الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تقليصات الأونروا.. إنتهاك لحقوق الإنسان..!بقلم:علي هويدي

تاريخ النشر : 2015-07-29
تقليصات الأونروا.. إنتهاك لحقوق الإنسان..!

علي هويدي*

آخر ما كان يفكر فيه المرء بأن يكون تقليص خدمات منظمة من المنظمات التي أسستها الأمم المتحدة يشكل انتهاكاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أطلقته الأمم المتحدة بمواده الثلاثين في 10/12/1948، وأن يكون الإنتهاك على مرآى ومسمع الدول التي نفسها تبنت المصطلحات السحرية كالديموقراطية والمشاركة وحرية الرأي والتعبير والمساواة واحترام كرامة الإنسان وعدم التمييز بين جميع أبناء البشر بغض النظر عن اللون أو الجنس أو المعتقد..!   

قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 والذي وافق عليه 51 دولة هو من أسس وكالة "الأونروا" في 8/12/1949، وتلك الدول الـ 51 نفسها هي التي وبعد ثلاثة سنوات من العمل المضني إثر إنتهاء الحرب العالمية الثانية، صاغت وتبنت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أصبح عددها في الوقت الحالي 193 دولة، أي أن من وقَّع على الإعلان العالمي للعام 1948 قد تبنى عملياً مضامين تأسيس الوكالة السياسية والإنسانية وهو الأمر الذي لم يتحقق لا سيما على المستوى السياسي الذي بدأ مع الفقرة الثانية من المادة 13 للإعلان التي تشير إلى أن " يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه"، ولا تزال هذه المادة معلقة أمام السماح للاجئ الفلسطيني بالعودة إلى بلده بعد 67 سنة من النكبة أمام تعنت صهيوني وتواطؤ دولي، على الرغم من أن قرار تأسيس الوكالة يستند الديباجة والفقرة الخامسة وكذلك الفقرة عشرين منه على القرار الأممي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لتاريخ 11/12/1948 الذي يؤكد على المادة 13 وكذلك على الحق في التعويض واستعادة الممتلكات..!

خلال أكثر من ستة عقود تعرضت وكالة "الأونروا" لأكثر من انتكاسة مالية نتيجة عدم إيفاء الدول المانحة بالتزاماتها وأدى ذلك إلى تقليص في الخدمات يعاني منه اللاجئ الفلسطيني سواء على مستوى الإستشفاء أو التعليم أو الإغاثة.. لكن لم تصل يوماً إلى حد التهديد بوقف برنامج من برامجها بشكل نهائي إن لم تغطي الدول المانحة العجز المالي والتعهد باستمرار تقديم الخدمات ونتحدث هنا عن برنامج التعليم، وكذلك التهديد بوقف البرنامج الصحي الذي أعلن عنه صراحة سامي مشعشع الناطق الرسمي باسم "الأونروا" بتاريخ 26/7/2015، بأن الوكالة لديها من الأموال ما يكفي للبرنامج الصحي حتى نهاية العام 2015، أي بمعنى آخر، إن لم يتم توفير الاموال المطلوبة للبرنامج الصحي هو الآخر مهدد بالتوقف. هذه الحالة الخطيرة والإستثنائية بدأت مع المؤتمر الصحفي الذي عقده المفوض العام للوكالة بيير كرينبول في 14/5/2015 وأعلن فيه عن حالة من التقشف الحاد ستواجه الوكالة نتيجة العجز في الموازنة..!

توقف برنامج التعليم والصحة يعتبر إنتهاكاً صارخاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تشير المادة 25 من الإعلان إلى أن "لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة للحفاظ على الصحة والرفاهية له ولأسرته ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الإجتماعية اللازمة.." كما تشير المادة 26 من الإعلان إلى أن "لكل شخص الحق في التعليم ويجب أن يكون التعليم في مراحله الأولى والأساسية على الأقل بالمجان وأن يكون التعليم الأولي إلزامياً وينبغي أن يعمم التعليم الفني والمهني.."..!

توقف برنامج التعليم فيما لو اتخذت "الأونروا" قرارها الرسمي بذلك، والتمهيد سيكون في النصف الأول من شهر آب/أوغسطس القادم..، يعني حرمان 479.519 طالب وطالبة في المرحلة الإبتدائية والإعدادية والثانوية من الحق في التعليم بالإضافة إلى الآلاف من طلاب مراكز التدريب المهني، وتوقف 22.646 موظف عن العمل، وإقفال حوالي 700 مدرسة وتسعة مراكز تدريب مهني..، يعني شطب 55% من الميزانية العامة للوكالة..!

إذا عجزت الدول المانحة عن الإيفاء بالتزاماتها المالية لسبب أو لآخر، واجب على الأمم المتحدة وحرصاً منها على الأسس والمبادئ التي انطلقت لأجلها، أن تبادر لتغطية العجز المطلوب من صندوقها المركزي، وأن تسارع لإنقاذ سمعتها أو ما تبقى من سمعتها بسبب "تغليبها المصالح السياسية على حساب مصالح قِيَم العدالة الدولية ومبادئ حقوق الإنسان"..!

*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

بيروت في 29/7/2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف