الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سينما الإفتراء .. أهانت المعلم !!بقلم:أمير شفيق حسانين

تاريخ النشر : 2015-08-01
سينما الإفتراء .. أهانت المعلم !!بقلم:أمير شفيق حسانين
سينما الإفتراء .. أهانت المعلم !!

بقلم : أمير شفيق حسانين

للفن السينمائي رسالة واضحة المعاني ، ولا ينبغي لها أن تنحرف عن مسارها المنشود ، وإلا صار مضمونها ضعيفاً في محتواه ، هزيلاً وهشاً في قيمته ، مخادعاً لما يحاكيه من واقع وأحداث ، بل لزم علي صناع السينما  ألا يجعلوا من الضحالة والإسفاف عنوانين هدَامة لأعمالهم ، ومَن منا يقبل أن تُهان كرامات أو يُختذل الحياء من أجل كسب المال أو الإسم اللامع .. وجهة نظر لا يعقلها أولي الألباب  !!

  شاهدنا الفنان محمد هنيدي في فيلم " رمضان أبو العلمين " وهو يتقمص دور المُعلم ، والذي أظهر شخصيته ملبدة بالعيوب والمساوئ .. ورأينا الأستاذ رمضان وهو يرتدي البدلة القماش ، التي إرتداها معلمو الزمن الجميل ، وكأنه يقصد السخرية من منظر تلك البدلة ، وعندما وقف في الطابور المدرسي ليخطب في طلاب العام الدراسي الجديد ، بدأ كلمته بعبارة " أُبشركم بسنه سوداء " ، ثم استمر طوال أحداث الفيلم يتلفظ بألفاظ وكلمات غير لائقة !!.. حتي أصابتني الدهشة من هذا العبث الكلامي وإنحدارالذوق وإنعدام روح التأدب في الحديث ؟! ، فهل يسمح معلماً لنفسه بمخاطبة تلامذته بهذه اللهجة الفظة ، الطارده للأمل .. في حين يقف مدير المدرسة ووكيلها وكأن علي رؤوسهما الطير ، خوفاً من الأستاذ رمضان ، سليط اللسان ، والذي يقوم - هو - بأعمال مدير المدرسة ، بينما المدير واقفاً كالمُذنب لا يحرك ساكناً ، مما يوحي للكثيرون أن مدارس مصر حرماً وإدارة ومعلمون يعانون حالة فوضي وإهمال وظيفي ، ثم تجد الأستاذ رمضان يفضح سلوك طلابه المشاغبون ، ويذكر وقائعهم السيئة علناً ، بدلاً من أن ينصحهم سراً ... حتي أن ما فعله رمضان ليس من سمات العملية التربوية الناجحة .. وإنما طيش وقلة خبرة غير مسئوله !!

بعدها يدخل الأستاذ مبروك لحجرة الفصل ، ويُخرج حبلاً طويلاً وسواطاً ، كي يُقيِد من يُخطئ ويضربه بالسواط .. رغم أننا لم نسمع من قبل ، بمُعلم لجئ للعقاب بهذا الأسلوب الوحشي .. ثم يسأل الأستاذ رمضان طلاب الثانوية بعض الأسئلة الحمقاء ، التي لا إجابة لها .. مما يوحي للبعض - كذباً - بأن معلمي مصر جهلاء لا يفقهون شيئاً مما يعلمونه لأنجالنا بالمدارس .. وعندما يعجز الطلاب عن الإجابة ، يأمرهم مُعلمهم بأن يصفعوا بعضهم البعض علي وجوههم .. بغرض إضحاك المشاهدين !! ، ورغم أننا لم نري أو نسمع يوماً ما ، بحادثة لصفع الوجوه مثل تلك التي مثَلها الأستاذ رمضان ، وربما تتسبب في إثارة الشغب والعنف في المدارس ، والتحريض علي الأذي وسوء الأدب بين المتعلمين .. وللأسف ما وجدنا أقلاماً تنتفض لتنتقد تلك المشاهد الكارثية ، فالناس مشغولون باللهو والضحك هرباً من متاعب الحياة !!

وفي مشهد ما ، ينتقل نجل وزير التعليم ، للتعلم بالمدرسة الحكومية الريفية التي يعمل بها الأستاذ مبروك ، ويظهر نجل الوزير مُقيداً بالاحبال و مُعلقاً في سقف حجرة الفصل ، والطلاب يراقبون الأستاذ مبروك وهو يضرب زميلهم بالسواط ، وينادي عليه ساخراً : " إعربي الجُملة يا أُلفت " وكأنه فتاة وليس ولد ، بهدف أن يُحرجه ويُضحك عليه زملائه .. ماذا هذه السذاجة ، واللعب بعقول الناس !! فأي معلم يلجئ لعقاب تلميذه ، بنفس طريقة عقاب رمضان أبو العلمين لنجل الوزير ، ثم من يتشجع علي عقاب نجل وزير التعليم بذلك الشكل المُهين ، بل من يقبل أن يهين كرامة طلاب العلم ولو كان فيهم أبناء الخفراء !!

مشهد جديد ، حيث يذهب مبروك أبو العلمين لوزير التعليم ، ويدخل عليه باكياً ، داعياً علي نفسه بالشلل والموت تحت عجلات القطار ، حتي ينجو من العقاب ، بسبب إهانته لإبنه .. وهو شيئ مفجع أن يُصور مُخرج الفيلم حال المعلم واقفاً متذللاً خائفاً ، وكأنه رخيص الثمن ولا كرامة له !!

وبعدما يعفو الوزير عن رمضان ، يأمر بترقيته للعمل بإحدي المدارس الدولية التي يتعلم فيها أبناء الوزراء ، ويدخل فصل أبناء الوزراء ، وذات مرة  يُفاجئ الأستاذ رمضان بإبن وزير الداخلية ، فيبدو مرتعباً ، بل ويخاطبه بلهجة خائفة : " اتفضل إستريح يا سعادة الباشا " ، بعدما يمسح له المقعد قبل جلوسه !! ، يا لهول تلك الإفتراءات والإهانات والعبث المقصود ، للنيل من كرامة المعلم .. ومن يصدِق بهذا ؟! ، وهل سمعنا عن معلمين مسحوا مقاعد الفصول لأبناء الوزراء من قبل ؟؟! ، يا أسفي علي حال المعلم وسيرته التي نراها تهبط إلي القاع علي شاشة السينما المجنونة !!

وفي مشهد يؤلم النفس ، يذهب رمضان أبو العلمين لمنزل أحد الطلاب ليعطيه درساً خصوصياً  ، فيجد برفقة الطالب إثنين من زملائه ، وأثناء الحصة يطلب المُعلم الذهاب إلي الحمام للتبول ، فيمنعه الطالب من مغادرة الحجرة ، بل ويقف ضاحكاً ساخراً من هيئة استاذه ، وهو يتوسل إليه ويستعطفه أن يسمح له بالخروج ، ولكن الطلاب الثلاثة يحبسون الأستاذ رمضان داخل الحجرة ، بعدما وضعوا كاميرا مراقبة بداخلها ، ثم يذهبوا لحديقة المنزل ، ليشاهدوا ردود فعله من شاشة العرض ، وهو يجري هنا وهناك خوفاً أن يتبول علي نفسه كالأطفال الصغار ، بينما هم  يجلسون ساخرون لا يتوقفون عن الضحك ، حتي جاءت الطامة ، وتبول المُعلم في ملابسه ، وجلس علي أرضية الحجرة يتحسر علي حاله!!

لا شك أنه مشهد كذوب ظلوم ، يُراد به السب والتنكيل بتاريخ المعلمون الشرفاء ، فمن ذا الذي يتجرأ علي إحراج مُعلمه بهذه الحماقة ؟!! ، ومن يملك دليلاً علي حدوث واقعة حقيقية مثل واقعة التبول تلك ؟!! .. الإجابة : لا أحد !!

وفي آخر الفيلم ، يظهر رمضان أبوالعلمين واقفاً بجوار زوجته الراقصة داخل الكازينو ، وأثناء رقصها ، كان ينحني ليجمع النقود الورقية التي يرمي بها السُكاري حول جسدها العاري إلا قليلاً .. مشهد بزئ منافي للحياء ، فمن منكم سمع بمُعلم تزوج من راقصة ؟! ، وهل يجتمع أهل العلم والأدب مع أهل الخلاعة والفسق ؟!!  حتماً كلا  ، لقد صار إنحراف رسالة السينما عن هدفها المطلوب ، واقعاً نبغضه ، فالسينما الساقطة تناست الأخلاق والقيم السوية وابتسمت للعُرِي ورحبت به ، لأجل الشهرة والثراء ، إنها حقاً سينما الإفتراء !!!


[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف