داعش و الثورة العربية المعاصرة...
بقلم شعبان الغزالي
إحتار المثقفون و المحللون و الإستراتيجيون و السياسيون و "خبراء حل الأزمات" تسمية جديدة ظهرت على الساحة، إحتاروا في تفسير ظاهرة داعش التي تعم جزء كبير من المنطقة العربية. حيرتهم ليست الأولى، إحتاروا أيضا في تفسير الثورات العربية، و ما سمي بالربيع العربي... لكنهم بعد التفكير و التمحيص و الجدل توصلوا لنتيجة أن داعش مثلها مثل ثورات الربيع العربي، ما هي إلا مؤامرات كونية تحيكها الغرف الظلماء الأمريكية و الإسرائيلية على الدول العربية، طبعا هم يعنون النظام السياسي العربي، لأن الشعب العربي لا يوجد في قوالب تفكيرهم و تحليلهم للظاهرة.
إفشال الثورات العربية في إحداث التغيير الذي يصبوا له المواطن العربي لم يكن بيد الأنظمة الساسية، بقدر ما تعرضت له هذه الثورات من القدح و الذم و التخوين من النخبة العربية المثقفة، التي جاهدت في إلصاق المؤامرة الكونية للتحركات الشعبية العربية، مرة لتواطؤ النخبة مع النظام القائم و مرة أخرى لغيابعا الطويل عن الشارع و هموم المواطن، أما الأحزاب و القوى السياسية التقدمية و اليسارية فهي أول من تصدت للثورة، لتكلسها و لعبها دور البترينة و الرافعة للأنظمة السياسية القائمة.
النخبة و الطبقة المثقفة خذلت الجماهير العربية مرة، فهل تخذلها مرة أخرى؟؟ يبدو أن هذا هو الحاصل و الذي أدى لصعود داعش البرقي في المنطقة العربية. داعش ليست ظاهرة عابرة، داعش فكر ثوري قديم جديد، جاء في ظل غياب فكر ثوريحقيقي، فكر لفظ أنفاسه الأخيرة في منتصف التسعينات من القرن الماضي، و لو نظرنا لأقطاب هذا الفكر الآن، سنجدهم في معظمهم يشغلون مناصب وزارية و وظائف حكومية مرموقة، هكذا كانت الصفقة.
الأنظمة العربية لم تتغير، هي نفسها مثلما عهدناها، أنظمة فاسدة، عائلية، عشائرية، قبلية، مافيوزية، تدوس على المواطن، لم توفر و لن توفر له الحياة الكريمة، لم تُحدث تطور إجتماعي أو ثقافي أو إقتصادي للمواطن العربي، بالمقابل القوى السياسية "المعارضة" الثورية تم إذابتها في نفس النظام السياسي و أصبحت جزء منه.
لم يبقى للمواطن العربي في ظل هذا الفراغ الفكري و الثوري سوى الملاذ الأخير الدين، على الأقل يدعو الله بعد الصلاة على اللي كان السبب في محنته. من هنا نشطت القوى الدينية المتطرفة في استيعاب الشارع العربي بعد أن دفعت به السلطة و القوى السياسية و النخبة لذلك. المواطن العربي الذي تعرض للهوان و الإذلال و التهميش و الإفقار من نظامه، و للإزدراء من مثقفيه، جاهز أن يتحالف مع أي قوة تطرح نفسها كبديل للوضع المزري السائد في المنطقة العربية، كيف نفسر تحالف الموصليين مع داعش!!! بسيطة، هم يعرفون أن إنتاج العراق من النفط يبلغ سنويا 200 مليار دولار أمريكي، في الوقت الذي تفتقر فيه العاصمة أو جزء منها للتيار الكهربائي، هل يعقل؟؟ في دولة منتجة للنفط!!! نعم لأن النظام السياسية في العراق لا يمكن أن يُطلق عليه دولة و حكومة.
رضينا أم أبينا، هذا هو التعبير الثوري الحالي للجماهير العربية "داعش" هي تثور على وضعها و تحارب جزارها بسيف داعش، بعدين المواطن العربية مش خايف من داعش، فهو مسلم ملتزم، اللي خايفين من داعش هم الثوريون القدماء اللي غيروا جلدهم و أصبحوا روافع لأنظمتهم، لذلك يلصقوا داعش بالأمريكان و الإسرائيليين، خطاب اصبح بالي.
هذا لا يعني أن القوى الإقليمية و العالمية لم تستغل الظاهرة، الكل إستغلها حسب مصلحته، لكن يبدو أن الظاهر خرجت عن السيطرة و أصبحت فكر ثوري جماهيري.
لذلك نوجه نداء للقوى الثورية أن تنفض عن نفسها غبار السلطة، أن ترجع لجماهيرها، حاضنتها المنطقية، قبل فوات الأوان...
بقلم شعبان الغزالي
إحتار المثقفون و المحللون و الإستراتيجيون و السياسيون و "خبراء حل الأزمات" تسمية جديدة ظهرت على الساحة، إحتاروا في تفسير ظاهرة داعش التي تعم جزء كبير من المنطقة العربية. حيرتهم ليست الأولى، إحتاروا أيضا في تفسير الثورات العربية، و ما سمي بالربيع العربي... لكنهم بعد التفكير و التمحيص و الجدل توصلوا لنتيجة أن داعش مثلها مثل ثورات الربيع العربي، ما هي إلا مؤامرات كونية تحيكها الغرف الظلماء الأمريكية و الإسرائيلية على الدول العربية، طبعا هم يعنون النظام السياسي العربي، لأن الشعب العربي لا يوجد في قوالب تفكيرهم و تحليلهم للظاهرة.
إفشال الثورات العربية في إحداث التغيير الذي يصبوا له المواطن العربي لم يكن بيد الأنظمة الساسية، بقدر ما تعرضت له هذه الثورات من القدح و الذم و التخوين من النخبة العربية المثقفة، التي جاهدت في إلصاق المؤامرة الكونية للتحركات الشعبية العربية، مرة لتواطؤ النخبة مع النظام القائم و مرة أخرى لغيابعا الطويل عن الشارع و هموم المواطن، أما الأحزاب و القوى السياسية التقدمية و اليسارية فهي أول من تصدت للثورة، لتكلسها و لعبها دور البترينة و الرافعة للأنظمة السياسية القائمة.
النخبة و الطبقة المثقفة خذلت الجماهير العربية مرة، فهل تخذلها مرة أخرى؟؟ يبدو أن هذا هو الحاصل و الذي أدى لصعود داعش البرقي في المنطقة العربية. داعش ليست ظاهرة عابرة، داعش فكر ثوري قديم جديد، جاء في ظل غياب فكر ثوريحقيقي، فكر لفظ أنفاسه الأخيرة في منتصف التسعينات من القرن الماضي، و لو نظرنا لأقطاب هذا الفكر الآن، سنجدهم في معظمهم يشغلون مناصب وزارية و وظائف حكومية مرموقة، هكذا كانت الصفقة.
الأنظمة العربية لم تتغير، هي نفسها مثلما عهدناها، أنظمة فاسدة، عائلية، عشائرية، قبلية، مافيوزية، تدوس على المواطن، لم توفر و لن توفر له الحياة الكريمة، لم تُحدث تطور إجتماعي أو ثقافي أو إقتصادي للمواطن العربي، بالمقابل القوى السياسية "المعارضة" الثورية تم إذابتها في نفس النظام السياسي و أصبحت جزء منه.
لم يبقى للمواطن العربي في ظل هذا الفراغ الفكري و الثوري سوى الملاذ الأخير الدين، على الأقل يدعو الله بعد الصلاة على اللي كان السبب في محنته. من هنا نشطت القوى الدينية المتطرفة في استيعاب الشارع العربي بعد أن دفعت به السلطة و القوى السياسية و النخبة لذلك. المواطن العربي الذي تعرض للهوان و الإذلال و التهميش و الإفقار من نظامه، و للإزدراء من مثقفيه، جاهز أن يتحالف مع أي قوة تطرح نفسها كبديل للوضع المزري السائد في المنطقة العربية، كيف نفسر تحالف الموصليين مع داعش!!! بسيطة، هم يعرفون أن إنتاج العراق من النفط يبلغ سنويا 200 مليار دولار أمريكي، في الوقت الذي تفتقر فيه العاصمة أو جزء منها للتيار الكهربائي، هل يعقل؟؟ في دولة منتجة للنفط!!! نعم لأن النظام السياسية في العراق لا يمكن أن يُطلق عليه دولة و حكومة.
رضينا أم أبينا، هذا هو التعبير الثوري الحالي للجماهير العربية "داعش" هي تثور على وضعها و تحارب جزارها بسيف داعش، بعدين المواطن العربية مش خايف من داعش، فهو مسلم ملتزم، اللي خايفين من داعش هم الثوريون القدماء اللي غيروا جلدهم و أصبحوا روافع لأنظمتهم، لذلك يلصقوا داعش بالأمريكان و الإسرائيليين، خطاب اصبح بالي.
هذا لا يعني أن القوى الإقليمية و العالمية لم تستغل الظاهرة، الكل إستغلها حسب مصلحته، لكن يبدو أن الظاهر خرجت عن السيطرة و أصبحت فكر ثوري جماهيري.
لذلك نوجه نداء للقوى الثورية أن تنفض عن نفسها غبار السلطة، أن ترجع لجماهيرها، حاضنتها المنطقية، قبل فوات الأوان...