الأخبار
فلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنين
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأداء الفلسطيني فارغ وخيالي بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2015-08-04
الأداء الفلسطيني فارغ وخيالي بقلم : حماد صبح 
يتصف الأداء الفلسطيني الرسمي بصفتين أساسيتين حاكمتين له في كل مجالاته . الأولى : تركيزه على الخارج لا الداخل ، والثانية : الوعود بتحسن كل شيء مستقبلا ، قريبا أو بعيدا حسب نوعية الموعود به . في الصفة الأولى تركز السلطة أو منظمة التحرير أو "دولة فلسطين " ، لا يهم المسمى ، كل نشاطها السياسي على الخارج . تجري وراء مبادرات لا تزيد عن كونها فقاعات تختفي عند أول عقبة تواجهها . ونكتفي بأحدثها وهي المبادرة الفرنسية باقتراح حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بإشراف مجلس الأمن ينهي الاحتلال في منظور زمني محدد . هللت السلطة للاقتراح وناطت به أكبر الآمال ، واعترضت أميركا عليه ومعها إسرائيل ، فاختفى . وانبعث بعده مباشرة سراب غريب مفاجىء ، هو سراب مبادرة نيوزيلندية ! وأبدت السلطة شيئا من الفرح بالسراب النيوزيلندي، وزار رياض المالكي وزير الخارجي الفلسطيني نيوزيلندا لتشجيع مبادرتها . وكان فرح السلطة بوهم المبادرة النيوزيلندية أقوى الأدلة على بؤس تعلقها بأوهام مجيء الحل والفرج من الخارج . ماذا تملك نيوزيلندا من مؤهلات اقتراح حل وهي الدولة الصغيرة المنعزلة عن أي تأثير في الأحداث الدولية ؟ وكيف ستنجح في ما فشلت فيه فرنسا ؟ كل ما حرك سراب مبادرة منها أنها عضو مؤقت في مجلس الأمن حاليا . ويبدو أن هذا كان كافيا لتأمل منها السلطة مبادرة لملء الفراغ في لعبة البحث عن الحلول في الخارج . وبعد موت الحديث عن المبادرة النيوزيلندية بدأ الحديث عن مبادرة قبرصية عقب زيارة نتنياهو لقبرص ، ثم خفض سقفها إلى اقتراح قبرصي بأن يلقي كل من عباس ونتنياهو خطابا أمام مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل . يعني خطاب علاقات عامة يتحدث فيه كل واحد منهما عن رغبته في السلام وأن المفاوضات هي الوسيلة الوحيدة للحل . ولا نريد أن نتحدث عن المجال الثاني الخارجي الذي تتحرك فيه السلطة ، وهو مجال إدانة جرائم إسرائيل في المحاكم والمحافل الدولية المختصة مثل محكمة الجنايات الدولية والمجلس العالمي لحقوق الإنسان ، فالنتائج المعدومة وعدم جدية السلطة في هذا المجال أوضح من كل شرح وتفصيل . ومن مظاهر الأداء الخارجي الفلسطيني الفارغ كثرة سفريات المسئولين في السلطة للخارج دون أي نتيجة لتلك السفريات تفيد القضية ولو أصغر فائدة . هي في الحقيقة سياحات ونزهات مكلفة لميزانية السلطة ، وكان يجب أن تصرف في وجوه محلية تنفع البلاد والعباد ، وما أحوجهما إليها . في الدول الحقيقية تحدد ميزانية لسفريات المسئولين الخارجية التي لا تكون إلا لمصلحة الدولة وبنتائج محددة . وحدث في ولاية سابقة لنتنياهو أنهم أخبروه بنفاد ميزانية سفرياته على قلة تلك السفريات التي عادت دائما على إسرائيل بأعظم النتائج . وفي الوعود بتحسن الأحوال مستقبلا نجد هذه الصفة هي السائدة في مواجهة المشكلات المتراكمة بكل أنواعها . كل مسئول يبشر الناس بأن الحل لهذه المشكلة أو تلك قادم ، وما عليهم إلا الاستبشار والانتظار ، ويمضي الوقت ، ولا يأتي الحل ، ولا أحد يحاسب المسئول على بشارته أو كذبه ، فيتجرأ ويبشر ثانية بحل نفس المشكلة أو حل مشكلة أخرى جديدة في دائرة مسئوليته . قبل انفجار أزمة الكهرباء الأخيرة في غزة بشر الناس بزيادة ساعات التوصيل ، وبعد البشارة بيومين صدموا بإنقاصها . وهكذا في كل حال وكل مجال . أداء فارغ فاشل وخيالي باطل . ولذلك كثر عندنا المتحدثون ؛ لأن حديثهم لا يكلفهم عبئا أو يجرهم إلى مساءلة أو محاسبة حين لا يصدق أو لا يتحقق . ومن ينظر في صور العاملين في الشأن العام الفلسطيني لا يقع إلا على صور لأناس مفتوحي الأفواه ، وأحيانا يشيرون بأيديهم ، أو بأصابعهم السبابة ، ويستحيل أن يرى صورة مسئول يفتتح مصنعا أو مؤسسة إنتاجية أو مؤسسة تعليمية أو اجتماعية مكتفيا بكلمات قليلة شأن العاملين الجادين الرصناء . ولاتصاف الأداء الفلسطيني الرسمي بالصفتين السابقتين ، ولما لهما من مؤثرات سلبية تدميرية على الأداء الفلسطيني الوطني في مجمله انتهينا إلى هذه الوضعية المشلولة في كل شيء ، سياسة واقتصادا ومجتمعا ، بينما عدونا ينتصر ويزدهر في كل شيء ؛ للفرق المهول الواسع بين الأداء الفلسطيني والأداء الإسرائيلي ، ونوعية النتائج دائما حسب نوعية أداء العاملين . الأوطان والمجتمعات تبني من داخلها ، وتوظف المؤثرات الخارجية لتعزيز بنائها الداخلي ، ولا يمكن توظيف تلك المؤثرات ولو بقدر ضئيل من الفاعلية والنجاح ما دام الداخل متصدعا مهلهلا مثلما هي حال الداخل الفلسطيني .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف