أبدأ كلامي بالصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين الذي بعثه بشيراً ونذيراً وهادياً وداعياً إلى الله وسراجاً منيراً .. حيث قال صلوات ربي وسلامه عليه :
" أصحابي كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم "
واليوم تمسكاً بسنة رسول الله وبعداً ومحاريةً للتشيع والشيعة نهتدي بقطرات الندى من سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه .. وما أدراك ما عمر .
عمر بن الخطاب الذي سأل رسولنا الكريم عنه ذات يوم أخاه جبريل رسول السماء إلى الأرض عليه السلام قائلاً : بالله يا أخي يا جبريل حدثني عن مناقب عمر بن الخطاب عندكم في السماء .. فقال جبريل : " والله يا أخي يا محمد صلى الله عليه وسلم لو مكثت فيكم ما مكث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ما حدثتك عن منقبه واحدة وما عمر إلا حسنة واحدة من حسنات أبي بكر الصديق " !!!
عمر بن الخطاب الذي قال والله لو عثرت بغله في العراق لسألت عنها يوم القيامة [ وهو في المدينة ] لماذا لم تعبد لها الطريق يا عمر ؟؟
هذا من النذر اليسير الذي قيل في عمر وربما لم يكن هذا ما قصدته من مقالي فالمقال يبدأ في التالي ..
عندما رجع عمر بن الخطاب من الشام إلى المدينة المنورة بعد أن استلم مفاتيح القدس من صفرنيوس الروماني بعد فتحها .. انفرد عن القافلة ليتعرف على أخبار الناس من رعيته في المدينة فمر بعجوز في خبائها فقصدها ..
فقالت العجوز : يا هذا ما فعل عمر ؟
قال : لقد أقبل من الشام سالماً
قالت : لا جزاه الله خيراً
قال لها : ولم يا عجوز ؟
قالت : لأنه والله ما نالني شيء من عطائه منذ وليَّ أمر المؤمنين .
قال عمر : وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع النائي؟
قالت : سبحان الله والله ما ظننت أحداً يلي أمر المؤمنين ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها ..
فبكى عمر وقال في نفسه واعمراه ! كل أحد أفقه منك يا عمر حتى العجائز وقال لها :
يا أمة الله بكم تبيعيني ظلامتك من عمر فإني أريد أن أرحمه من النار ..
فقالت : لا تهزأ بي يرحمك الله ..
فقال : لست بهزاء .
وما زال يخاطبها حتى اشترى منها ظلامتها بخمسة وعشرين ديناراً .. وبينما هما كذلك إذ أقبل علي ابن أبي طالب وعبد الله بن مسعود فقالا :
السلام عليك يا أمير المؤمنين .
فوضعت العجوز يدها على رأسها وصاحت :
واسوأتاه لقد شتمت أمير المؤمنين في وجهه .
فقال عمر : لا بأس عليك يرحمك الله ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد فقطع قطعة من مرقعته وكان بثوبه سبع عشرة رقعة !! وكتب فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى به عمر من فلانه ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا بخمسة وعشرين ديناراً مما تدعي عندما تقوم في المحشر بين يدي الله تعالى فعمر بريء منه .. وشهد على ذلك ابن أبي طالب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما ثم دفع الكتاب إلى ولده عبد الله وقال له : إذا أنا مت فأجعله في كفني ألقى به ربي .
هذا ما كان من عمر فماذا سيكون من ولاة أمرنا في مشارق الأرض ومغاربها .. وماذا سيقول الذين يكنزون الذهب والفضة ولا يسألون عمن تولوا أمرهم أم قادرون يومئذٍ كما هم قادرون اليوم .. ؟ إن المستضعفين والمظلومين والأرامل والأيتام والثكالى يضرعون إلى الله في عتمة الليل ويرفعون أكفهم إلى الله .. قائلين " ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها "
عمر بن الخطاب الذي قال عنه حافظ إبراهيم على لسان صاحب كسرى عندما جاء إلى المدينة يسأل عنه فرآه نائماً تحت الشجرة نصفه في الظل ونصفه الآخر في الشمس ومداسه تحت رأسه بدل وسادة :
وراع صاحب كسرى أن رآى عمراً بين الرعية عطلاً وهو راعيها
وفي ختام قصيدته قال حافظ إبراهيم :
أمنت لما أقمت العدل بينهمو فنمت نوماً قرير العين هانيها
فهل ينام ولاة أمرنا قريري العيون ونوماً هادئاً أم أنهم على الحراسات يتكلون .. ؟ وممن يحرسون ويُحرسون.. ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إرحموا من في الأرض يرحمكم الله ..
رحمكم الله .. يا ولاة أمرنا .. لا تحسبوا المسؤولية مغنماً وسوف يحاسبكم الله على الفتيل والقطمير ...
اللهم إني قد بلغت .. اللهم فأشهد
الكاتب : بكر مهدي الفرا
فلسطين قطاع غزة خان يونس
" أصحابي كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم "
واليوم تمسكاً بسنة رسول الله وبعداً ومحاريةً للتشيع والشيعة نهتدي بقطرات الندى من سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه .. وما أدراك ما عمر .
عمر بن الخطاب الذي سأل رسولنا الكريم عنه ذات يوم أخاه جبريل رسول السماء إلى الأرض عليه السلام قائلاً : بالله يا أخي يا جبريل حدثني عن مناقب عمر بن الخطاب عندكم في السماء .. فقال جبريل : " والله يا أخي يا محمد صلى الله عليه وسلم لو مكثت فيكم ما مكث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ما حدثتك عن منقبه واحدة وما عمر إلا حسنة واحدة من حسنات أبي بكر الصديق " !!!
عمر بن الخطاب الذي قال والله لو عثرت بغله في العراق لسألت عنها يوم القيامة [ وهو في المدينة ] لماذا لم تعبد لها الطريق يا عمر ؟؟
هذا من النذر اليسير الذي قيل في عمر وربما لم يكن هذا ما قصدته من مقالي فالمقال يبدأ في التالي ..
عندما رجع عمر بن الخطاب من الشام إلى المدينة المنورة بعد أن استلم مفاتيح القدس من صفرنيوس الروماني بعد فتحها .. انفرد عن القافلة ليتعرف على أخبار الناس من رعيته في المدينة فمر بعجوز في خبائها فقصدها ..
فقالت العجوز : يا هذا ما فعل عمر ؟
قال : لقد أقبل من الشام سالماً
قالت : لا جزاه الله خيراً
قال لها : ولم يا عجوز ؟
قالت : لأنه والله ما نالني شيء من عطائه منذ وليَّ أمر المؤمنين .
قال عمر : وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع النائي؟
قالت : سبحان الله والله ما ظننت أحداً يلي أمر المؤمنين ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها ..
فبكى عمر وقال في نفسه واعمراه ! كل أحد أفقه منك يا عمر حتى العجائز وقال لها :
يا أمة الله بكم تبيعيني ظلامتك من عمر فإني أريد أن أرحمه من النار ..
فقالت : لا تهزأ بي يرحمك الله ..
فقال : لست بهزاء .
وما زال يخاطبها حتى اشترى منها ظلامتها بخمسة وعشرين ديناراً .. وبينما هما كذلك إذ أقبل علي ابن أبي طالب وعبد الله بن مسعود فقالا :
السلام عليك يا أمير المؤمنين .
فوضعت العجوز يدها على رأسها وصاحت :
واسوأتاه لقد شتمت أمير المؤمنين في وجهه .
فقال عمر : لا بأس عليك يرحمك الله ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد فقطع قطعة من مرقعته وكان بثوبه سبع عشرة رقعة !! وكتب فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى به عمر من فلانه ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا بخمسة وعشرين ديناراً مما تدعي عندما تقوم في المحشر بين يدي الله تعالى فعمر بريء منه .. وشهد على ذلك ابن أبي طالب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما ثم دفع الكتاب إلى ولده عبد الله وقال له : إذا أنا مت فأجعله في كفني ألقى به ربي .
هذا ما كان من عمر فماذا سيكون من ولاة أمرنا في مشارق الأرض ومغاربها .. وماذا سيقول الذين يكنزون الذهب والفضة ولا يسألون عمن تولوا أمرهم أم قادرون يومئذٍ كما هم قادرون اليوم .. ؟ إن المستضعفين والمظلومين والأرامل والأيتام والثكالى يضرعون إلى الله في عتمة الليل ويرفعون أكفهم إلى الله .. قائلين " ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها "
عمر بن الخطاب الذي قال عنه حافظ إبراهيم على لسان صاحب كسرى عندما جاء إلى المدينة يسأل عنه فرآه نائماً تحت الشجرة نصفه في الظل ونصفه الآخر في الشمس ومداسه تحت رأسه بدل وسادة :
وراع صاحب كسرى أن رآى عمراً بين الرعية عطلاً وهو راعيها
وفي ختام قصيدته قال حافظ إبراهيم :
أمنت لما أقمت العدل بينهمو فنمت نوماً قرير العين هانيها
فهل ينام ولاة أمرنا قريري العيون ونوماً هادئاً أم أنهم على الحراسات يتكلون .. ؟ وممن يحرسون ويُحرسون.. ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إرحموا من في الأرض يرحمكم الله ..
رحمكم الله .. يا ولاة أمرنا .. لا تحسبوا المسؤولية مغنماً وسوف يحاسبكم الله على الفتيل والقطمير ...
اللهم إني قد بلغت .. اللهم فأشهد
الكاتب : بكر مهدي الفرا
فلسطين قطاع غزة خان يونس