الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأخلاق والسياسة بقلم يحيى قاعود

تاريخ النشر : 2015-08-02
الأخلاق والسياسة بقلم يحيى قاعود
الأخلاق والسياسة بقلم يحيى قاعود

الحمد لله على نعمة الإسلام التي أنعم الله بها علينا، فالإسلام دين وحياة كاملة بقوانين ربانية، أرسل الله بها محمد صلى الله عليه وسلم، ليعلمنا أمور ديننا، فقد قال لنا رسولنا الكريم: " إنما
بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". الأخلاق أو الأخلاقية التي بحثت عنها الغرب عدة قرون كتب ونظر لها الفلاسفة والمفكرين، كانت تتقدم ببطء شديد بعد حروب دموية لسنون طويلة، إلا أنها تطورت وأصبح هناك مفاهيم أخلاقية، وانعكست في معاملات الغرب الحياتية.

 هذه الأخلاق أكرمنا الله بها قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، أخلاقاً كاملة دون نقص أو تجديد، حتى الجنين في بطن أمه له حقوق شرعها الله له، وإلى يومنا هذا الغرب لم يصل لهذه الحقوق بالرغم من تشريعات حقوق الإنسان التي وصل لها الغرب.

ليست المشكلة في التشريع والتطبيق، بل في خلط المفاهيم وتضاربها. فالإسلام غير المسلمين، والدين غير المتدينين. لا أتحدث عن جدلية الدين والسياسية، بقدر ما اتحدث عن ضياع مكارم الأخلاق. فقد نجد من يعارض أوسلو التي أوصلتنا لإقامة سلطة وطنية على أرض قطاع غزة والضفة الغربية، فهنا تكون
المعارضة سياسية مشروعة، حتى وإن اختلفت الرؤى والوقائع. وإنما نبحث بعد إقامة السلطة وتحرير جزءاً من الوطن، الذي ينعم الجميع به بالحياة والوظيفة ويصارع من أجل الوصول للسلطة، لم تتحدد مفاهيمنا الأخلاقية بحدودها العريضة والواضحة، بل تركت هذه المفاهيم بيد الأحزاب السياسية، تعلمها وتزرعها في عناصرها كيفما تشاء، حتى تضاربت وتداخلت مفاهيمنا وقيمنا، فالذي يتعلمه الطفل في البيت مخالفاً للمدرسة والمسجد والجامعة.

وكانت النتيجة أن يصور أبو ياسين القبيح الانحطاط الأخلاقي والقيمي في مجتمعنا خالطاً ما بين الأخلاق والسياسة، ما بين خياله والواقع، ونحن في أمس الحاجة لكرامة الشعب الفلسطيني، فهو وقود الثورة والقنبلة الديمغرافية والسلاح الاستراتيجي في وجه الاحتلال. يأتي هذا القبيح لينال من عزيمة الشعب ويختزل القضية الفلسطينية في عدد محدد يراه هو الأجدر والأقدر وفقاً لمعتقداته الفكرية. إن حرية التفكير والاعتقاد السياسي مكفولة، ولكن هذه الحرية ذاتها تعطي الآخرين حرية الاعتقاد والاختيار السياسي وفقاً لقيمنا ومفاهيمنا.

فالمجتمع الفلسطيني بالرغم من الاختلاف الحزبي والأيديولوجيات السياسية يخضع لنفس القيم والعادات والتقاليد الأخلاقية، فهي مزيج من ثقافتنا وحضارتنا وديننا. ولذا أطالب بإعادة صقلها من جديد كي تكون عامة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف