الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الهجرة الى الوطن بقلم:زينب الشلالفه

تاريخ النشر : 2015-08-04
الهجرة إلى الوطن

قسم قلبه إلى كسرتين وأطعم إحداهما للخوف والأخرى للأمل ومضى كما الطيور المهاجرة. تنتابه الرغبة في الطيران إلى البعيد  منذ زمن فهو يقصد وجهات كان قد حرم على نفسه العودة لها مرارا، ويسلك طرقا ليس متأكدا من وجود أي مأرب له فيها غير محبة السفر. هو لما لم يجد وجهته بعد أن أضناه البحث رأى في سلوك الطرق متعة لعله يوما ما يتعثر بصاحب في السفر أو لعله يجد في إحدى محطات الطريق وجة له.

وحيث أنه لا يدرك الفرق بين الاحتمال واليقين فإن لكلاهما نفس التأثير عليه. الاحتمالات لا تؤثر عليه فقط بل كثيرا ما تحدد له ما يحب وما يكره.  لقد كانت الاحتمالات درسه المفضل في المدرسة رغم أنه لم يحب الرياضيات، وأحب أغنية ساعات ساعات لصباح لقيامها على الاحتمالات، ويكره التكنولوجيا لأنها تحد من الاحتمالات وتفسدها، ويكرهها أيضاً لأنها تشغلنا عمن نعرف بمن وما لا نعرف. رغم ذلك فهو يريد مغادرة ما يعرف الى المجهول.

غريب إيمانه بما لم يعرف، وغريبة ثقته بالآتي رغم أن الحياة علمته أن الآتي قد يكون أسوء مما مضى وأن الأسوء قد يحدث في أي وقت. الحياة علمته أيضاً أنه العدو الأول لنفسه وأرته من معايب نفسه ما لم تره من عيوب أحد حتى رأى عيوبه أكبر من عيوب الخلق مجتمعة. لقد أوقفته أمام نفسه مرارا يأكل من الشجرة المحرمة وتبدو له سوءاته فلا يجد ورقا من ورق الجنة ولا من ورق التوت ليواريها به. من يومها وهو تربطه بنفسه علاقة غريبة يشعر فيها أن عليه ان يحب الجلاد إذ حينما يكون هو نفسه الجلاد فإن الجلاد هو الصاحب الوحيد الذي لا يفارقه أبدا.

 يقرر الرحيل رغم إيمانه بقول أحمد شوقي لا شيء يعدل الوطن. رغم ارتباطه بالوطن إلا أن التساؤلات حول الوطن سكنت قلبه منذ أن أصبح الوطن في رأيه أكثر من مجرد مكان. منذ ذلك الحين تسكنه اسئلة حول ما يكون الوطن ولا يفلح في الإجابة عليها. التساؤلات في قلبه كثيرة. البحث عن إجابات لبعضها هو بوصلته في الطريق، في حين أنه آيس من وجود إجابات للبعض الاخر. يشغله قلبه بالأسئلة وييأسة من الإجابة ويتركه واقفاً أمام سياط الأسئلة التي لا جواب لها كمجرم تحت سوط جلاد.

ما أقسى قلبه لقد وصل به الجفاء مبلغ أن لا تأخذه الرأفة بنفسه، وتأخذنا الرأفة بمن نعرف. ربما لو عرف نفسه لرأف بها. يواسيه أحيانا أن يرى قلبه خلسة يبكي بحرقة على طفل يموت من الجوع أو البرد. يبكي بحرقة وشعور بالذنب كما لو أن الجوع والبرد جنود سخرت له فسلطها على الأطفال ومن لا حول لهم ولا قوة. إنه ليبكي أحيانا حتى على فرعون لم يرزق بموسى ليقول له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. يثق بهذا القلب الغريب ويسافر معه بعيدا عن الوطن بحثا عن أشلاء أخرى للوطن غير المكان.

زينب الشلالفه 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف