الأخبار
رابطة الدوري الإسباني تعلن مواعيد الجولة الأولى من الموسم الجديدكم بلغت أرباح الهلال بعد وداع مونديال الأندية؟نجوم الرياضة يودعون ديوغو جوتا في مراسم مهيبة وأجواء حزينةلماذا تظهر الآن بوادر صفقة بين حماس وإسرائيل؟ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.338الرئيس الأمريكي.. وتحدي القضاء الإسرائيليتأثير العوامل النفسية على البشرةالاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

" الضوضاء.."بقلم:عبد الهادي شلا

تاريخ النشر : 2015-08-02
" الضوضاء.."بقلم:عبد الهادي شلا
" الضوضاء.."
عبد الهادي شلا
E:[email protected]
بعد أن كانت الطبيعة ملهمة الشعراء والفنانين لجمالها وسحر ما فيها من صور الجمال كالطيور والحيوانات والغيوم والبحار،دب فيها ضجيج لم يعد يحتمل بسبب الغزو التقني و تغير طرأ على طبيعة البشر الذين تعرضوا لكثير من صور الخوف والقلق من الحروب أو الفقر أو إضطهاد إنساني بصور جعلتهم مُستـَفـَزٌين من أي حركة مُريبة أو توقع سوء لا يدرون متى يحل بهم أو من أين يأتيهم.

بنظرة شاملة لما جـَدَّ على الحياة وتعامـُل البشر فيما بينهم لن نجد صعوبة في التعرف على بعض أسباب هذا القلق الإنساني وهذه الضوضاء العالية الإيقاع التي نسمعها على مدار الساعة من سيارات أو قطارات أو طائرات تخترق صفاء السماء في كل وقت ، أو من صوت عال متبادل بين الناس في الشارع أو البنايات السكنية في أوقات يكون الآخرون في حاجة إلى راحة وساعات هدوء بعد يوم عمل شاق أو سفر طويل أو بحاجة إلى ان يبقى أطفالهم نيام.

لذلك فقد قامت الدول المتحضرة ومنذ زمن بمنع أي ضوضاء بعد ساعات محددة من الليل خاصة أو الأماكن العامة إلا في حدود الحاجة مثل متابعة العروض الرياضية أو المسابقات وغيرها،ولايسمح بأي ضوضاء زائدة عن منتصف الليل.
ونجد أن البعض وفي مناسباتهم التي تحتاج إلى وقت متاخر فإنهم وبكل أدب يستأذنون جيرانهم بأن ثمة ضوضاء " ربما " تصدر عنهم، الأمر الذي يشعر معه الجميع بتقدير مشاعرهم وهذا لا يكون في الغالب إلا في يوم عطلة مثل يوم السبت وليلة الأحد.

منذ زمن غير بعيد "كان" في عاداتنا الكثير من الإحترام المتبادل بين الجيران حيث الجميع يشارك ويفرح مع الفرحين أو يحزن ويواسي المحزونين،وقد يتعطل فرح ما على وشك الإتمام بسبب موت أحد الجيران أو مصيبة عامة.

في هذا الزمن الذي أصبحت الضوضاء سمة طاغية فقد إختفت هذه الظاهرة الطيبة من عاداتنا ولم يعد أحد" إلا من رحم ربي" يقيم وزنا لأحزان الآخرين،وقد يرى البعض سببا لذلك بأن الأحزان في حياتنا طغت على الأفراح أو أن " الحي أبقى من الميت" في أبسط صورة يدعيها البعض وأن الزمن تغير !!

هذا الأنفلات وهذا التساقط للقيم أثر في أجيال باتت ترى فيها "تخلفا" يجب التخلص منه،ولكننا لوعدنا لتأمل هذه العادات الحميدة لوجدنا أنها أحد العــُرى الوثقى في بناء المجتمع وسلامته وتماسكه.

فلماذا نترك لهذه الضوضاء مجالا للإتساع وأن ترسل تقاسيمها الصاخبة لتزعجنا وتقلق راحة المتعبين وترهق عيون الأطفال النيام؟!

إن الحكمة تقتضي أن نكون في مستوى البلاد المتحضرة التي نتواصل معها في كل شؤون حياتنا،ولن نعجز عن الإستفادة مما زرعته في نفوس أبنائها من إحترام بينما نحن الذين كنا نصدره للأخرين بعد أن تلقينا أعظم رسالة في كتاب كريم :"واغضض من صوتك إن أنكرالأصوات لصوت الحمير ".
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف