الأخبار
2024/5/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في مواجهة الأنروا: توحيد الجهود... في زمن الإنقسام بقلم:تغريد صديق

تاريخ النشر : 2015-07-29
في مواجهة الأنروا: توحيد الجهود... في زمن الإنقسام

محرّرة موقع ناشط الإعلامي


يعاني مجتمع اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان وفي مخيّم عين الحلوة تحديداً، حالة من تبعثر الجهود في مواجهة كافّة الملفّات سواء كانت أمنيّة أو سياسيّة أو حتّى إجتماعيّة ومعيشيّة، ويتمظهر ذلك من خلال عدم الإتّفاق على الأولويّات الملحّة وعلى أساليب العمل وأشكال الضّغط والتأثير بسبب التسييس الفائض لكافّة القضايا وانعكاس آثار الإنقسام السياسي والفصائلي عليها، وهو ما يمنع الكثير من المبادرات الساعية إلى توحيد الجهود، بما في ذلك التي تمسّ الواقع المعيشي والظروف الإقتصاديّة والإجتماعيّة والتربويّة والصحيّة.. لكافّة اللاجئين.

ملفّان أساسيّان، الحقوق المدنيّة والإنسانيّة، وتقليصات خدمات الأنروا، وعلى رغم الإتفاق النظري العام والذي هو في الواقع لا يتخطّى الجانب الإعلامي فقط، إلا أننا لم نتّفق يوماً على تحليل واقعي واضح على آليّات العمل وتحديد أشكال الفعل والتأثير والعمل اليومي الجدّي والملموس لمعالجتها، وإذ دقّقنا ولو قليلاً، لوجدنا أن التسييس الفائض لهذه الملفّات والإستخدام في إطار الإنقسام وتسجيل النقاط هو الإستراتيجيّة المعتمدة من جميع القوى السياسيّة والفصائليّة والتي تجد انعكاسها المباشر على الهيئات المجتمعيّة والأهليّة .

اليوم وعلى رغم التوافق الإعلامي لمواجهة التقليصات المتزايدة لوكالة الأنروا، الا أننا لم ننجز استراتيجيّة واضحة للمواجهة، لا زلنا في مربّع وجهات النظر المتناقضة في الرؤية للأسباب والدوافع، واقتراح وسائل ضغط  غير مؤثّرة لكنّها مريحة، وعجز عن التواصل مع جمهور اللاجئين والمتضرّرين، والنتيجة فعاليّات ضامرة ونخبويّة تلعب دوراً عكسيّاً في تيئيس الناس وهزالة قدرتهم على الفعل والتأثير والتعزيز المتزايد لظاهرة حجب الثقة الشعبية عن كل الهيئات والأطر والمبادرات الفصائليّة والمجتمعيّة الموجودة.

ما هو مطروح اليوم، من قبل الأنروا والسياسات المعتمدة- المعلنة والمخفيّة- من قبل الدّول المانحة، هو خطير وأساسي ولا يمكن مواجهته والتصدّي له من خلال نفس الرؤى السابقة والآليّات المعتمدة والأشكال الباهتة التي عفى عليها الزمن.

المبادرة المطلوبة اليوم، هي التخلي الحقيقي عن استخدام معاناة اللاجئين في بازار الإنقسام السياسي والفصائلي، والتوجّه المسؤول لوضع خطّة متكاملة، بما في ذلك ابتداع أطر وهيئات مشتركة، فصائليّة ومجتمعيّة وشعبيّة.

وهنا ندعو، السفارة الفلسطينيّة والقيادة السياسيّة الى المبادرة السريعة لعقد لقاء تشاوري على مستوى المناطق، وصولاً على مستوى لبنان، تضمّ كل الفعاليّات السياسيّة والمجتمعيّة، الأساس فيها لجان الأحياء والقواطع- على المدى الجغرافي، والهيئات والمؤسّسات النقابيّة والمهنيّة والأهليّة على المدى الإجتماعي، لمناقشة الإستراتيجية الواجب اعتمادها لمواجهة الأزمة القائمة في وكالة الأنروا. لنتخلّص ولو لمرّة واحدة، عن آليّة المحاصصة والزكزكات الفصائليّة، لنحاول الإنقاذ... وإلاّ خسرنا جميعاً.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف