الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بين الكفر والإيمان شعرة بقلم:د. عمران الكبيسي

تاريخ النشر : 2015-07-29
بين الكفر والإيمان شعرة بقلم:د. عمران الكبيسي
بين الكفر والإيمان شعرة

د. عمران الكبيسي

قد يتسع المدى بين الكفر والإيمان من حيث الوضوح إلى درجة المقارنة بين النور والظلمات تجليا، وقد يضيق المجال إلى حد القول: إن بين الكفر والإيمان شعرة، ونحن المسلمين جبلنا على القول "المال مال الله" و "الملك لله" وليس منا من يأخذ معه إلى القبر شيئا، وفي الحديث الشريف "هل الملك إلا لله" والاستفهام بمعنى النفي " لا ملك إلا لله" وكلنا نؤمن بذلك ولا نختلف عليه، لثبوته شرعا بالتنزيل الحكيم:  }لِّلَّهِ ما فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ{ وهو تبارك }يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{ فالأوطان وما عليها لمالك الملك وحده، أما الناس فلا تملك شيئا }وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ{ والذين يدعون غير هذا فنتحداهم بقوله تعالى: }قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأَرْضِ{

أما المالك بالقوانين الوضعية فهو في الشرع والدين مستخلف فيما وضع عليه يده من الأموال والعقارات والضياع، يسأله لله يوم القيامة من أين أتى بها؟ وفيما أنفقها؟ فالإنسان في دنياه وحياته مؤتمن ووصي على ما بين يديه من المال تكليفا وليس تشريفا، يحاسب على ما توافر له فمن أحسن له الحسنى ومن أساء فلنفسه. لقوله تعالى }وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً {يحيها ويعمرها وينفق مما استخلف فيه فلا يسرف ولا يقتر }وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ {ومن يجانب ما أمر به الله قد يستبدله بأخر}وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ{  وضرب الله لنا الأمثال: } وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ { فماذا كانت النتيجة؟ }فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلآخِرِين{

أعتقد إلى هنا نتفق ولا خلاف بيننا،  وإنما يأتي الخلاف حينما يضيق المجال فيكون بين الكفر والإيمان شعره لا يدركها كل الناس فيقع بعضهم في المحذور، والرسول الكريم يقول: ))إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة مِنْ رضوان الله لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم((  ومن الكلمات التي تثير سخط الله وتهوي بصاحبها في جهنم، والله أعلم قول بعض السياسيين من محترفي الإلحاد: "الدين لله والوطن للجميع" أي قلبوا المعادلة من النقيض إلى النقيض، وقالوا الأموال والملك للشعب بدل القول: الملك لله. ولكونهم  ليسوا بمؤمنين قالوا: "الدين لله" كمن يقول هذه بضعتكم ردت إليكم، والله تعالى وهب الدين للناس جميعا يهتدون وينعمون ويسعدون به، }وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ*إِنَّ فِي هَـذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {فالله سبحانه أنزل الدين على رسله وبعثهم رحمة للعالمين وليس ليعود به إلى الله جل جلاله وتنزه عن ذلك، فالحذر الحذر من مقولة "الدين لله" فهي من وضع الملحدين الذين أرادوا أن يشترك الناس في الأموال لا كما شرع الله، وإنما كما شرعوا لأنفسهم، وهي مقولة سياسية تتفق مع التطلعات الشيوعية وأطلقوها ليضللوا أصحاب الديانات، واستسهلها الناس واستساغوها لهوى في نفوسهم من دون وعي بأبعادها وبلا تفكر بمقصدها، وهي ليست من الدين ولا من الإيمان في شيء، بل مما يتكلم به العبد ولا يلقي لها بالا، فتلقي به في النار سبعين خريفا والعياذ بالله وسبحان الله عما يصفون.

أما المذاهب وإن كانت دينية فهي ليست دينا وإنما من خصوصيات الإنسان الدينية الفردية، يختارها وسيلة وأداة يتبناها عن قناعة شخصية يقلد فيها من يشاء من الصالحين المجتهدين، ويحق له أن يستبدلها بمذهب أخر من دونما كفر يتحول فيها من شيعي إلى سني او العكس، ومن شافعي إلى حنفي أو مالكي كما يشاء، من اثنا عشرية إلى زيدية أو أباظية، المذاهب طرائق ومدارس واتجاهات يتقرب بها الإنسان إلى خالقه مثالها مثل الطرق الصوفية وما أكثرها، المذاهب السليمة تسهل الحياة على الإنسان ويسعد بها وليس لتثقل عليه، هي في حقيقتها تزيد من التماسك والتفاعل والاجتهاد وليس للتفرقة بين المسلمين والصراع وإثارة الفتن، كما فهمها بعضهم واستغلها, وقد حكم الله علينا أن نكون طوائف متحابة لا متخاصمة }وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{ ألا هل بلغت اللهم اشهد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف