الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإبداع والحرية بقلم:د.مصطفى الغرافي

تاريخ النشر : 2015-07-30
الإبداع والحرية بقلم:د.مصطفى الغرافي
الإبداع والحرية
  دكتور مصطفى الغرافي

    باحث من المغرب

لقد مثلت الحرية، على الدوام،  قيمة سامية تلازم الأدب وتقترن به اقتران ضرورة. إذ لا يمكن تصور المبدع إلا طائرا محلقا في سماوات الفكر والأب. وأي حجر على المبدع، مهما كانت أسبابه ودواعيه، فمن شأنه القضاء على جوهر الإبداع وتقويضه من أساسه، لأن الأغلال والقيود مناقضة تماما لروح الإبداع وجوهره الذي يتميز بأنه تفكير حر في قضايا الإنسان والكون. ويتطلب الإبداع الحرية لزاما من أجل تحقيق هذه الغاية. إذ العلاقة بينهما علاقة تلازم ووجوب. وهل يتصور أحد أن المبدع يمكنه الإسهام في نهضة مجتمعه وتغيير أوضاعه وهو يرسف في أغلال الممنوعات والمحظورات. فما من شك أن المبدع محتاج إلى أن يتحرر أولا حتى يسهم في تحرير غيره. وإذا لم يكن المبدع حرا فإنه يسقط في التبعية والتقليد وسيفقد القدرة على الابتكار والتجديد، فمهما بدا العمل الأدبي فرديا ومتعاليا، فإنه لا يمكن فهمه إلا ضمن الإطار الذي تكون فيه وانبثق عنه، لأن كل عمل يتحدد باعتباره علاقة بين المبدع ومن يتوجه إليهم بإبداعهم. ويستلزم ذلك أن تكون مهمة المبدع هي التعبير عن الرؤيا العامة والأفق المشترك للجماعة التي هو جزء منها. ولا يعني ذلك أي إلغاء لحرية المبدع أو مصادرة حقه في الصوغ الذاتي، كما لا يعني ذلك أن يتحول الإبداع إلى انعكاس للواقع الاجتماعي، لأن الأدب ليس مجرد مرآة تعكس الوقائع والظواهر الاجتماعية بل هو ذات مستقلة وإرادة حرة تتعمق تفاصيل الواقع ووتتواصل معه على نحو فعال وخلاق. ومن خلال هذا التفاعل يكتشف المبدع الرؤى والانطباعات السائدة في المجتمع، لكن التعبير عن رؤيته يتخذ شكلا متميزا يحمل بصمات صاحب العمل وشخصيته باعتباره حرا في مواجهة العمل الإبداختيار الشكل والتفاصيل الفنية الملائمة بمساعدة الحدس والخيال باعتبارهما طاقتين لهما القدرة على الخلق عي وصوغه. وتتجلى حرية المبدع في اختيار مادة العمل الإبداعي وعلى هذا الأساس تكون الحرية هي جوهر الأدب.  فمعها يغدو الإبداع إرادة حرة تتجاوز الواقع وتتخطاه من أجل التأسيس لعالم  مغاير هو النموذج الذي تطمح الإنسانية إلى تحقيقه. والأدب بطرحه لهذا النموذج بديلا للواقع يسهم في التحريض على تغييره. مما يؤكد أن الحرية شرط أساس يتقدم كل عمل إبداعي يستحق هذه التسمية. وبانتفائها يفقد الإبداع قدرته على أداء دوره في تطوير المجتمع والسمو بمستوى أفراده.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف