية، لاغير..
مضيفا بقوله :"ها هو يغادرنا شهر رمضانَ شهرُ القرآن في هذا العام الشديد الحر بمعان شتى، وأمتنا تواجهُ من الأخطار والتحدّيات، ما يستهدفُ أبناءَها في عقيدتهم ومقدّساتهم وأرضهم وثرَواتهم، بعدما خلفته الثورات العربية و ردود أفعال النظم العربية والدولية عليها، في تونس و مصر و ليبيا و خاصة الوضع في سوريا و العراق و اليمن " .. شارحا أن هذا الوضع في العالم العربي "خلف ضحايا و شرد عائلات منذ بضعة سنوات منهم بعض الحاضرين الان معنا، فعليكم أن تواجهوا هذه المحن بجلد و صبر كصبر الصائمين في رمضان".. مرشدا إياهم بقوله "إذا كان رمضان هذا الشهرُ الكريم، يمرُّ على كثيرٍ من الناس وهم عنه غافلون، فإن حَمَلَةَ رسالةِ الإسلام أمثالكم، يُدركون فضلَ شهر رمضان، ودورَه في حياة الأمة رغم المحن والشدائد، فيهيّئون أنفسَهم لاستقباله وتوديعه كما يليقُ به رغم مرارة الوحدة في الزنزانة بعيدا عن الاهل و الاقارب، ليكونَ لكم مَوسِمَ خيرٍ وعطاء، وفرصةً للتقويم والارتقاء، ومُنطَلَقاً للنهوض والبناء عند خروجكم من السجن، وزاداً تستعينون به على وعثاء السفر ومشقة الطريق" وبالنسبة للخطيب فرمضان حتى في السجن يعد بحق مناسبةً لتجديد العهد مع الله مذكرا ببعض الأحاديث منها قول رسول الله (رسول الله صلى الله عليه وسلم) يوماً لأصحابه وقد حضرَ رمضان:" أتاكم رمضانُ شهرُ بركة، يَغشاكم الله فيه، فيُنزِلُ الرحمةَ، ويَحُطّ الخطايا، ويستجيبُ فيه الدعاء، ينظرُ الله تعالى إلى تنافُسِكم فيه، ويُباهي بكم ملائكتَه، فأرُوا الله من أنفسِكم خيراً، فإنّ الشقيّ من حُرِمَ فيه رحمةَ الله عز وجل"، مذكرا بأن رمضانَ مدرسةٌ متعدّدةُ الفصول، متنوعةُ الدروس، عظيمةُ الفوائد، ولكلّ فردٍ حظُّه من هذا الخير العميم، بمقدارِ استعداده واجتهاده وتوفيقِ الله عزّ وجلّ إيّاه ولو بين أربعة جدران. فطوبى لمن اغتنمَ أوقاتَه، وتعرّضَ لنفَحاتِه، واستدركَ ما فاته رغم محنة الاعتقال..
مركزا أيضا على فضل العبادة عموما أثناء المحن، واصفا اياها بأنها تجدّدَ في القلوب معانيَ الإيمانِ بالله تعالى، والإخلاص له، والإنابة إليه، مع ضرورة التقرّبَ إلى الله بالتوبة والاستغفار يوميا، والإقلاع عن الذنوب، وحُسنِ أداء العبادات، منبها بقوله "لا ننسى أن ندعو الله تضرّعاً وخُفيَة و لو في جحر، ونبتهِلُ إليه خوفاً وطمعا، نتلو كتابَ الله متدبّرين، بقلوبٍ خاشعةٍ، وعيونٍ دامعة، نسألُ اللهَ الجنة، ونستعيذُه من النار، مستشعرين فضلَ الله علينا وعلى الناس جميعا."
أم الجزء الثاني من خطبه فقد ركز فيها الخطيب على معنى العيد، أي أن العيد يوم الشكر والحمد والتكبير، قائلا أن "الله أكبر كبيرا، شعار المسلمين في كل وقت وعلى كل حال، فالحمد لله والشكر لله في السراء و في الضراء! في الشدة و في الرخاء! الحمد لله والشكرلله حين البأس وحين السقم! الحمد لله في كل حال وعلى كل حال! ".. شارحا ذلك بقوله أن يوم العيد أشبه بيوم الوعيد، أي أشبه بيوم القيامة، مصداقا لقوله تعالى :" وجوه يومئذ مسفرة، ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة، ترهقها قترة".. مبينا بقوله:" فأما المستبشرون الفرحون، فأولئك الذين أتم الله عليهم نعمة الصيام والقيام، فهم في هذا اليوم يفرحون وحق لهم أن يفرحوا، ولو في السجون. وأما الوجوه التي عليها غبرة، ترهقها قترة، فوجوه أولئك الذين لم يقدروا نعمة الله، ولم يمتثلوا لأمر الله في الصيام والقيام، فيا ويلهم ثم يا ويلهم " فلا صدق ولا صلى، ولكن كذب وتولى، ثم ذهب إلى أهله يتمطى، أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى"
منبها في الختام ، و قبل تناول المرطبات واستعدادا للمحاضرة ، بصوت جوهري، بقوله:"
أيها المسلمون، أفهموا ما في هذا العيد من رموز الفداء والتضحية والمعاناة، لا ما فيه من معاني الزينة والتفاخر المادي، ذاك حق الله على الروح، وهذا حق الجسد عليكم. وصدق من قال :ليس العيد لمن لبس الجديد إنما العيد لمن طاعاته تزيد ". نعم ليس العيد لمن لبس الجديد وأكل اللذيذ إنما العيد لمن طاعاته تزيد..
ناصحا إياهم بقوله "فلنحرص جميعا على الإسلام خاصة في ديار الغربة و لومع محنة الاعتقال، ولنعش بالإسلام و لنمت على الإسلام، امتثالا لقوله تعالى:" قل : إن صلاتي و نسكي و محياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " ومحفزا في ذلك بالقاعدة الذهبية السننية التي جعلها شاهد القرن و فيلسوف العصر المفكر مالك بن نبي شعار دعوته و عنوان كتبه و التي يقول فيها رب العزة " إن الله لا يغير ما
بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم."

بعد ترتيبات مسبقة من طرف جاليتنا المسلمة في سويسرا منذ أشهر قبيل رمضان، أصبحت زيارة السجون السويسرية مساء أيام عيد الفطر من المكاسب التي حققتها جاليتنا في الغرب، بحيث يزور السجن كل سنة خصيصا بمناسبة أيام العيد خطيب و محاضر ، الاول يقوم بإمامة صلاة العيد في أحد السجون المركزية والثاني يلقي محاضرة في موضوع ذي صلة ، وقد وقع هذه السنة تكليف كاتب هذه السطور بالجزء الاخير من المهمة أي إلقاء المحاضرة، و قد حاولت حينها في مداخلتي ربط هجرة المسلمين بالمحنة التي يعيشونها والقانون الدولي، و لنكتفي في هذه السانحة بوصف الوضع في أحد "بيوت يوسف" في بلاد الغرب ، لأنه لأول مرة أحاضر في يوم عيد وفي سجن في الغرب..
و قبل ذلك دعونا نقدم تعريفا عاما للسجن حسب الاعراف الدولية، فالسجن هو "حرمان المرء من حقه في الحرية، ينفذ بحبسه في بيئة مغلقة. ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون للاحتفاظ بالفرد تحت تحفظ الدولة آثار ضارة على صحة هؤلاء الأشخاص". ومع الأسف، فإن ذلك هو الحال - بدرجة أو بأخرى - في كثير من سجون العالم. وكما تشير إليه عبارة شائعة لمفوض السجون البريطاني باترسون والتي أح يكررها بعده مرارا الحقوقيون، قوله "يرسل السجناء إلى السجن كعقاب وليس من أجل العقاب."
ويمثل احترام حقوق الإنسان، حتى الأساسية منها، مشكلة تقليدية في السجون. وفي أوروبا على وجه الخصوص، علما أنه كانت هناك محاولات رئيسية لحماية السجناء من انتهاك حقوقهم الأساسية، كما يتضح من مثال الاتفاقية الأوربية لمناهضة التعذيب التي يضيق الوقت لشرحها..
وفي هذا الاطار كانت لنا زيارة للسجن العتيق المسمى " بوا ميرمي"، في قلب مدينة لوزان السويسرية والعاصمة الدولية الاولمبية بمناسبة عيد الفطر المبارك، فبعد المرور على الجناح الاداري ومراقبة هوياتنا وهدايا الحلويات والمرطبات و الشاي المغربي التي اهدتها جاليتنا المسلمة للسجناء بكميات كبيرة، دخلنا بعد عدة حواجز لقاعة المحاضرات التي ستقام فيها صلاة العيد ، حينها، بدأ تدفق السجناء المسلمون بالعشرات في انتظام شبه عسكري من معابرهم ومن الطوابق الثلاثة للمبنى، تحت أنظار حراس السجن من مداخل متعددة، وبعد ابتهالات خفيفة صلى بنا الامام صلاة العيد بقصر السور مراعاة للوقت وتخفيفا عليهم، ليترك متسع من الوقت لخطبتيه بالعربية والفرنسية والمحاضرة، وفعلا انطلق الامام بعد تكبيرات سبع في إلقاء خطبتي العيد المبارك، فبعد أن حمد الله و أثنى عليه بلغة عربية راقية، مهنئا ومذكرا بفضل شهر كريم كرمضان، الذي يهل علينا في ديار الغرب مذكرا بحديث الرسول(رسول الله صلى الله عليه وسلم) القائل: " بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا، فطوبى للغرباء"، مخاطبا السجناء بقوله :" طوبى لكم أيها السجناء الغرباء ، طوبى للغرباء عبر العصور والأجيال .. طوبى لكم في غربتكم هذه .. طوبى لكم في هجرتكم هذه .. طوبى لكم في ديار الغرب وأنتم متمسكون بسنة نبيكم و دين ربكم .. طوبى لكم يا أحباب رسول الله.. رغم الشدائد و المحن، إنه درس الابتلاء و فرصة لتصحيح الاخطاء، أيها السفراء."، يصفهم بالسفراء لتحميلهم المسؤولية، لاغير..
مضيفا بقوله :"ها هو يغادرنا شهر رمضانَ شهرُ القرآن في هذا العام الشديد الحر بمعان شتى، وأمتنا تواجهُ من الأخطار والتحدّيات، ما يستهدفُ أبناءَها في عقيدتهم ومقدّساتهم وأرضهم وثرَواتهم، بعدما خلفته الثورات العربية و ردود أفعال النظم العربية والدولية عليها، في تونس و مصر و ليبيا و خاصة الوضع في سوريا و العراق و اليمن " .. شارحا أن هذا الوضع في العالم العربي "خلف ضحايا و شرد عائلات منذ بضعة سنوات منهم بعض الحاضرين الان معنا، فعليكم أن تواجهوا هذه المحن بجلد و صبر كصبر الصائمين في رمضان".. مرشدا إياهم بقوله "إذا كان رمضان هذا الشهرُ الكريم، يمرُّ على كثيرٍ من الناس وهم عنه غافلون، فإن حَمَلَةَ رسالةِ الإسلام أمثالكم، يُدركون فضلَ شهر رمضان، ودورَه في حياة الأمة رغم المحن والشدائد، فيهيّئون أنفسَهم لاستقباله وتوديعه كما يليقُ به رغم مرارة الوحدة في الزنزانة بعيدا عن الاهل و الاقارب، ليكونَ لكم مَوسِمَ خيرٍ وعطاء، وفرصةً للتقويم والارتقاء، ومُنطَلَقاً للنهوض والبناء عند خروجكم من السجن، وزاداً تستعينون به على وعثاء السفر ومشقة الطريق" وبالنسبة للخطيب فرمضان حتى في السجن يعد بحق مناسبةً لتجديد العهد مع الله مذكرا ببعض الأحاديث منها قول رسول الله (رسول الله صلى الله عليه وسلم) يوماً لأصحابه وقد حضرَ رمضان:" أتاكم رمضانُ شهرُ بركة، يَغشاكم الله فيه، فيُنزِلُ الرحمةَ، ويَحُطّ الخطايا، ويستجيبُ فيه الدعاء، ينظرُ الله تعالى إلى تنافُسِكم فيه، ويُباهي بكم ملائكتَه، فأرُوا الله من أنفسِكم خيراً، فإنّ الشقيّ من حُرِمَ فيه رحمةَ الله عز وجل"، مذكرا بأن رمضانَ مدرسةٌ متعدّدةُ الفصول، متنوعةُ الدروس، عظيمةُ الفوائد، ولكلّ فردٍ حظُّه من هذا الخير العميم، بمقدارِ استعداده واجتهاده وتوفيقِ الله عزّ وجلّ إيّاه ولو بين أربعة جدران. فطوبى لمن اغتنمَ أوقاتَه، وتعرّضَ لنفَحاتِه، واستدركَ ما فاته رغم محنة الاعتقال..
مركزا أيضا على فضل العبادة عموما أثناء المحن، واصفا اياها بأنها تجدّدَ في القلوب معانيَ الإيمانِ بالله تعالى، والإخلاص له، والإنابة إليه، مع ضرورة التقرّبَ إلى الله بالتوبة والاستغفار يوميا، والإقلاع عن الذنوب، وحُسنِ أداء العبادات، منبها بقوله "لا ننسى أن ندعو الله تضرّعاً وخُفيَة و لو في جحر، ونبتهِلُ إليه خوفاً وطمعا، نتلو كتابَ الله متدبّرين، بقلوبٍ خاشعةٍ، وعيونٍ دامعة، نسألُ اللهَ الجنة، ونستعيذُه من النار، مستشعرين فضلَ الله علينا وعلى الناس جميعا."
أم الجزء الثاني من خطبه فقد ركز فيها الخطيب على معنى العيد، أي أن العيد يوم الشكر والحمد والتكبير، قائلا أن "الله أكبر كبيرا، شعار المسلمين في كل وقت وعلى كل حال، فالحمد لله والشكر لله في السراء و في الضراء! في الشدة و في الرخاء! الحمد لله والشكرلله حين البأس وحين السقم! الحمد لله في كل حال وعلى كل حال! ".. شارحا ذلك بقوله أن يوم العيد أشبه بيوم الوعيد، أي أشبه بيوم القيامة، مصداقا لقوله تعالى :" وجوه يومئذ مسفرة، ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة، ترهقها قترة".. مبينا بقوله:" فأما المستبشرون الفرحون، فأولئك الذين أتم الله عليهم نعمة الصيام والقيام، فهم في هذا اليوم يفرحون وحق لهم أن يفرحوا، ولو في السجون. وأما الوجوه التي عليها غبرة، ترهقها قترة، فوجوه أولئك الذين لم يقدروا نعمة الله، ولم يمتثلوا لأمر الله في الصيام والقيام، فيا ويلهم ثم يا ويلهم " فلا صدق ولا صلى، ولكن كذب وتولى، ثم ذهب إلى أهله يتمطى، أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى"
منبها في الختام ، و قبل تناول المرطبات واستعدادا للمحاضرة ، بصوت جوهري، بقوله:"
أيها المسلمون، أفهموا ما في هذا العيد من رموز الفداء والتضحية والمعاناة، لا ما فيه من معاني الزينة والتفاخر المادي، ذاك حق الله على الروح، وهذا حق الجسد عليكم. وصدق من قال :ليس العيد لمن لبس الجديد إنما العيد لمن طاعاته تزيد ". نعم ليس العيد لمن لبس الجديد وأكل اللذيذ إنما العيد لمن طاعاته تزيد..
ناصحا إياهم بقوله "فلنحرص جميعا على الإسلام خاصة في ديار الغربة و لومع محنة الاعتقال، ولنعش بالإسلام و لنمت على الإسلام، امتثالا لقوله تعالى:" قل : إن صلاتي و نسكي و محياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " ومحفزا في ذلك بالقاعدة الذهبية السننية التي جعلها شاهد القرن و فيلسوف العصر المفكر مالك بن نبي شعار دعوته و عنوان كتبه و التي يقول فيها رب العزة " إن الله لا يغير ما
بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم."
